|
Re: صـغـنتـوتـيـات حـــلاوى .. جندريـة أحـلام مسـتغـانـمى (Re: Ali Alhalawi)
|
كتب ابراهيم علي .. http://www.sudanforum.net/forum/viewtopic.php?t=24659&highlight=
لكل الذين يحبون ما تكتبه المبدعة أحلام مستغانمي .. قرأت لها .. ذاكرة الجسد .. وفوضي الحواس .. ومعهما كثيرا من التحليلات النقديه .. والتى سبقت عملها الأخير .. عابر سرير.. العمل الذي أثير حوله الكثير من الجدل ..ولم اتمكن من الحصول عليه ..نسبة لظروف خارج السيطرة .. وقلم الكاتبة المخيف احيانا .. وهذه هي مختارات قرأتها فى رسالة إبنة الجزائر الكاتبة العزيزة جنة .. و لمن لم يقرؤوها ..اكتشفوها في هذا البوح الجميل ..
من روايتها " فوضى الحواس"
* ** *** هذا الكائن أعرفه عن ظهر قلب، فقد عشت معه أربع مائة صفحة وما يقارب الأربع سنوات. ثم افترقنا. انتهى عمره مع آخر سطر. وبدأ عمري دونه منذ ذلك الحين.
ولكن من منا كان يبحث عن الآخر خلال كل ذلك الوقت؟ ومن منا ترى كان الأحوج إلى الآخر؟
أذكر مقولة لروائي سئل "لماذا تكتب؟" فأجاب ساخراً "لأن أبطالي في حاجة إلي…إنهم لا يملكون غيري على وجه الأرض!" طبعاً كان يراوغ. ويقدم اعترافاً بيتمه دونهم. فكل روائي هو في النهاية يتيم… ومخلوق عجيب تخلى عن أهله ليخلق لنفسه عائلة وهمية، وأصدقاء، وأحبة، وكائنات حبرية، يعيش بينها، مشغولا بهمومها، محكوما بمزاجها، حتى لكأنه لا يملك على وجه الأرض غيرها!
فأين العجب في أن يصبح هذا الرجل كل عائلتي، ويشغل مكان زوجي، وأخي، وأمي..وكل من يحيطون بي؟!
في الواقع كان عجبي الوحيد أن أتعلق بهذا الرجل بالذات، من بين كل من خلقت من أبطال، وإن يقع بيغماليون في حب تمثال خلقه بيده وكان آية في الكمال، فهذا الأمر يبدو منطقياً، كما جاء في الأسطورة. أما أن يحب نحات التمثال الذي أخفق في خلقه ويحب روائي البطل الذي شوهه بنفسه…فهنا تكمن الدهشة.
نسينا لليلة أن نكون على حذر، ظناً منا أن باريس تمتهن حراسة العشاق. إنّ حُباً عاش تحت رحمة القتلة، لابد أن يحتمي خلف أوّل متراس مُتاح للبهجة أكنا إذن نتمرن رقصاً على منصة السعادة، أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أنّ بعض الحزن من لوازم العشّاق؟ في مساء الولع العائد مخضّباً بالشجن، يصبح همّك كيف تفكّك لغم الحبّ بعد عامين من الغياب، وتعطّل فتيله الموقوت، دون أن تتشظّى بوحاً.....
|
|
|
|
|
|
|
|
|