|
الطريقة الصوفية
|
لقد اختلف منتحلوه في وضع حد له حتى بلغ تعريفهم له نحوا من ألفي تعريف, كلها حدود ورسوم لا واقع لها في الخارج. والتعريف الصحيح للتصوف هو: أنه بدعة(( ضلالة )) من شر البدع وأثرها إضلالا, وأكبرها ضلالة, إذ لم يعرف التصوف في من نزول الوحي, ولا بعده والي أن انتقض من شاهد نزول الوحي المحمدي وعاصر نبيه صلي الله عليه وسلم قط, فلم يحدث عنه ولم يخبر به, اللهم إلا ما كان من تحذيره صلي الله عليه وسلم من البدع والأحداث في الدين في مثل قوله: (( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل متحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))*رواه أبو داود والترمذى وهو حديث صحيح* . وقوله (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))* رواه مسلم* حتى أهل اللسان العربي أنكروا أن يكون لفظ التصوف عربيا, إذ صيغة التفعيل لا بد وأن تكون مشتقة من فعل لازم يؤتي بها لأغراض كالمطاوعة أو التكلف كالتعلم والتشجع من فعلى علم, وشجع اللازمين, والتصوف ما هو الفعل المنشق منه؟ الله, الله يا عباد الله كم عانت أمة الإسلام من الفرقة والانقسامات بسببه, وكم ضيعت ونالها من الشر والسوء علي أيدي دعاته ومتبنيه. إن التصوف, ليس هو كما يقول دعاته باطلا وزورا: انه علم تعرف به أحوال تزكية النفس وتصفية الأخلاق, وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية, ولا هو استعمال كل خلق سني, وترك كل خلق دني, ولا هو كل ما عرفوه به ووضعوا له حدود ورسوم لا تعدو كونها حبر علي ورقة. إن الله خلق الإنسان وكرمة بالعقل لكي يميز ويفكر ويتبين الفرق بين كل الاختلافات والخلافات والأصل, أين الأصل؟ والغرض من هذا كله تنبيه أمة الإسلام وتحذيرها من الوقوع في حبائل هذه البدعة مرة أخرى, حيث نشط اليوم دعاتها من أدعيائها والمغرورين ببهرجها وزخرف القول فيها. الطريقة؟ إنها تعني اتصال المريد ( المريد من يريد الوصول إلى الله تعالي بطريقة الأذكار والمحافظة عليها) بالشيخ وارتباطه به حيا وميتا مثلا: ( إذا مات الشاذلي وأتباعه باقون إلى اليوم, وكذلك سائر الطرق) وكذلك بواسطة ورد من الأذكار يقوم به المريد بإذن من الشيخ أول النهار وآخره, ويلتزم به بموجب عقد بينه وبين الشيخ. وهذا العقد يعرف بالعهد, وصورته أن يتعهد الطرف الأول وهو الشيخ بأن يخلص المريد من شدة ويخرجه من كل محنة, متي ناداه ومستغيثا به, كما يشفع له يوم القيامة في دخول الجنة ويتعهد الطرف الثاني وهو المريد بأن يلتزم بالورد وآدابه فلا يتركه مدي الحياة وكما يلزم بلزوم الطريقة وعدم استبدالها بغيرها من سائر الطريقة.((إن من أصول أصحاب الطرق من مشائخ المتصوفة ضرورة وجود شيخ مأذون له في إعطاء الورد للمريد, أو من ينوب عنه من خليفة للشيخ, أو مقدم في الطريقة.))
|
|
|
|
|
|