|
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى (Re: hanouf56)
|
الفصوص الاسكندنافية كتبها هذا الشاعر العراقى ــــــــــــــــ
جـمـال جـمـعـة
أصدر خمس مجاميع شعرية: (سيد الأرض)شعر للأطفال 1980، (الناسوت)1987، (الرسم بالمدن)1990، (الهوامش والتتمات)1991 و(الفصوص الاسكندنافية)1992. كما حقق الشاعر الكثير من كتب التراث ضمن أبحاثه في المكتبة الملكية في كوبنهاغن، وله عدة مخطوطات شعرية أخرى ماثلة للطبع. لقد بدأ جمال جمعة بكتابة القصيدة للأطفال في السبعينات ثم تحول عن ذلك في الثمانينات حيث مجموعته الأولى (الناسوت) وهذه قصيدة الافتتاح:"هذا/خلخال المرئيات الرانن في عين الشاعر/بهرجة التلطيخ على جدران الصوت/هذا/موشور الضوء المتموسق في صمت العدسات". إن المشهد الشعري لدى جمال مُحكم بلغته التي انتقاها، كلون خاص به، أراد منه أن يكون رمزه في مسيرته الإبداعية. تأخذ قصيدته بالتبلور، معتمداً بذلك على التفعيلة التي يجيد التحكم بها، وليس من خلال لغة طارئة بقدر ما يستوحه من خياله وقراءاته. استلهمها الشاعر فراح يجول بين الحلم والواقع وكأنه يستدرج ذاكرته التي دارت بعواصم عدة حتى استقراره الأخير في كوبنهاغن سنة 1984:" يوجعني/ شرخ مندمل في صدري/أو طعج في خاصرتي/وأعود لأرقد وسط فراغي/ يملأني وهم التكوير على تمره/وأعود فأحلم ثانية/ إني شجرة". ولكن على الرغم من استقراره هذا فقد عاد في مجموعته الثانية ليرسم قصائده بالمدن بين الأعوام 1979 ـ 1982 أي عندما كان الشاعر في العراق، وقسم محتويات الديوان إلى :" تعالي يا حبيبة، شرفات، دائرة الناب وشجرة الحرب". أدخل تعريفاته بخطى أكثر تفصيلية، لغة تختلف عن مجموعته السابقة، فهي تتسم بمعان خلابة، وباشتغال مدروس ليس من ناحية الشعر أو القصيدة النثرية.. وإنما أوجد شيئاً أراد أن يظهره ليثبت تلقائيته ولكن بشكل مقصود، فهي ليست ذات النكهة العفوية بقدر ما تحمل من وجود ومناخ جمال جمعة الشعرية، فقد رتب مشهده بقصدية أيضاً؛ الزهرة، الخيبة والحبيبة.. وأعاد تكويناته عبر اللبلابة، العباءة والسفسطة :"هي كانت داخل العباءة/ هو/ كان خارجها/ لحظتها/ حين التقيا/ أدركا أنهما/ ينبغي أن يكونا معاً/ داخل العباءة/ أو خارجها.." هذه الاقتباسات المأخوذة من الشارع العراقي حملتها عين الشاعر الذي عمل هنا كرقيب لينقل الصورة التي انطبعت في الذاكرة.. تقويمه الحسي الخاص نحو الحرب لم يكن متكاملاً، فقد أراد أن يقول شيئاً، لكنه يقف ويراقب عن بعد، فلم ير إلا الناس؛ الخائف، الجندي الذاهب إلى الجبهة، ولم يتطرق إلى مسببي الحروب ومدمري الشعوب التي تدوي أمامه وهو ابن العراق :"الجندي الأول ذهب إلى الحرب/ لم يكن خائفاً/ فمات بأكمله.." ومن نصوصه القصيرة انتقل إلى نص طويل كتبه عام 1985 إبان حرب الخليج الأولى (الهوامش والتتمات) حيث أراد عبر هذا النص أن يفرغ ما لمته الذاكرة المتعبة، المتجولة هنا وهناك، بين هم الوطن بسلطته الغاشمة، وبين المنفى الذي أصبح ثوبه اللاصق بجسده. هذا النص، يوحي بكونه قراءة عميقة لجبران خليل جيران وإظهارها بعد التشبع بما قرأه، فأراد أن يكون شاهداً عبر شاهد آخر، ولكنه سقط في مشاهده النثرية أكثر من مشاهده الشعرية:" الذكرى تجاعيد على وجنة المستقبل/لا تعبس أيها العجوز/كل ولادة هي ذكرى للموت/وشروع لها". لم يعتمد اللغة الشعرية إلا بعد زوال الحدث، فقد سطر من مثل هذه اللغة صفحة كاملة، عازلاً فحواها ونثرها على شكل أرقام.. كأنه أراد أن يقول لنا: هذا ليس كما قرأتموه:" 1ـ أمس كنت ممكناً/2ـ واليوم: أظنّ/3ـ وغداً: ربما كان". فقد فكك النبتة، وبعثر الأوراق وجعل الفصول عارية وما عليه إلا أن يلملمها مرة ثانية كي يجعلها شجرة ولذلك جاءت مجموعته الأخرى (الفصول الإسكندنافية) والتي افتتحها ببداية جديدة، وأراد منذ المفتتح أن يدخل إلى مائيات الطبيعة والحياة.. متنفساً من جديد ليخرج من قفصه إلى فضاء أوسع معيداً التصاقه بالشعر وعلى درجات متباينة في القرب والبعد:" أنا القطرة/ معنى الحياة.. والبحر تفاصيلي". هكذا دخل الشاعر جمال جمعة بلغة مموسقة المشهد الشعري ولكنه سقط في التفاصيل أكثر مما كثفها، ومحورها بدويّ أعنف وأدق:" قال المطر/ـ أنا ماء.. طائر"، "قال البحر/ـ أنا سماء الأسماء"، "قالت القطرة/ـ أنا معنى الماء.." ومن هذه المقاطع التي حملت تشابهها في النغم والمعنى كان بإمكانه أن يكتفي بمقطع واحد ذات صلة بهذه المعاني.. فبتوزيع هذه الأشطر لم ألمس مبرراً للتقطيع الشعري.. سوى أنه قد ملأ فراغ الورقة، على عكس ما أوجد من شعر في مجاميعه الأولى. ويبقى جمال صاحب تجربة شعرية لا يمكن إنكارها.. وتتكرر الحالة هذه في قصائده أخرى:""الإشارات الأرضية،/ طفولة نابليون وأبو الخصيب". لكن قصائد المجموعة أُنزلت وفق حس الشاعر وفي كوخه الخاص الذي زرعه بين حقول اللغة، معلناً شعاراته الشعرية التي تحركت بين اللغة البسيطة ذات المعاني، والتي أراد أن يوصلها إلى الجميع دون مراجعة للذهنية الحسية، أو اللجوء إلى تعقيدات رمزية.. فهو محاط بفضاء حُر.. استطاع من خلاله أن يجد للمفردة الشعرية صداها، كي يبثها، وهو ذلك الشاعر الذي ركن بزاوية من هذا الفضاء كي يطير. :"من سكب القداح في ثراكِ/ وسرّح الأوز والكراكي/يلعبن والغدير في ارتباكِ/ والناس في باكٍ وغير باكِ/ لو عرفوا ما عشقوا سواكِ".. إنه خصب الخيال الذي أطلقه أمام عين المتلقي بحالتين من الهدوء والطمأنينة.. مطمئن من لغته، والتي انبثقت وهو يقرأ ديوان العرب، عبر صور ومشاهد شعرية أدخلها بثقة تامة واستثمار ما تجيده الحداثة في عصرنا هذا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-05-04, 06:24 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | ود شاموق | 01-05-04, 06:29 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | منعمشوف | 01-05-04, 10:30 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Adil Osman | 01-05-04, 11:00 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | منعمشوف | 01-05-04, 11:18 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Imad El amin | 01-05-04, 11:43 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-06-04, 08:02 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Imad El amin | 01-06-04, 02:17 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | bunbun | 01-06-04, 02:44 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-06-04, 03:49 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Adil Osman | 01-06-04, 08:17 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-07-04, 01:26 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Imad El amin | 01-06-04, 08:25 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-07-04, 01:29 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Alsadig Alraady | 01-06-04, 08:34 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | HAMZA SULIMAN | 01-06-04, 11:22 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | hanouf56 | 01-07-04, 01:33 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | zumrawi | 01-08-04, 06:48 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | إيمان أحمد | 01-09-04, 01:39 AM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | Solara_sabah | 01-09-04, 06:34 PM |
Re: الفصوص الاسكندنافيه -- عاطف خيرى | zumrawi | 02-05-04, 06:47 AM |
|
|
|