|
ماذا ترك لنا جون قرنق ؟؟؟
|
أرى أن القائد الراحل جون قرنق قد ترك لنا رصيدا فكريا ثرا ، وأرى أننا بحاجة إلى سبر أغوار ذاك الرصيد الفكري ، ومحاولة هضمه ليعيننا على بناء المستقبل ، إن رغبنا في بناء مستقبل أفضل للوطن .. وعلى حكامنا والذين يطمحون لحكمنا أن يتزودوا من معين قرنق للتصدي لمسئوليات الحكم والقيادة .. سأكتب هنا عن بعض رؤى جون قرنق ، وآمل أن يقوم العالمون والمطلعون والأقرب إلى قرنق وإلى فكره بتحريك وإضافة ما غاب عنا ... أولا : ثورة مستمرة بمنطلقات فكرية واضحة : عندما انطلق قرنق في بناء الحركة منذ العام 1983 لم يكن ينوي أن يقود تمردا تقليديا كمن سبقوه يكون فيه الجنوب ضد الشمال .. كان هناك بناء نظري وفكري ، وكانت الأطروحات النظرية ، وأهمها المنفيستو ، والتحق بالحركة مفكرون كثر كتبوا وبحثوا وألفوا . وكان هناك بناء تنظيمي على أرض الواقه ، فهيكلية الحركة كانت هيكلية محكمة ، ابتداء من القيادة حتى أصغر جندي ، وقد ضمت الحركة إليها المرأة بكثافة ، وفي كل المستويات الإدارية والعسكرية ... وقرنق لم يكن منظّرا في فراغ ، بل كان رجل عمل وميدان ، ودبلوماسية ، وامتلك مقدرات تفاوضية خارقة جعلت منه رجلا مقبولا لكل الأطراف السودانية ، فإضافة إلى عضوية الحركة بالتجمع الوطني الديمقراطي توصلت كثير من الأحزاب والفئات إلى اتفاقيات معه وعلى مستويات مختلفة ، وهناك كثيرون التقوا معه في رؤى مشتركة ... واستمرت الثورة حين استمر الظلم ، وجاءت الانتفاضة ، وكان الناس يحلمون بعودة قرنق والمشاركة في الحكم ، لكن قرنق كان ينادي بانعقاد مؤتمر دستوري يحدد أطر العمل السياسي حتى لا يمنح الأغلبية الميكانيكية فرصة للتعدي على حقوق الأقلية ... طالب قرنق الحكومة بما يطالب به اليوم من كانوا آنذاك على رأس الحكم ... فاليوم هم يأخذون من قرنق حين يتحدثون عن المؤتمر الجامع ، وسبحان مغير الأحوال ، فقد كانوا بالأمس لا يفهمون ما يمكن أن يقدمه المؤتمر لشعب السودان ولفئاته المختلفة واليوم هم يطالبون بعقد مؤتمر يسمونه جامعا ... وكتاب مثل جون قرنق يتحدث JHON GARANG SPEAKS، كتاب غني بالفكر ، ,وبالرؤى الوطنية ... ورغما عن قيادته للثورة المسلحة إلا أن الرجل كان دائما ما يجلس ليكتب ويطلق أفكاره ، لتصبح منطلقات فكرية يبني عليها تحركه السياسي والثوري ،،، وأطروحة قرنق للدكتوراة كانت عن قناة جونقلي ، وكتب قرنق رؤيته حول مشروع الجزيرة والمشاريع المشابهة ... هذا غير أوراق عديدة نشر بعضها وبقي بعضها دون نشر ، وأحاديث اتسمت بالموضوعية ، والحضور ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|