نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة (Re: Tanash)
|
اذا استبعدنا ما ورد فى ورقة "رباح الصادق" المقتبسة أعلاه التعابير الواردة فيها من قبيل: "عند القبائل التى أخذت بنظام الأمومة ..." التى تعطى انطباع أن هناك قبائل سودانية أخذت بالنظام الأمومى و هى ذات الأصول الأفريقية و أخرى لم تأخذ به و هى ذات الأصول العربية, بينما الشاهد أنه حتى القبائل السودانية التى تدعى الأصول العربية أخذت بالنظام الأمومى أو الخؤلة كما أشار هو نفسه الى قبيلة "العبابدة و البشارية", و كذلك اعطائه انطباع محدودية النظام الأمومى فى السودان بقوله: "بعض قبائل كردفان و دارفور". و حين يقول : "و يرجع البعض ذلك الى التأثير الأفريقى فمنذ المملكة المروية عرفوا باحترام النساء" يشىء ذلك بغربة الأثر الأفريقى فى السودان و كأنه أثرا وافدا , حتى على المملكة المروية, و ليس أصيلا. و يؤكد غربة الأثر الأفريقى هذا و التشكيك فى أصالته السودانية قوله: " وقيل أنهم ربما انحدروا من قوم كانوا يعظمون النساء .... مثلما عرف عند الشعوب الأفريقية". و يصل الى التشكيك فى مرجعية النظام الأمومى و حضارة السودان القديم التى يحاول أن يستند عليها فى بحثه القيم بالقول : " و لعل فى موروثات المجتمع السودانى الحديث صدى لتلك التقاليد المروية". باستبعادنا لهذه التعابير المتشككة, التى لا ريب مردها "هراوة العربسلام" التى تقف مهددة الباحثين السودانيين مغبة الأقتراب من تاريخهم فى وادى النيل القديم و اتخاذه مرجعية تبنى عليها أبحاثهم لتحليل و فض طلاسم تاريخهم الحديث, فان " رباح الصادق" طرق لاحقا نقطة فى غاية الأهمية يجب أن نولها الأهتمام الكافى عند البحث فى قضايا المرأة السودانية عبر التاريخ واضعين فى الأعتبار دور و أثر النظام الأمومى و وضع المرأة فى تاريخ السودان القديم, حين يقول : ( يجب الأعتراف بأن تنظيرات الأمام الخاصة بكمال انسانية المرأة و ايمانيتها, و الخاصة بحقها فى اجازة الزواج و رفضه و ما اليها من بقع مشرقة متناقضة مع الواقع السودانى الذى يكاد يجمع على اضطهاد المرأة حين التحدث بلسان الدين و العادات العربية, و متناغمة مع ذلك الواقع الذى يعمل على احترامها حين التعبير عن تقليد اجتماعى متأثر بتيارات محلية قديمة, هذه التنظيرات ظل تأثيرها محددا لأن التناقض (أغنى بلسان و أصلى بلسان) ظل موجودا. و كان المنتظر أن تختلف لغة الدين العربى العامى ( وهو الدين كما رآه جمهور الفقهاء المنطلقين من عقلية عربية جاهليتها تئد البنات), و تطابق مع الدين كما رآه المهدى ( و هو ينطلق من عقلية السودانى الذى جاهليته كانت تسود البنات كما ذكرنا, فحتى العرب الذين أتوا للسودان غالبا ما تأثروا بلون بشرة أهله فى جلدتهم و بلون ثقافتهم فى عاداتهم). و يطابق القراءة الصحيحة للدين كما نزل على سيدنا محمد (ص), و يطابق ضميرنا السودانى الأصيل, ان هذه التنظيرات ظلت حبيسة قراطيسها, فقد ظلت ممارسات اعطاء المرأة أدوار حساسة متناقضة مع عقلية: "كان فاس ما بتقطع راس !" .. شىء واحد بقى حيا فى أعراف الأحوال الشخصية وسط الأنصار و هو الاعتراف بأن الجيزة نسوانية, فقد ظلت عقود الأنصار للزواج حتى اليوم تتم بصيغة : "زوجت موكلتى".) هذا التناقض بين الثقافة العربية الاسلامية الوافدة و بين الثقافة الأفريقية السودانية و حضارتها فى وادى النيل القديم, فى المهدية و فى غيرها من أحداث تاريخ السودان منذ دمار ممالكه المسيحية المرموز لها " بخراب سوبا!", هو الذى يجب أن توليه المرأة السودانية و أنصارها جل اهتمامهم فى نشاطهم و هم يسعون الى القضاء على القيود التى تكبلها و تقف أمام مطالبها فى التحرر و المساواة. هذا من حيث التعامل مع وضع المرأة فى أحداث تاريخ السودان وفقا لهذا التناقض, أما عن سبل "الأفتكاك" من ورطة مصيدة الثقافة "العربسلامية" الوافدة المصطدمة بواقع الثقافة السودانية ذات الأرث الاجتماعى الأمومى خالقة هذا التناقض, فالخطوة الأولى فى سبيل ذلك, بجانب ابتكار وسائل لتفعيل و احياء هذا الأرث القديم للمرأة السودانية لدى المجموعات السودانية التى لم تتأثر بالثقافة "العربسلامية" و لكن تم تخريب نسيجها الاجتماعى بفعل الحروب و المجاعات و الهجرة, و تلك ذات التأثير الثانوى بهذه الثقافة, فضلا عن التى تغوص فى و حلها و لكن مازال هذا التراث القديم يمشى بين ظهرانيها مهملا فى استحياء, هو العمل من داخل الثقافة "العربسلامية", أو التعاون مع الأفكار التى تستطيع تنقية و عزل آثار هذه الثقافة المدمرة على واقع السودان الثقافى المحلى, أو حسب رأى " د. النور حمد" فى مقالته فى هذا المنبر و مؤداه, ان تحديث المجتمعات الاسلامية(السودانية) لا يمكن ان يتم الا من منظور داخلى لحركة الدين نفسه و يري ان الفكرة الجمهورية هى وسيلة احداث هذه النقلة التحديثية فى المجتمع السودانى كمجتمع نموذجى يسوده الفكر الدينى المتمثل فى الاسلام السياسى بكل الوان طيفه من اكثرها تطرفا وهوسا الى المعتدلة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة بت عبود" | Tanash | 01-18-04, 10:39 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tumadir | 01-18-04, 11:48 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Ishraga Mustafa | 01-18-04, 11:52 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 01-19-04, 12:30 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-19-04, 09:18 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Bashasha | 01-19-04, 09:03 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 01-21-04, 12:02 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-27-04, 04:06 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-28-04, 09:05 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 01-29-04, 08:14 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 02-11-04, 09:31 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-13-04, 02:14 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | عشة بت فاطنة | 02-13-04, 03:29 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-13-04, 05:57 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Nada Amin | 02-19-04, 10:49 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 02-21-04, 08:38 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Tanash | 02-24-04, 03:16 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | الجندرية | 03-06-04, 09:28 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | hala guta | 03-07-04, 03:08 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Raja | 03-08-04, 01:44 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | hala guta | 03-08-04, 05:18 AM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | Raja | 03-08-04, 03:34 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | nada ali | 03-08-04, 04:35 PM |
Re: المرأة السودانية .. من نموذج "الكنداكة" الى نموذج "مهيرة | بلدى يا حبوب | 03-08-04, 09:57 PM |
|
|
|