من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أبوبكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2003, 05:32 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب (Re: WadalBalad)

    (4) ظاهرة الانهزاميين الجدد والاستخفاف بمرتكزات الأمن القومي
    العميد أمن «م» حسن بيومي
    [email protected]

    مازالت مشاهد المجاهدات السياسية للدكتور علي الحاج الذي كان يمثل آنذاك أحد أهم أركان النظام وهو يحمل الجمل بكل ماحمل إلى فرانكفورت- لكي يفاجئ الجميع بطرحه المستفز آنذاك للمشاعر الوطنية والذي يدعو فيه إلى منح حق تقرير المصير للاخوة أبناء الجنوب تم هذا في اللقاء الذي حدث في فرانكفورت وبترتيب من جهات لها مصلحة في ذلك مع بعض التيارات الجنوبية النافذة والتي كانت تطالب بالانفصال آنذاك. هذه الدعوة بكل ما كانت تحمل من قرارات سياسية واستخفاف بمصير السودان مازالت حبيسة في مجرى القصبة الهوائية للبلاد وتعوق مسيرة انسياب وحدة السودان الوطنية، وجاءت مقررات أسمرا لكي تزيد الطين بلة وتجرع الكثيرون من أبناء هذا الشعب الصابر مرارة عصارة نبات الصبار « المستخدم احياناً في فطام الأطفال عند الرضاعة» عندما حاولت الانقاذ إضفاء الصيغة الدستورية على هذه الدعوة المؤثرة على أهم مرتكز للأمن القومي السوداني .«الوحدة» في اتفاقية الخرطوم للسلام، ونخالها نحن من أجل تخفيف وطأتها على النفس سواء كان مقدمها من هنا أم من هناك ما هي إلا نوع من أنواع الكيد والمزايدات والابتزاز السياسي الذي ألفه الناس في مراحل مسيرة الأداء السياسي المعوج البناء في كثير من بلدان العالم الثالث وخاصة في ظل الأنظمة التي يتسم اداؤها بقدر من شمولية الحكم .. هذه المشاهد وتلك المجاهدات مازال غبارها الداكن يعطر أجواء الساحة السياسية في البلاد واذا بنا نفاجأ في الآونة الأخيرة بطرح أخطر أتى به نفر على شاكلة توجهات الدكتور علي الحاج السياسية ومن نفس نسيجه الفكري قد لانشك في وطنيته وصدقه مع النفس ولكن نتشكك في «منطلقاته السياسية» ومبعث الأحباط المكونات النفسية لهذا النوع من الطرح الذي ينم عن اليأس والعجز في نفس الوقت وليس هذا مبعث الهم والاهتمام بالنسبة لنا.وإنما حلّ بنا نكد الدنيا عندما لامست هذه الدعوة بخشونة زائدة عن الحد أمراً يعد أهم مرتكز للأمن القومي السوداني «الوحدة» واصابته هذه الدعوة في مقتل ووصلت الجرأة بالغاء وتخطي كل المشاعر الوطنية السامية لأبناء هذا الجيل فحسب وانما بالنسبة للأجيال السابقة واللاحقة وذهبت في مسيرة طرحها وهي غير عابئة بالعواقب إلى مرافئ الصحف السيارة والندوات العامة، تهلل وتكبر لهذه الدعوة معرضة بهذا المسلك أهم مرتكز للأمن القومي السوداني للاستهانة والاستخفاف وليس أمام أنظار أبناء الشعب السوداني بمختلف طبقاته وطوائفه فحسب وإنما أمام كل من له اهتمام ومصلحة في السودان سواء في الداخل أو الخارج من المراقبين الأجانب.
    وكان لزاماً علينا من منطلق المسئولية الوطنية أن نقرع ناقوس الخطر ونقول ونذكر ونعيد بأن الذي يحاول البعض التلاعب بمقدراته المقدسة سواء أكان من أهل الشمال أم من أبناء الجنوب وغيرهم. هو السودان. البلد العظيم الذي خصه الله من دون غيره من البلدان الكثيرة بمتسع المساحة ووافر الثروات. لم يولد اليوم وإنما ولد عندما نال استقلاله عام 1956م وتربع على عرش خريطة العالم بكل فخر واعتزاز وتعاقبت على ادارته حكومات مهما اختلف الناس في ادائها الاداري والاقتصادي والسياسي فهي في النهاية حكومات وطنية قامت كل منها بتسليم خريطة السودان كاملة غير منقوصة للأجيال، التي جاءت بعدها ولم تدّع أي من هذه الحكومات سواء مدنية كانت أم عسكرية بأنها تمثل آخر مطاف السلطة والحكم في البلاد ولهذا ذهبت بأي صورة من صور الذهاب وهكذا ينبغي أن يكون عليه حال الانقاذ. والذي نريد أن نخلص إليه بأن بريطانيا بكل ماكان لديها من كبرياء وجبروت لم تجرؤ على تقسيم السودان وكان بإمكانها أن تفعل. ولكن عندما آن الأوان قامت بتسليم السودان بكل خرائطه سالماً لابنائه لحكمة استخبارية سنوضحها فيما بعد .. نعم زرعت بريطانيا في خريطة السودان قبل تسليمها كمية من الألغام السياسية الموقوتة. هذا اعتراف منا بذلك والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وغداً وبعد غدِ ماذا فعلنا نحن وكيف تعاملنا مع هذه الألغام. ولماذا نحن نتوقع من انجلترا غير ذلك. وذلك هذه استخبارية تحتاج إلى شرح لاحقاً!
    وبدل محاولات أبطال مفعولها بالحكمة واعمال العقل قادنا العجز بفعل قلة الخبرة والدراية والادراك إلى القيام بتفجير هذه الألغام. لغم آثر لغم وبإرادتنا الحرة وبغير الحرة أحياناً، وقد أوصلنا العجز إلى مانحن فيه الآن.من وهن سياسي وحيرة نفسية وتآمر خارجي وضعنا في محطة الخيارات الصعبة المحددة وأوصلنا اليأس الذي دبغ النفوس للدرجة التي أضحى فيها ما كان يستعصى على الفكر سراً أم جهراً ماساً بمقدرات الأمة، يطرح على قارعة الطريق ويتقبله نفر من الناس بقدر من الاستحسان ويتناوله البعض الآخر في مجالسهم الخاصة كالأقاصيص والأحاجي بدون خجل، أو مساءلة: إن اعتلاء المناصب العامة في البلاد بدون مسئوليات وطنية يحاسب عليها كل من اخطأ أو حاول عن قصد أو من دون قصد في حق هذا البلد سواء كان يعزف منفرداً أو كان لاعباً في فريق سياسي. هي آفة من آفات ممارسة العمل العام والسياسة في السودان منذ آمد بعيد وليست آفة هذا الزمان الذي أخذ فيه بعض الكبار الذين يعلمون بأن للعزف قواعد وللعبة قوانين تحكمها، أخذوا يلوكون عبارات تكاد تكون من المستحيلات ان تلاك في غير هذا الزمان ويدعون إلى دعوات تعد من كبائر السياسة في حق الوطن ومقدسات البلد ولاتستقيم مع متطلبات ومقتضيات الأمن القومي للبلاد والسبب يرجع إلى سماحة النظام والفهم المتدني لحدود حرية الرأي المسموح بها بدون ضوابط والتي قد تصل وقد وصلت بالفعل في شكل دعوات قد تندرج تحت مهددات الأمن القومي السوداني اذا أطلت في زمان غير هذا الزمان .. وللذين وراء هذه الاطلالات السياسية الماسة بمقدرات الأمة وكرامة الوطن. بغض النظر عن سوء التوقيت الذي جاء هاتكاً للرغبات القومية في الدولة الساعية إلى تحقيق السلامة في ظل الوحدة. ومصادماً للواقع والأهداف الاقليمية والدولية في المنطقة وبغض النظر عن القناعات المستجدة كأحد افرازات اليأس والعجز نقول لهم انما يجري في الساحة السياسية السودانية الآن تجاوز ما أنتم حالمون في تحقيقه بمراحل. وليس أمام جميع الأطراف المعنية بالأمر غير امساك ماتبعثر من الريح والريع السياسي.اذا سمحت أمريكا بذلك، أمريكا التي نزعت حل الأزمة السودانية من الجميع وفرضت نفسها على حل الأزمة السودانية وهي سيدة العالم لديها مآرب سياسية واقتصادية ودينية وغير دينية في السودان ولديها خطط وسياسات وبرامج مرتبطة بكثير من النواحي الاستراتيجية في المنطقة ولديها أعوان في الداخل وأعوان في الخارج وليس هذا بغريب أو مستغرب على أمريكا ولديها آليات تستخدمها في تحقيق مآربها المشار إليها. بالكامل وفي هذا الظرف بالذات ونحن الذين مكناها في التدخل في شئوننا الداخلية ونحن الآن امام امتحان صعب وخيارات أصعب في ميشاكوس وفي واشنطن وفي كرن «إنها لورطة» وليس أمامنا من مخرج غير توسيع أوعية المشاركة الوطنية ولكي يتحمل الجميع مسئوولياتهم الوطنية. وقبل أن نبحر في استعراض مآرب امريكا في السودان أحب ان اطمئن بأن امريكا لن تسعى لفصل جنوب السودان وإنما هي ساعية في تحقيق وحدة السودان لأن مآربها لن تتحقق إلا في ظل وحدة السودان ولكن في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية مغايرة للواقع الحالي تماماً. وانها ساعية بكل تأكيد ولأسباب داخلية وخارجية في تحويل كل مايتعلق بشأن البترول السوداني إلي ادارة البنك الدولي تنمية وتطويراً وادارة وتوزيعاً هكذا فعلت في جمهورية تشاد وهي ماضية في مسألة بترول السودان في هذا الاتجاه هذا مشهد من مشاهد الواقع السياسي الذي يعاشه السودان والذي فرضته علينا أمريكا. وان الشعور بالعجز عن مواجهة هذا الواقع المؤلم هو أحد أهم مسببات الإحباط الذي حمل بعض أبناء الشمال على افراز هذا النوع الخرب من الدعاوي الانهزامية كمحاولة يائسة لتغيير هذا الواقع المفروض علينا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
    وهنالك واقع آخر ووطني من الصعب جداً تغييره أو محاولة الالتفاف حوله لأنه يحمل قدراً من الوطنية وقدراً من المخاطر المتعلقة بتغيير المواقف المبدئية. وان أية محاولة لطمس معالم المسئولية في هذه المسألة الحساسة ستكون غير مجدية لأن ماوراء القصد من هذه الدعوة في غاية الوضوح .. إن المطالبة بانفصال الشمال عن السودان وليس عن الجنوب والانفراد بحكم الشمال وعلى حساب من!! على حساب التضحية بالوطن وعلى حساب التضحية بدماء الشهداء.
    ومؤكد سيكون لهؤلاء الشهداء داخل قبورهم العديد من التساؤلات وبحسبان أنهم أحياء عند ربهم يرزقون. اذا كان هذا ممكناً ومشروعاً بعد المطالبة الشمالية بفصل الشمال، وللأسر وعائلات الشهداء في دورهم وديارهم تساؤلات اذا تبقى لهم من حقوق على دورهم وديارهم بعد ظهور مثل هذه الاطلالات السياسية ولأبناء وأحفاد الشهداء تساؤلات اذا لم يذهب الاحباط بآمالهم وجفت الدماء الزكية في أوعية مستقبلهم من جراء ظهور مثل هذه الدعوات التي اسميناها مجازاً بالاطلالات السياسية لكي نخفف قدر الإمكان من وقعها المؤلم على نفوس الأبرياء الذين ذهبوا وعادوا اليوم يتساءلون وهم الآن في ديار غير ديارهم، لماذا كان كل هذا الدمار البشري وغير البشري؟ من أجل من؟ ولمصلحة من؟ اذا لم يكن من أجل بقاء السودان ومصلحة السودان؟
    ألم تكن اتفاقية الميرغني قرنق عام 1989م هي أفضل الحلول المطروحة والمتاحة، بدل كل هذه المتاعب والتدخلات الخارجية.
    فمن المسؤول عن كل هذا الخراب والدمار الذي تعددت جوانبه واتجاهاته، وما هي حدود المسؤوليات الوطنية وضوابطها في البلاد، وأين كانت هذه القناعات التي بنيت عليها هذه الحلول السهلة وليدة اللحظة صعبة المنال، في هذا الظرف بالذات، في أي قاع من مستودع القناعات كانت تخطر مثل هذه الحلول عندما كان الشباب يضوح بلا دراية وبالحماس فقط والأرض والحرث والضرع يحرق .. والشباب الواعد ينزف ويتألم ويحترق والاسر ثاكلة والأموال تُُصرف والموارد تُهدر والوقت يمضي والوطن يتوه ويحترق.
    إن الاجابة على كل هذه التساؤلات أمر في غاية الصعوبة الأمر الذي يعرض واقعاً يصعب مواجهته في ظل الظروف الراهنة.. وأن هذا الواقع لا فكاك منه بمثل هذا النوع من الحلول السهلة الصعبة التحقيق في نفس الوقت وأن محاولة الاقتراب من هذا الواقع بمثل هذا النوع من الحلول - المطروحة - في الساحة الآن - ستقود الموقف للانفجار في أية لحظة وخاصة إذا تزامنت هذه اللحظات مع لحظة الاحباط الماثلة.
    إن فكرة فصل الجنوب عن الشمال، بالنسبة لحزب الجبهة القومية فكرة قديمة، الهدف منها الانفراد بحكم الشمال، ولكن عندما جاءت الجبهة الى الحكم ولأسباب تكتيكية أرجأت تنفيذ هذه الفكرة والواقع فرض عليها أن تسير في هذا الاتجاه خطوة خطوة. وبدأت بالفيدرالية باللين مع من توالى مع النظام وبالشدة مع من عارض النظام من أبناء الجنوب. عندما تعثرت «الملاواة» باللين مع بعض أبناء الجنوب الذين توالوا مع النظام بسبب عدم الجدية والمزايدات السياسية واستعصى حسم المعارضين عبر البندقية وبسبب كثرة التدخلات الأمنية تغيرت الصيغة القديمة واضحى مفاد الطرح المستحدث فصل الشمال عن الجنوب والسكوت عن الحديث بالنسبة لبقية الأقاليم بحسبان أنها شمالية إيذاناً لخلق مواجهات مستقبلية جديدة.
    1/ وإذا كان الأمر الآن انتهى الى المطالبة بفصل الشمال عن الجنوب من أجل الانفراد بحكم الشمال، نقول بكل الوضوح إن هذا الطرح بهذه الصورة مرفوض من قبل أبناء الشمال وأبناء الجنوب.. إن واقع الشمال السياسي يقول هذا، ولكل طرف معنى لديه اسبابه ومسبباته، ويمكن الاستماع لوجهة نظرهم من هذا الطرح بهذه الصورة، كما أن فصل الشمال أو الجنوب لن يكون هو الحل الأمثل، ولأن هناك أماكن ومناطق كثيرة تطالب بالحكم الذاتي وأن أمر السودان ليس بهذه السهولة.
    2/ إن الدول المجاورة للسودان بأجمعها بعد تجربة الحكم الاسلامي في الخرطوم مهما تغيرت السياسات والمواقف، وعلى رأسها مصر التي وقفت مع هذا النظام في البداية بكل قوة، وبالرغم أن هذا الاتجاه ربما يكون في صالح العروبة و الاسلام .. إلا أن واقع الحال الأمني يقول إن مصر والدول المجاورة لم يكونوا سعداء بهذا الاتجاه ولأسباب عديدة.. أغلبها يتعلق بقضايا الأمن القومي المصري والعربي والافريقي بالإضافة الى أن مصر التي سامحت وتسامحت مع نظام الخرطوم في الآونة الأخيرة لاعتبارات اقتضتها المصالح العليا للبلدين في المحافل الدولية وغير الدولية. لكن المتابع لسير العلاقات بين البلدين يلاحظ، بأن قيادة مصر على المستوى الشخصي لم تغفر للخرطوم ما حدث في أديس أبابا وعلى المستوى الشخصي ويلاحظ أيضاً أن العلاقات المصرية السودانية بالرغم من تحسنها ما زالت هنالك جوانب مهمة حبيسة المسافة ما بين النسيان والغفران ولاعتبارات أمنية.
    3/ إن الولايات المتحدة الأمريكية التي انتزعت ملف حل الأزمة السودانية من الجميع وفرضت نفسها على الحل في مشاكوس وواشنطن وكرن وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر لن تقبل بوجود حكومة إسلامية ذات توجهات دينية غير محددة، في الشمال، وإذا كانت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر لها رأي في كثير من المناشط الدينية في المملكة العربية السعودية التي تُعد الحليف والصديق الاستراتيجي في المنطقة العربية والاسلامية بأسرها، فما بالك مع حكومة اسلامية في شمال السودان، والسودان ما زال في كشف الارهاب الأمريكي بالإضافة الى صدور قانون سلام السودان، ماذا يعني كل هذا. وعلى الذين يفكرون في فصل الشمال عليهم أن يقرأوا الواقع جيداً. بالإضافة الى أن نية الولايات المتحدة لم تتجه إطلاقاً الى تفتيت السودان أو فصل جنوب السودان عن شماله، وأن إصرار أمريكا على وحدة السودان أكدها دانفورث في تقريره الشهير - ولكن علينا ان نتوقع سوداناً جديداً مغايراً لسودان اليوم، سودان لكل السودانيين وليس لفئة معينة فيه.
    وإن كان لابد من حدوث خسائر سياسية للبعض والمهم أن يجيء هذا التغيير لمصلحة الكل والوطن وكنا نتمنى أن تجيء على أيدي أبناء السودان وبدون تدخلات خارجية في شكل حكومة مركزية قوية شمالية كانت أم جنوبية - منفردة أم مؤتلفة لكل السودانيين وتكون بمثابة أساس «الأسمنت المسلح» للوطن الموحد.
    4/ إن العقيد جون قرنق فشل تماماً في تحقيق أي نصر عسكري حاسم على الأرض ولكنه عبر الأساليب الاستخبارية والمراوغات السياسية تمكن من تصويب كمية من سهام اليأس المسمومة الى صدور بعض أبناء الشمال، ضعاف الحمية الوطنية للدرجة التي تبدلت فيها أحوالهم واضطربت أحاسيسهم ومشاعرهم الوطنية وفقدوا الإحساس بأهمية الوطن وضرورة العمل على سلامته والحفاظ على أمنه واستقلاله وسيادته وأوصلتهم سموم اليأس والاحباط للوقوف في خط مستقيم مع ما تنادي وتطالب بتحقيقه الدولة العبرية - إسرائيل في بلادنا. «تفتيت السودان» عبر أعوانها في الداخل. هكذا نجح جون قرنق في تحقيق ما تطالب به إسرائيل وتهدف له في السودان عبر التأثير النفسي على نفوس بعض أبناء الشمال في الوقت الذي فشل في تحقيق أي نصر عسكري على الأرض يحسم به القضية.
    5/ في تاريخ السودان والشعوب هنالك شخصيات عرفت بمواقعها وشخصيات عرفت بإنجازاتها التاريخية. وشخصيات عرفت بمواقفها المتخاذلة، ومن الشخصيات السودانية التي عرفت بمواقفها المتخاذلة أو المنهزمة، شخصية جنوبية معروفة، تسمى أقري جادين سياسي جنوبي عرف في أوساط الشماليين وأوساط الجنوبيين الوطنيين بالانفصالي الى أن قتل، ظلت هذه التهمة ملتصقة بشخصه حتى الآن، وكلما يجيء ذكر اسمه، بمعنى آخر في عالم السياسة هناك الكثير من التهم تستمر ملتصقة بشخصية صاحبها وأولاده وأسرته وأحفاده عبر التاريخ. ودائماً ما تتعرض مثل هذه الشخصيات الى محاولات اعتداء قد تصل الى حد القتل.. أو العزل الاجتماعي.. أو القذف بها في مزابل التاريخ. ومن أهم الشخصيات تمت تصفيتها نتيجة لإتخاذ مثل هذه المواقف الضارة بأية صورة من صور الضرر بالوطن ومستقبله، في السودان السياسي الجنوبي - المعروف - أقري جادين - قائد الانفصاليين وفي شمال الوادي، السيد بطرس بطرس غالي رئيس وزراء مصر الذي باشر عملية مفاوضات الشأن السوداني مع الجانب البريطاني عام 1899 حيث اتهم بأنه باع السودان للإنجليز، وتمت تصفيته على يد المواطن المصري الذي يدعى «البدراوي» هذا بالإضافة الى أن هذه الاتهامات السياسية ما زالت تلاحقه وتلاحق أسرته وأحفاده حتى اليوم وتأكيداً على إلصاق مثل هذه التهم السياسية في الشخص وتاريخه وأسرته إشار إليه أخيراً حفيد بطرس غالي، الدكتور بطرس الأمين العام السابق للأمم المتحدة في آخر إصداراته، حيث قال إنه قام بزيارة السودان عند تخرجه في الجامعة من أجل الوقوف على حقيقة التهم التي وجهت الى جده بأنه باع السودان للإنجليز، ولا أخاله بعد الزيارة وقف على الحقائق!! أما عن الذين ذهبوا الى مزابل التاريخ فهم كثر ونذكر منهم على قيد الحياة ميخائيل غورباتشوف، الذي أضاع الاتحاد السوفيتي وفكك الكتلة الشرقية وحلف وارسو، والسبب عدم الإلمام بعواقب وتداعيات المواقف والسياسات المصيرية ويرجع هذا الى التآمر الخارجي وضعف درجات الوعي الأمني، عند غورباتشوف التي أدت الى عدم الالتفات الكافي لمتطلبات الأمن القومي السوفيتي في المرحلة، وعدم دقة حساب التداعيات وأسباب أخرى كثيرة!!.
    والذي نريد أن ننبه اليه من إثارة هذه النقطة هو ليس التأثير السلبي على البعض لكي يغيروا من مواقفهم المعلنة وإنما محاولة لإجلاء بعض النواحي التي ترى أنها مهمة وتقول إن التعرض لقضايا تمس مصير الوطن والمواطن لابد أن يكون تعرضاً موضوعياً ومبنياً على قناعات راسخة وحكيمة الدفاع عنها وأن يكون هذا العرض مقبولاً ومستحسناً من غالبية الناس المدركين لأهمية الموضوع وأبعاده الأمنية المستقبلية وأن يجيء هذا الطرح في الوقت المناسب لا طرحاً تفرضه الظروف أو وليد لحظات اليأس أو الأهواء السياسية ضيقة النظرة. هذا بالإضافة الى ضرورة توفر صفات موضوعية في الشخصية التي تتولى مسؤولية هذا النوع من الطرح.. أولاً لابد أن تكون بعيدة كل البعد عن أي مؤثرات سياسية لها أبعاد خارجية. وبعيدة عن أي عصبيات سواء كانت عقائدية أم قبلية في ظروف بلد كالسودان، والنظرة الأمنية في معالجة المسائل المتعلقة بمصير البلد، ولابد أن لا يكون لهذه الشخصية من الخصوصيات التي تجعل ما يتوفر لها من أغطية وغياب محاذير معينة لا يتوفر لغيرها، إذا سلكت نفس المنحى الخطير من المواقف التي في اعتقادنا لا تخلو من المهددات الأمنية وخاصة أن أغلب تداعيات مثل هذه المواقف غالباً ما تكون بعض جوانبها خافية وبعضها الآخر في حكم المجهول، ويصعب تحديد أبعادها وخاصة المؤثرة على النواحي الأمنية، إلا بعد تنزيلها على أرض الواقع، ومن هنا جاءت المحاذير والمطالبة بتوخي الدقة في الطرح والبعد بقدر الإمكان عن طرح العنتريات السياسية من دون قناعات علمية وموضوعية راسخة ومن حساب دراسة تداعيات هذا الطرح الأمني بما فيها من الخفاء في مؤامرات وسيناريوهات استخبارية وخاصة في هذه اللحظات التاريخية من عمر الوطن لأن هناك عدداً بل أعداداً يعملون كغواصات لجهات أمنية تعمل ضد الوطن ومصالحه من داخل الوطن ويسعدهم جداً ما يطرح بدون وعي منهم معالجة لقضايا جوهرية في وسائط الرأي العام المكشوفة وبحسن نية - يصطادها - الغير ويعرفون كيف إعادة صياغتها وإعدادها بالصورة التي تخدم مصالحهم في بلادنا.
    وختاماً نقول إننا قد وقفنا على أغلب الآراء التي طرحت كمعالجة لهذا الموضوع المحوري المهم والحساس الذي يهمنا جميعاً كسودانيين وخاصة إنه يتعلق بمصير هذا البلد، وما كنت طامعاً في التعرض لمناقشة بعض الشكليات ونحن بصدد معالجة مثل هذا الموضوع المحوري لولا إصرار أصحاب الشأن على تكراها، واستخدامها كحجة لإقناع الآخرين بسلامة مواقفهم.
    قيل من ضمن ما يقال:
    نشرت صحيفة أخبار اليوم عبارة منسوبة لمواطن كريم غير عادي، سياسي وينتمي لحزب حاكم ذو توجهات عقائدية وتقلد مناصب دستورية وأخاله كذلك الآن، نسبت إليه أنه في حالة قناعة مستمرة بدأت منذ سنوات - أي ليست وليدة اليوم، وظلت تتزايد مع الأيام الى أن بلغت درجة اليقين، قال: لن أزرف دمعة واحدة اذا انفصل جنوب السودان».
    ما هو المطلوب إتيانه؟:
    1/ إن الدعوة قديمة وليست وليدة اليوم أو اللحظة؟.
    2/ إن هذه الدعوة أسست على قناعات وصلت الى درجة اليقين.
    في الإجابة نقول: إن حاكمية الدعوة قديمة أم جديدة لا تتوقف على طول وقصر الزمن، وإنما الحاكمية حاكمية العهد الذي طرحت فيه أي النظام الذي في عهده تتم الإباحة بهذا الطرح، هل النظام يسمح بهذا النوع من الحديث أم لا يسمح واذا سمح فإنه لمن سيسمح؟ وهل كان من الممكن أن ينطلق مثل هذا الحديث ابان نظام مايو ومن نفس هذا المواطن؟ هذا هو المحك.
    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، من المعروف أن الدمع يزرف في حالة الانفعال عند الانسان وفي حالتين لا ثالث لهما، حالة الفرح وحالة الحزن، بافتراض أن جنوب السودان قد انفصل، فإذا حزنت ينزرف الدمع واذا فرحت ينزرف الدمع أنتم مع أية حالة؟ ومنذ متى تؤسس القناعات المتعلقة بمصير السودان على الانفعالات وهي تتدرج وتظل تتدرج الى أن تصل بالقناعات الى مرحلة اليقين.
    قال هنالك استبيان أجري في مدينة أمبدة تناولته بعض الصحف، جاءت نتيجة بأن حوالي 78% من الشماليين يؤيدون الانفصال.
    هذه نتائج مبنية على أسس غير علمية لعمليات غياب الرأي والاستبيانات العلمية الصحفية وأنا لا أرى الحكمة من الأخذ بها في قضية مصيرية بهذا الشكل، وأنا أربأ بنفسي في عصر تطور العلم والمعرفة أن ألجأ لمثل هذا النوع من المعلومات في تأسيس قناعات لما يتعلق بمصير وطن ومستقبل أمة.
    قيل أيضاً:
    هل تصدق أن الجنوبيين داخل المؤتمر الوطني وخارجه من الموالين للإنقاذ يفرضون رؤية انفصالية لقد تحدث أحد الولاة الجنوبيين في ندوة وطرح نفس أطروحات جون قرنق، وقال أيضاً قيادي جنوبي معروف لأحد الصحافيين ليس لكم جذور هنا ونحن حنحكم السودان حنحكم:-
    وأقول - إذا كان الحديث - صحيحاً - ومؤكداً - هل تعلمون انه في علم الأمن والاستخبارات مادة في فصل كامل تتحدث عن الاختراق الاستخباري وأخطرها المادة التي تتحدث عن الاختراق من داخل الهدف، وأتساءل بعد ذلك هل من الممكن أن يكون لهذا الحزب أي خصوصيات - على درجة من السرية خافية عن قرنق - أين الوعي الأمني من هذا؟.
    وقيل أيضاً:
    لماذا الاصرار على قدسية وحدة السودان بالرغم أنها فرضت من الاستعمار الانجليزي بدون رغبة أبناء الشمال وأبناء الجنوب قررت الحكومة البريطانية أن يوحد الجنوب مع الشمال بعد أن بذرت أدوات الانفصال - أكد السكرتير الاداري جيمس روبرسون بأن صفات سكان الجنوب الأساسية أنهم زنوج وأفارقة إلا أن العوامل الاقتصادية والجغرافية قد قضت بربطهم بالمستعمرين من أهل السودان الشمالي ربطاً لا انفصال منه: ثم كان مؤتمر جوبا عام 1947م الذي اعترف فيه البريطانيون بأنهم أثروا على القرار وجعلوا «17» جنوبياً من المشاركين في المؤتمر يوافقون على ربط الجنوب مع الشمال - وقال - أحد الصحافيين المعروفين - أن الواجب عليكم - تسليم السودان لأبنائنا كاملاً كما تسلمناه من أبنائنا كاملاً - وكان الرد.
    إننا لم نتسلم السودان بشكله الحالي من أبنائنا وإنما من المستعمر الانجليزي الذي فعل ذلك بالرغم من إقراره بالتناقضات المحتشدة فيه بعد أن ملأ نفوس أخواننا في الجنوب حقداً وغلاً ظل يتزايد مع الأيام حتى يومنا هذا:
    قال الرئيس الهندي جواهر لال نهرو في مؤتمر باندونق عام 1955م الذي انعقد في اندونيسيا في كلمته أمام رؤساء العالم الثالث: قال: «إن الاستعمار سيرحل عن دياركم سواء أردتم ذلك أم لا، ولكنه قبل أن يرحل سيزرع في أراضيكم المشاكل والإشكالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ما لا تستطيعون على مواجهتها - بامكاناتكم السياسية والاقتصادية والأمنية الحالية تعرفون لماذا؟ لكي يحملكم على الرجوع اليه لمساعدتكم على حل مثل هذه المشاكل.
    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتعين علينا أن نعلم لماذا كان إصرار الانجليز على وحدة السودان وتسليمه كاملاً، بعد أن زرع كل بذور الشر بداخله وكان بإمكانه أن يفصل الجنوب وغير الجنوب.

    والإجابة على هذا التساؤل في غاية البساطة - إن الإصرار على الوحدة في زرع المتناقضات تعني بالنسبة لوجهة النظر الأمنية شيئاً واحداً، إنه يهدف وعن طريق عمليات الاستدراج الاستخباري طويلة المدى وعبر المصاعب التي وضعها في الطريق - الى أن يصل أبناء السودان للدرجة من اليأس والانهيارات النفسية والاقتصادية و البشرية الى الدرجة التي يقررون فيها طريقة فصل الجنوب وبأنفسهم أو فصل الشمال بأنفسهم، أو تمزيق السودان - أيضاً بأنفسهم ونحن الآن اقتربنا كثيراً من تحقيق الأهداف الاستخبارية البريطانية باتباع أسلوب الاستدراج الاستخباري عبر المصاعب ومكايدات الأعوان بالداخل - والتي بدأها عام 1955م ونحن الآن في عام 2003م، إن هذا الزمن بالنسبة من وجهة نظر العمل الاستخباري من الأزمة قصيرة المدة في تحقيق الأهداف.
    أما عن موضوع - الغرغرينة - أنا اتفق معكم في العلاج بالبتر للساق لكي ننقذ بقية الجسد، ولكن أنتم لجأتم الى معالجة حالة سياسية بوصفة جراح ماهر، ونسأل من الذي تسبب في استفحال المرض؟ ولماذا لم يهتم بتقديم العلاج منذ بداية المرض، وكيف إعمال القياس في هذه الحالة إذا كان الطبيب نفسه يعاني من مرض ما!!!.
                  

العنوان الكاتب Date
من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أبوبكر WadalBalad04-13-03, 05:21 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:26 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:28 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:30 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:32 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:35 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:39 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:42 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:45 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:50 PM
  Re: من الطيب مصطفى إلى منصور خالد إلى أحمد سليمان (للتوثيق) والشكر لبكرى أب WadalBalad04-13-03, 05:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de