محمد منير وغناء أهل السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2003, 02:46 AM

Moawia Yassin
<aMoawia Yassin
تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 31

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد منير وغناء أهل السودان (Re: Dr.Abbas Mustafa)

    أخي العزيز الدكتور عباس ... والاخوة الأفاضل الذين كانت لهم مداخلات مشجعة على هذا البوست المهم... أعتذر بدءاً لمداخلتي المتأخرة. وددت أن أقول إن ما يقوم به الاخ محمد منير وغيره من الإخوة النوبيين المصريين شيء مدهش حقاً، لأن محمد وردي وشرحبيل وأبو عركي البخيت أحياء يرزقون ولم يتحول إنتاجهم الغنائي تراثاً بحكم المقياس الزمني المعروف والمعاصرة.
    وقد قام فنان نوبي مصري يدعى سيد بالسطو على أغنية "الليل الهادي" لفناننا الكبير شرحبيل أحمد، وتغنى بها وقام بتسجيلها في شريط كاسيت يحمل اسمها وكتب بعين قوية انها "تراث نوبي"! واضطر الأستاذ شرحبيل إلى انتهاز فرصة ذهابه إلى القاهرة تلبية لدعوة من هيئة الأوبرا المصرية إلى بدء إجراءات للتقاضي مع الفنان السارق، غير أن تدخل الإخوة السودانيين والنوبيين، وعدم رغبة شرحبيل في اللهاث وراء المحاكم جعله يركن إلى قبول تسوية مالية.
    وأذكر أنني اشتريت في لندن قرصاً مدمجاً عنوانه "سلامات" لفرقة نوبية مصرية تم تسجيله وطباعته في أوروبا ويتضمن أغنيتي "المامبو السوداني" لفناننا الراحل سيد خليفة و"نور النوار" للفنان الأخ أبو عركي البخيت. وتمت الإضارة إلى الأغنيتين باعتبارهما لحنين من "التراث النوبي"!
    أما جرم الاخ منير، وهو فنان صديق ومحب للسودانيين، فقد كان أمراً لا يغتفر. والغريب أن عذره كان أقبح من ذنبه. فقد زعم أنه تغنى بـ "وسط الدايرة" لأنه معجب بمحمد وردي. والحقيقة أن محمد منير كان مقيماً في الخرطوم أثناء الفترة التي كانت فيها هذه الأغنية Top Hit كما يقال. كان ذلك في منتصف ثمانيات القرن الماضي. وتعرف منير إلى وردي إبان تلك الفترة، فتولى وردي تشجيعه وقدمه إلى رموز المجتمع النوبي السوداني، فاصطحبه إلى جلسات في منزل الأستاذين جمال محمد أحمد ومحمد توفيق، عليهما رحمة الله.
    وأذكر أني كنت قد أجريت مقابلتين صحافيتين مع كل من وردي ومنير بعدما اندلعت فضيحة "وسط الدايرة". وقد تولى تقديمي إلى منير صديقنا العزيز المشترك صلاح مزمل أبو الريش الذي لجأ إليه منير عندما قرر أن يؤدي أغنية محجوب شريف وعبد اللطيف عبد الغني "الشعب حبيبي وشرياني"، فتولى صلاح عبر اتصالات مكوكية تنسيق التنازلات المطلوبة من الشاعر والملحن-المؤدي. ويبدو أن منير أراد أن يقطع الطريق على أي إشكال محتمل مع هؤلاء السودانيين بتوع المشاكل، لأن الأخ وردي صعّد المسألة إلى أبعد مدى بإثارتها مع نقابة الموسيقيين وجهات ثقافية أخرى في مصر، ولولا أن وردي كان سودانياً صميماً ومش بتاع مشاكل لكانت نقابة الموسيقيين اتخذت إجراء تأديبياً بحق الفنان الشاب الذي تغنى بأغنية سودانية لها شاعر وملحن ومؤدٍّ معروفٌ وقدمها باعتبارها أغنية مصرية، وكانت المفاجأة أنها فازت في أحد مهرجانات الأغنية في حوض البحر المتوسط.
    وأذكر أن منير كان قد فرغ قبل بضعة ايام من اندلاع مشكلته مع وردي من توزيع وتسجيل أغنية وردي الذائعة "حرّمت الحب والريدة"، وهي من كلمات وتلحين الشاعر الطاهر إبراهيم. لو سكت وردي ماذا كان منير سيفعل؟
    لا أوافق الأخ الذي دعا إلى عدم الحساسية تجاه الغناء السوداني الذي يؤديه مطربون من أبناء الشعوب الأخرى. يمكن أن تتلاشى الحساسية إذا كان هناك تقدير للشعب صاحب هذه الشخصية الموسيقية الغنائية الخاصة المسروقة أو المقتبسة. لكن أولئك لا يعترفون بالسودان ولا قدرتهم على الإبداع الغنائي والموسيقي. فقد ذهبت ذات مرة إلى أريتريا وأثيوبيا في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي... وسمعت أثناء الانتظار في صالة المغدرة في مطار أسمرا موسيقى أغنية "عزة في هواك" التي أفهمني أحد العاملين في المطار انها لحن أريتري! وحين ذهبت إلى أديس أبابا كان التلفزيون – وأظنه ما يزال – يبث "عزة في هواك" بالطريقة التي أداها بها الفنان الأثيوبي العظيم تلهون قسسا أثناء زيارته للخرطوم ضمن الفرقة الأثيوبية التي رافقت الرئيس السابق منجستو هايلي مريام تلبية لدعوة من الرئيس السابق جعفر نميري. ووجدت في إذاعة أديس أبابا من تصدى لي بقوة محاولاص إفحامي بأنها أغنية أثيوبية صميمة! لماذا؟ لأن تلهون عبأها بكلمات أمهرية وأداها بأسلوبه الغنائي الفريد. وهو حين أداها في الخرطوم في تلك الآونة التي كنت أحد حضورها فعل ذلك تحبباً إلى السودانيين وتودداً، مثلما يستبدل سيد خليفة مطالع بعض أغنياته الشهيرات بكلمات أمهرية ليخطب ود جمهوره الأثيوبي.
    ومن أعجب ما صادفني أنني استمعت ذات مرة إلى الإذاعة الأثيوبية بلغة التيجراي إلى عدد من الأغنيات السودانية "المؤثيبة" (إذا جاز هذا النحت)، وأذكر منها أغنية الفنان كمال ترباس "بقليبك تقول لي تعال وتعال"!!! ولم يكن ذلك في برنامج خاص، بل تقدم هذه الأغنيات الأغنيات ضمن الفواصل الغنائية في بث البرنامج العام. ولكن لا غبار على مثل هذا التداخل، لأن شعوب القرن الإفريقي تسلّم سلفاً بالتفوق الثقافي للشعب السوداني وتعتبره متقدماً عليها في كثير من المجالات. وقيل في الأثر إن الصبر على مضض الأخ خير من معاتبته، والمعاتبة خير من القطيعة، والقطيعة خير من الوقيعة.
    وفي ختام هذه المداخلة رأيت ان أنقل هاهنا نص اللقاء الذي أجريته مع وردي ومنير حسبما هو مشار إليه في غير هذا المكان. وللجميع مودتي، خاصة الأخ يوسف الموصلي الذي طال عهدنا به، رعاه الله وسلمه.

    “فرّحي خلق الله” السودانية أضحت “وسط الدايرة” المصرية

    أغنية تفجر أزمة فنية بين المطربين
    وردي ومحمد منير في القاهرة

    لندن – معاوية يس:
    “وسط الدايرة” عنوان اشهر الألبومات الغنائية للمطرب النوبي المصري محمد منير. غير ان “وسط الدايرة” هي ايضاً احدى اشهر أغنيات المطرب النوبي السوداني محمد وردي. ولأن منير لم يستأذن وردي في آداء أغنيته، بل ولم يعبأ بذكر اسمه على غلاف الألبوم باعتباره ملحنها، كما أنه لم يشر إلى اسم ناظمها الشاعر الغنائي السوداني اسحق الحلنقي، لكل ذلك تدور معركة كبيرة على صفحات الصحف تهدد بجر المطربيْن إلى ساحات القضاء.
    واتخذت الازمة طابعاً سودانياً بحتاً بعدما شاهد مئات الآلاف من السودانيين والمصريين محمد منير يردد الأغنية نفسها في حفلات مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط الذي اقيمت دورته السابعة اخيراً في باريس.
    وبدأ الاهتمام الشعبي السوداني يزيد بعدما نشرت صحيفة “الخرطوم” السودانية التي تصدر في القاهرة مقالا للكاتب السوداني الدكتور محمد عبدالله الريح يعيب فيه منير على استلاب ابداع سوداني. ورد الناقد الفني السوداني نجيب نورالدين بمقال قلل فيه من شأن الضجة الصحافية التي اثارها تصرف منير، واعتبر ان ابداع المطرب وردي وجد طريقاً إلى العالمية، وهي بنظره غاية ما يتمناه المطرب والمستمع السودانيان لفن بلادهما.
    ويبدو ان منير شعر بان نجاح “وسط الدايرة”سبب قوي للتغني بعمل ناجح آخر من اعمال وردي التي يحد من انتشارها عربياً اعتماد الموسيقى السودانية على السلم الخماسي الذي يوجد في افريقيا، خصوصاً غربها وجنوبها ومنطقة القرن الافريقي إلى جانب الصين والهند واليابان وبعض الجيوب الخماسية في اوروبا كايرلندا واسكوتلندا.
    لذلك اختار أغنية اخرى قدمها وردي في الستينات عنوانها “حرمت الحب والريدة”- نظمها الشاعر السوداني الطاهر ابراهيم - وقرر ان يجعلها اولى أغنيات ألبومه الجديد “طعم البيوت” الذي سيصدر هذا الاسبوع في القاهرة. غير ان وردي سارع بايقافه قانونياً عن أدائها .
    بدأ وردي (61 عاماً) مشواره الفني العام 1957 في دار الاذاعة السودانية. واستقال في العام نفسه من مهنة التدريس ليحترف الغناء. وهو شاعر مجيد باللغة النوبية، ويصفه الموسيقيون السودانيون والغربيون بسعة الخيال الفني، وامتلاك قدرة فريدة على استلهام التراث النوبي. وهو أيضاً ملحن كبير، ومايسترو، وعازف بيانو وعود وطمبور (ربابة). ويقيم في القاهرة التي اختارها منفى له منذ العام 1990.
    اما محمد منير فهو من ابناء النوبة في منطقة اسوان في صعيد مصر، وهي متاخمة لمنطقة النوبة السودانيين. يعتمد في معظم أعماله على الملحن النوبي المعروف أحمد منيب. واعتمد في احراز النجاح الذي اصابه على استلهام التراث الغنائي في النوبة، وابداعاته الثرية بالنغمات الخماسية التي تنم عن خيال موسيقي واسع، وانتاج مشحون بعاطفة جياشة.
    وتعاقد منير في مستهل حياته الفنية على احياء حفلات دامت بضعة أشهر في الخرطوم لقي خلالها تجاوباً كبيراً من مستمعي فن الغناء في السودان. ومنير فنان مغامر، مسكون بهاجس التجديد. غير ان موهبته تقتصر على الآداء. وهو يقر بأنه لا يلحن أغنياته بنفسه. وهو في الوقت نفسه معجب بوردي، حتى انه يصف أغنيات الأخير بانها “حميمة إلى النفس"، او “حميمية” كما يقول.
    تحدثت “الحياة” إلى طرفي القضية التي اضحت حديث الوسط الفني المصري ومجتمعات السودانيين في مصر والدول الخليجية.

    محمد منير:
    ... غنيت "وسط الدايرة"
    في الخرطوم فلماذا
    لم يمنعني وردي آنذاك...؟

    عاد المطرب المصري محمد منير إلى القاهرة اخيراً اثر مشاركته في مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط الذي اقيم في باريس. وهو يعكف حالياً على اعداد مجموعة غنائية جديدة يتضمنها شريط بعنوان “طعم البيوت". ولولا الازمة الراهنة بين منير والنقيب السابق للمطربين السودانيين الفنان محمد عثمان وردي لكان الشريط الجديد رأى النور قبل اسبوع. ولهذا قصة في ثنايا الحوار التالي:
    * ما هو أساس الخلاف الراهن بينك والمطرب السوداني وردي؟
    - لا ادري لماذ يتصرف معي وردي بهذه الطريقة. ولا ادري لماذ يريد الوقوف ضد النجاح الذي حققته بأغنية “وسط الدايرة". انا لم أغنها اليوم، وليست مشاركتي بها في مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط هي المرة الاولى التي أؤي فيها هذه الأغنية. انني أغنيها منذ عام 1986.
    ليس ذلك فحسب اذ عرضت على الاستاذ وردي ان يتقاضى مبلغاً مالياً نظير التنازل عن الأغنية. واتفقنا على ان يتنازل لي عن أغنيته “الحب والريدة” التي لحنها وغناها في الخمسينات.
    * كلتاهما من انجح أغنيات وردي افريقياً وسودانياً. أليس من حقه عليك ان تمنحه المبلغ الذي طلبه نظيرهما؟
    - هل تعلم اني انفقت اكثر من 20 الف جنيه لتوفير تذاكر الموسيقيين الذين استعنت بهم من المانيا لتنفيذ "وسط الدايرة"، ومقابلة كلفة اقامتهم في مصر. هل يعقل ان يطلب مني وردي فجأة أن أمنحه 15 ألف جنيه مصري؟! انه مبلغ لا يتقاضاه حتى كبار الملحنين. تعاملت مع ملحنين كبار كالاستاذين كمال الطويل وبليغ حمدي. لكنهما لم يعجزاني لهذا الحد.
    * هذه الأغنية الأخيرة سودانية صميمة رسخت في وجدان السودانيين منذ عقود. لماذا تريد التغني بها؟ ولماذا انت معجب بالمطرب وردي دون غيره من المطربين السودانيين؟
    - انا من أبناء أسوان كما تعلم، ونحن نحن النوبيين في مصر الغناء السوداني. ووردي غير معروف في مصر، وقيمته الحقيقية هنا من خلالنا نحن النوبيين. وانا لست معجباً به وحده، فانا ايضاً احب أغنيات المطربين السودانيين احمد المصطفى وحمد الرّيَّح.
    * لكن وردي يغني في مسارح القاهرة والاسكندرية واسوان منذ نهاية الخمسينات بطلب خاص من النوبيين المصريين. كيف تبرر اشارتك إلى انه غير معروف إلا من خلالكم؟
    - انا خلاص كرهت الشغل ده. بلاش فن وردي. التراث النوبي غني بغير وردي.
    * لماذا احتج وردي على أدائك أغنيته “وسط الدايرة"؟
    - انا رأيي أنها غيرة. ولا تعليق لي غير ذلك.
    * لكن وردي مطرب كبير ومخضرم بدأ الغناء في مطلع العقد الخامس. كيف يشعر بالغيرة منك وانت اقتحمت حلبة الغناء أخيراً جداً؟
    - من سوء حظي اني اخترت أن أغني لوردي. هناك ملحنون كبار يلهثون ورائي على أمل ان اغني ألحانهم، لكني أرفض. لان لي رؤية خاصة اجتهد في بلورتها. ذكر وردي انه شكاني إلى نقابة المهن الموسيقية وادارة مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط. وهو كلام غير منطقي أعتقد انه يثير التعاطف معي، وليس معه. وانا حقيقة لا أفهم لماذا يتصرف بهذه الطريقة؟
    * لانك تتغنى بلحن يملكه ونفذه بصوته. أليس هو على حق؟
    - وما الجديد؟ غنيت هذا اللحن منذ 1986. بل غنيته في الخرطوم. فلماذا لم يمنعني؟
    - انت معروف عربياً باعتبارك مطرباً مصرياً، وليس سودانياً. لماذا هذا التعلق من جانبك بالأغنيات السودانية؟
    - نحن النوبيين نطرب للغناء الخماسي السوداني لانه يمثل البيئة التي نشأنا فيها. والأغنية الخماسية النوبية فيها مساحات اختيار نغمي واسع. وقد اخترت ثلاثة أرباع عملي الغنائي من هناك. لان تراثنا الموسيقي في النوبة ثري جداً.
    * هل يعني ذلك ان نجاحك عربياً ومصرياً قائم على تهجين الغناء النوبي بالموسيقى الشرقية السباعية المألوفة في البلدان العربية؟
    - لا. أنا ضد التهجين. واعتقد ان سر نجاحي يكمن في صدقي مع نفسي، ولاني أغني بإخلاص، وفي إطار وجهة نظر معاصرة تجاه ما يحدث في عالمنا اليوم.
    * هل يعني ذلك ان الغناء النوبي الذي تعتبره اساس اسلوبك الغنائي هو الذي حكم على شكل أغنياتك بالقصر الزمني والايقاع الراقص السريع؟
    - غيري مطربون كثر يمارسون البكاء والمواويل. نشأتي النوبية افعمتني بالايقاعات السريعة. وعموماً انا لست متيماً بالسكك الشرقية في الغناء. أحترمها لكني لا أفضلها.
    * علمت ان نزاعك الراهن مع الفنان السوداني محمد وردي قد يؤجل صدور شريطك الغنائي الجديد ...
    - الشريط الجديد عنوانه “طعم البيوت"، ونفذه معي الموسيقار عزيز الناصر، وهو موسيقار مصري يقيم منذ فترة طويلة في شيكاغو. ويضم الشريط أغنيات “عينيك تحت القمر”و”هوّن ياليل”و”لو بطّلنا نحلم نموت". وكان مقرراً ان يتضمن الشريط أغنية “حرّمت الحب والريدة” التي غنّاها وردي. غير اني اضطررت إلى سحبها من الشريط اثر خلافنا الاخير، وسأضع بدلاً منها أغنية “افتح قلبك".

    محمد وردي:
    ... غيرة؟ وهل منير ملحن أم
    عازف عود وبيانو مثلي ...؟

    تحدثت “الحياة”إلى المطرب السوداني محمد عثمان وردي الذي يقيم في القاهرة منذ مغادرته السودان العام 1990. ويقوم كل عام بجولة فنية في دول الخليج العربية وبعض العواصم الغربية. وكان آخر نشاطاته المشاركة بأغنية “وسط الدايرة” نفسها في مهرجان ذكرى افتتاح اذاعة صوت العرب المصرية الذي أقيم في القاهرة.
    وفي ما يأتي نص الحديث:
    * لماذا هذه المعارك الصحافية العنيفة مع المطرب محمد منير؟
    - أي معارك؟ لم أدل إلا بتصريح لصحيفة الوفد المصرية حول موضوع “وسط الدايرة". اما ما أثير في صحيفة "الخرطوم" وبعض الصحف المصرية والسودانية فهو دفاع جمهوري عني، وهو جمهور يدرك جيداً أنني لست من هواة المعارك، لكني لم أتعود السكوت على القهر والظلم.
    * هل يستحق الموضوع هذه الضجة؟ ألا يزيدك فخراً ان تكون أغنياتك على كل لسان خارج نطاق بلادك؟
    - ولكن ماذا يفيدني ويفيد السودانيين إذا كانت الجماهير العربية تردد أغنية لا تعرف شيئاً عن ملحنها وشاعرها؟ مشكلتي مع منير أنه غنى “وسط الدايرة” وحرص على ألا يذكر شاعرها ولا ملحنها. ولذلك شكوته إلى نقابة المهن الموسيقية. في نظري - وأنا نقيب سابق للمطربين والموسيقيين السودانيين - أن تغنِّي منير بهذه الأغنية في مهرجان دولي خارج الوطن العربي يمثل إساءة بحق الأغنية المصرية. لأن “وسط الدايرة” أغنية سودانية صميمة، وليست مصرية.
    * ألا ينطوي الخلاف على مبالغ مالية؟
    - وماذا يعني إذا طلبت من منير إعطائي 15 ألف جنيه نظير التنازل عن الأغنية؟ هنا في مصر المعروف في التعامل في الوسط الفني ان الملحن يتقاضى 20 الف جنيه مصري نظير الأغنية. ربما اغتاظ منير مني لاني طالبته ايضاً بتخصيص مبلغ للشاعر اسحق الحلنقي الذي نظم “وسط الدايرة"، ومبلغٍ مماثلٍ للشاعر الطاهر ابراهيم الذي لحن أغنية “حرّمت الحب والريدة".
    * منير يعتقد أنك تغار منه!!
    - أنا أغار من منير؟! ما هي امكاناته الموجبة للغيرة؟ هل هو ملحن؟ هل هو عازف عود؟ هل هو عازف بيانو؟ هل ينافسني في رحابة امكاناتي الصوتية بشهادة كبار الموسيقيين في القاهرة كالاستاذ الراحل محمد عبد الوهاب وغيره؟
    * لكنه تغنى بأغنيتك “وسط الدايرة” منذ زيارته للخرطوم عام 1985. واظنك تعرفت اليه وجمعتكما مجالس. ولم تبد اعتراضاً منذ ذلك الوقت. لماذا الاعتراض الآن؟
    - كتبت له عن طريق محام طالباً منه ان يتفاوض معي قبل ان يؤديها في حفلاته العامة. ولم يكلف نفسه عناء الرد علي. ولو كان طلب مني مجرد الإذن بأدائها قبل سفره إلى مهرجان فنون البحر الابيض المتوسط، أو لو اكتفى بذكر اسمي باعتباري صاحب اللحن لما حدث شئ.
    لكني اعتبرت تجاهله ذلك بمثابة سرقة لمشاعر أمة بأسرها. واعجب منه يصرح للصحف بان الأغنية المصرية “وسط الدايرة” كانت خير ممثل للغناء المصري في المهرجانات الدولية. لماذا يريد منير أن ينكر على السودانيين حقهم في الابداع الفني؟
    صحيح اننا التقينا في الخرطوم، واذكر اني احتفيت به ضيفاً على اهله في السودان، وهيأت له جلسة عامرة مع اديبنا الراحل الاستاذ جمال محمد احمد ووزير الثقافة والاعلام والخارجية السابق محمد توفيق احمد. ولا زلت أذكر ان المرحوم جمال نصحه بان يستمع جيداً إلى محمد وردي ليتعلم منه.
    * ابلغني منير انه سعى إلى الاتصال بك في القاهرة. وذكر تحديداً ان صديقه عصمت محمد توفيق حاول التوسط بينكما ...
    - ليس صحيحاً أنه اتصل بي. ولماذا يتصل؟ أليست باب داري مفتوحة ليلاً ونهاراً للنوبيين والسودانيين والمصريين والموسيقيين من البلدين؟ سبق ان اتصل بي عصمت توفيق ووعدني بزيارة، لكنه تأخر ثلاث ساعات عن موعده. وهو أمر ينم عن عدم التقدير والاحترام.
    صدقني انا لست محتاجاً إلى تعليق اي قدر من الامل على ما تنطوي عليه التسوية المالية المعتادة في مثل هذه الشؤون الفنية. وموضوع الثمن والمقابل المادي ليس مشكلتي، فلو أقدمت فقط على اعادة تسجيل أغنياتي القديمة فسيكفيني عائدها لأعيش حياة كريمة عشراً او عشرين سنة أخرى.
    * بمناسبة الأغنيات القديمة أبدى كثير من مستمعيك استياء من اعادة تسجيلها بأسلوب جديد لا يتطابق مع التسجيلات الاصلية التي انطبعت في وجدان السودانيين وعشاق غنائك من دول الجوار الافريقية ...
    - أتحدث اليك ومعي في المنزل اعضاء فرقتي الموسيقية لاننا مشغولون باعادة النظر في الأغنيات القديمة التي كتبها لي الشاعر الراحل اسماعيل حسن، خصوصاً “المستحيل” و”خاف من الله على قلبي". ونوقع في الوقت ذاته بعض أغنياتي الكبيرة القديمة، خصوصاً “مرحباً ياشوق” للشاعر الجيلي عبدالمنعم عباس، و”الحبيب العائد"، و”جمال الدنيا”.
    في ما يتعلق بالاعتراض على التجديد، أقول: كل شئ تطور، حتى محمد وردي نفسه. ومعظم أغنياتي الكبيرة القديمة عندما سجلتها للإذاعات السودانية والمصرية والعربية لم تكن الفرقة الموسيقية السودانية عرفت آلات حديثة كالقيثار والاورغ وغيرهما.
    غير اني اشير إلى اني حريص غاية الحرص على عدم الخروج عن اصل اللحن. لكن مجاراة العصر مهمة، ومن شاء التمسك بالتسجيلات القديمة فهي موجودة في الاذاعة السودانية ولم اطلب إعدامها.
    * تقيم في مصر التي تعتبر حاضرة الغناء العربي. هل قارنت وضع الأغنية العربية الراهن بما كانت عليه قبل اختيارك المنفى؟ وهل أثرت اقامتك في هذه البيئة النغمية المختلفة على انتاجك الموسيقي؟
    - للأسف الشديد أن الأغنية العربية تعاني هبوطاً مخيفاً. ومدى تأثري بهذه البيئة ربما انعكس في توفر فرص افضل للاستماع والقراءة. لكني متمسك بطابعي الغنائي السوداني، واحمد الله اني لا زلت قادراً على العطاء. ولا أعتقد أني مطالب بالخروج عن جلدي الموسيقي السوداني بعد كل هذا الإنتاج والتاريخ الطويل لكي أثبت أني مجدد.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * نشرهذا المقال في صحيفة “الحياة”التي تصدر في لندن في العدد الصادر بتأريخ 6 يوليو/تموز 1993.










                  

العنوان الكاتب Date
محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-24-03, 09:23 AM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان ali othman12-24-03, 09:48 AM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-24-03, 11:47 AM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان الجندرية12-24-03, 12:01 PM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان tmbis12-24-03, 12:27 PM
      Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-24-03, 12:39 PM
      Re: محمد منير وغناء أهل السودان Rawia12-24-03, 04:01 PM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان Husam Hilali12-24-03, 12:43 PM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-24-03, 12:49 PM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان Elmosley12-24-03, 02:47 PM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان عمر بانقا12-24-03, 03:03 PM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان إيمان أحمد12-25-03, 05:00 AM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان ahmed khair12-25-03, 05:48 AM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-25-03, 10:25 AM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان kofi12-25-03, 10:11 PM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان Moawia Yassin12-26-03, 02:46 AM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان Elmosley12-26-03, 02:58 PM
    Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa12-26-03, 03:26 PM
      Re: محمد منير وغناء أهل السودان خالد02-04-04, 01:15 PM
        Re: محمد منير وغناء أهل السودان Dr.Abbas Mustafa02-04-04, 01:40 PM
  Re: محمد منير وغناء أهل السودان بهاء بكري02-04-04, 04:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de