|
Re: لماذا هجّرت المهدية قبائل كردفان قصراً إلى ام درمان (Re: EMU إيمو)
|
عمل الخليفة على سياسة استخدام اللين والترغيب بجانب وسائل العنف والقوة لاستمالة الذين ينيبون بسهولة او لان استخدام القوة يرهقه كثيرا ، فطلب من عمال الأقسام الإدارية في كردفان وكبار الانصار بين القبائل بأن يقوموا بحملة دعائة واسعة بين اهلهم وذويهم لهدايتهم للهجرة وفي هذا الصدد وجه عثمان آدم خير الله عجال وجودة احمد وأبكر علوان إلى المسيرية لارشادهم وتوجيههم وقد أفادة هذه المحاولة بعض الشئ في كسب قليل من المسيرية الخارجين عن سياسة الخليفة وفكر الخليفة في ضمهم الى معسكر الأبيض ولكن عدل عن هذا الرأي خوفاً من الإضطرابات التي يسببها المسيرية وهم مشهود لهم بفوضى الفرسان وفي مجال مطاردة الخليفة لقبائل كردفان والمجموعات الخارجة على المهدية كان قد وجه عثمان ادم قوة من اتباعه المقيمين بأم درمان على رأسها سليمان أحمد اكرت واخرين لحصار ادم الاحيمر الذي تحصن بالقرب من الزيادية وهناك هاجمته قوات الأنصار وارتكبت مجزرة وقتلت 150 من رجال المنطقة وقام الأنصار بأسر زوجة الاحيمر ونهبو الإبل والخيول والرقيق وعادوا بها إلى ام درمان بإعتبارها غنائم وهذا ما يدعمه قول جدتي بت حران التي عاشت 90 عام وكان لها دراية تامة بتاريخ المهدية في كردفان وبالأخص أمر الجهادية وتشتت الكثير من النساء والأطفال وتعتبر المهدية تسببت في تشتيت الأسر ما بين كردفان وام درمان والواقع ان الخليفة أصدر أوامره بالهجرة لكل قبئل كردفان وبذل في سبيل تحقيقها كل ما يمكن بذله من مجهودات مالية وعسكرية ، واتبع الأساليب السلمية والعنف والتهديد . ولكن سياسته اصطدمت بواقع هذه القبائل فرفضت الهجرة وقاومت كل اساليبه ومن ثم دخل معها في حرب ضارية شملت أغلب قبائل كردفان الكبيرة مثل الكبابيش وقبائل البقارة ومن تنفيذ تلك السياسية تبرز لنا حقيقتين الأولى ان الخليفة ركز على تهجير قبائل البقارة اساساً وهذا يدل على رغبته في محاولة الاستفادة منهم لدعم مركزه وتوطيد حكمه لأنهم اهله وعشيرته ولكنهم عندما عارضوه لم يستطع قبول ذلك فتمادى في مقاومتهم وحربهم لأحضارهم لام درمان لمراقبتهم وتجنب شرهم مثلما حدث للحمر والمسيرية والحوازمة . والحقيقة الثانية هي ان سياسة التهجير فشلت لأن الغالبية لم تلبي نداء الخليفة مما اضره لاتباع سياسة العنف والتهديد ويمكن القول ان من هاجر من قبائل كردفان من ام درمان هاجر عن طريق العنف والقوة والإرهاب وقليل جداً منهم هاجر رغبة وطواعية. وهذا جزء من تاريخ المهدية رضينا ام ابيناولكن هذا لا يعني ان الثورة المهدية لم تجد في كردفان الدعم والحماية ، نعم كان اهل كردفان هم سدنة الثورة المهدية وحماتها وتعتبر كردفان معقل الثورة المهدية ونواتها . واهل كردفان في الحارة هم أهل لمن احتمى بهم ورغم المرارات والحروب التي قادها الخليفة ضد اهل كردفان نجدهم كانوا تأميناً وملاذاً للخليفة بعد هزيمته في كرري 2 سبتمبر 1898
|
|
|
|
|
|
|
|
|