الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2003, 09:16 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مكي علي بلايل يعقب على الطيب مصطفى (Re: nadus2000)

    مكي علي بلايل يعقب على الطيب مصطفى
    آيات الذكر والآفاق تدحض اطروحة الانفصاليين



    في مقالنا السابق (إفلاس الفهلوة) قلنا أن رصدنا لما كتب حول أطروحة الأستاذ الطيب مصطفى يظهر بجلاء أن جل المساندة لها قد جاء من تلقاء التيار الإسلاموي ·وهذا المصطلح وإن أزعج إستخدامنا له بعض الأخوة ، فقد بات يروق لنا للتفريق بين الاسلام وبوائق البعض أفعالاً وأفكاراً · ومما قلناه في ذلك المقال أيضاً ان السبب الحقيقي للطرح الإنفصالي بهذه الجرأة في هذا التوقيت الحساس لعملية السلام ، هوإستيقان سدنته من فشل محاولاتهم لفرض وحدة الهيمنة والاستعلاء مما يحتم عليهم مقابلة استحقاقات السلام والوحدة الحقيقية في العدالة والمساواة الأمر الذي لا يستسيغونه · وفي تقديرنا أن تسليط المزيد من الأضواء الكاشفة علي الحيثيات التي يقدمها دعاة الانفصال في هبتهم هذه ، أمرجد حيوي لإستجلاء منطلقاتهم الحقيقية ليس فقط بغرض دحضها في سعينا للحفاظ علي وحدة الوطن ، وإنما فوق ذلك لدرء أخطارها حتي على دولة الشمال إذا أصبح إنفصال الجنوب واقعاً لاسمح الله · وللوقوف علي بعض هذه المنطلقات نورد مقتطفات من طائفة من المقالات التي كتبت في تعضيد رأي الأستاذ الطيب ونكتفي هنا بثلاث مواد نشرت في يوم واحد هو السبت الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي بصحيفة ألوان العدد رقم (2352) بأقلام الأساتذة محجوب فضل بدري ،كمال علي والمسلمي البشير الكباشي ·

    ونبدأ بالأستاذ محجوب فضل بدري الذي يقول في مقاله المعنون (الجنوب بين رومانطقية دعاة الوحدة وواقعية طرح الإنفصال ) : (لو قرنت مفردة انفصالي بإسم أحد السياسيين أو الإعلاميين أو قادة الرأي في بلادنا فإنها ستكون بمثابة سبة أو عار أوإساءة أو إغتيال سياسي في حين ان كل الشماليين تراودهم وبكل قوة فكرة الانفصال عن الجنوب بعد أن جربوا الاستماتة في الدفاع عن الوحدة وحاربوا من أجلها وغنوا لها وتغنوا بها في مسرحية عبثية تجسد الحب من طرف واحد ) · ويمضي الاستاذ بدري فيقول في موضع أخر(سودان المليون ميل مربع الذي كانت فيه المناطق المقفولة فأنفتح فجأة على مصراعيه فأصبح دولة واحدة هشة البنيان ضعيفة الوجدان ما يفرق بينها أكثر مما يجمع لذا فإن قضية سودنة الوظائف كانت القشة التي قصمت ظهرالوطن الوليد · فأبناء المناطق المقفولة كان تعليمهم حسب السياسة الاستعمارية قليلاً بل أقل من القليل وبدت فكرة الظلم واضحة وإن كانت أسبابها منطقية فالشماليون لم يقصدوا عن عمد الاستئثار بالوظائف ولكن لم يكن هناك من أبناء الجنوب العدد الكافي لشغل الوظائف الشاغرة ) ·ويطرح الأستاذ زبدة آرائه حول الموضوع قائلاً إن طرح الانفصال كحل لمشكلة الجنوب يبدو منطقياً جداً فقد جربنا الوحدة كثيراً فدعونا نجرب الإنفصال )·

    ومن ناحيته كتب أستاذ كمال علي في عموده على فكرة وتحت عنوان (مر الكلام) مشيداً بما أسماه بمدرسة الطيب مصطفى الفكرية والوطنية واليكم بعض ما جاء في مر كلامه (لم نخسر أبداً المعركة في مجابهة أعداء المدرسة الوطنية والفكرية التي أسسها بعناية فائقة وتدبير عظيم وقاصد أستاذنا الكبير والمفكر المشبع بالوطنية الطيب مصطفي وفي حين لم نخسر تلك المعركة فقد كسبنا أهم معاركنا وهي معركة الجنوب الحبيب والتي تمثل تداعياتها شوكة في خاصرة الوطن· ولكن الجرّاح الماهر الطيب مصطفي والملم جداً بأحوال الجنوب وقد جاهد فيه وقدم فلذة كبده أبوبكر شهيداً ومهراً وصداقاً مقدماً ومؤجلاً لغرس السلام الوحدة الوطنية · وهذا الجراح الماهر وضع المبضع علي الجرح وأزاح بوطنية منقطعة النظير كل مساحيق التجميل التي تزين العلاقة بين أبناء شمال وجنوب الوطن وكشف عن القناع الزائف الذي يؤطرتلك العلاقة بين أبناء الشعبين ونصر هنا علي كلمة الشعبين في شمال وجنوب البلاد· ولقد آثار مقاله المثير للجدل راكد المياه الساكنة في السياسة السودانية وعلاقة الشمال بالجنوب ·ونسجل هنا تفهمنا التام لكل تفاصيل وسطور هذا المقال الضجة نعلن بملء الفم إنحيازنا التام لمدرسة الأستاذ الطيب مصطفي الفكرية الوطنية القاصدة لخير بلادنا كما نعلن إنضمامنا للتجمع الشعبي لتحرير شمال السودان من ربقة الجنوب ·

    ثم تأتي الي ثالثة الأثافي وهي مقالة الأستاذ المسلمي البشير الكباشى والتي جاءت بعنوان حراك المعطيات سيحقق لحركة التمرد النصر بلا حرب) · والحقيقة أن تلك المقالة ونظراً للبعد الاستراتيجي في تفكير كاتبها قد أوردت في ثنايا سطورها أخطر الأفكار التي تتطلب الوقوف عندها ملياً ونورد في ما يلي مقتطفات متفرقة من المقال حيث يقول الأستاذ المسلمي (وبقراءة أكثر دقة للمعطيات نخشي أن يجد الشماليون أنفسهم الجزء الأحرص علي الانفصال ، بينما مما هو مؤكد بقراءة الوقائع وتأمل المآلات علي ضوئها أن جون قرنق والحركة الشعبية التي يقودها وفق رؤي السودان الجديد الأكثر زهداً في الانفصال بل الأحرص علي الوحدة يرون تآكل مقومات التوازن فيها رأي العين لصالح الجنوب وليس من مشكلة غير الإصطبار علي عنصر الوقت ليفعل فعله · وسيكتشف الشماليون إن داومت هذه المعطيات علي فعلها دون تدخل إرادي بغير وقعائها واتجاهات فعلها وديناميات تأثيرها بالرغم من أن هذا التدخل غير مرئي في ماثل الواقع السياسي وليس منظوراً في أفقهم الداهم مع كل هذا الختلال الهيكي · سيكتشفون أنهم أكثر عنصري التكوين الوطني ضعفاً وحينها سيحقق قرنق وحركته نصراً بلاحرب إذ تمكنهم معطيات الواقع السياسي من حكم الجنوب حكماً حالياً ومن مشاركة معتبرة في حكم الشمال فوراً ومن قدرات تنامي في اتجاه التمكين المستقبلي من البلاد شمالاً وجنوباً وحينها يتحقق له النصر بلا حرب وتدور في الشمال موجات من الاستخذاء السياسي الذي ربما يؤدي الي سقطة حضارية تحقق لقرنق اماني الخروج العربي الإسلامي· ولتوضيح مقصده من المعطيات التي يخشى أن يحقق حراكها لحركة التمرد النصر بلا حرب بطرح الأستاذ المسلمي الكباشى نقطتين جوهريتين تتعلقان بعاملي الثروة والسكان · ويقول بشأن الثروة علي المستوي الاقتصادي فإن ديناميات إقتسام الثروة التي تجري حالياً وتتم تحت ضغط وطني ودولي تجعل الجنوب الأكثر حظوة طوال سني الانتقال · وبما أن مشروع الاقتسام لا يستند الي تنمية متوازنة بل يؤكد علي تركيز اقتصادي علي جزء من القطر باعتبار أن الجزء الشمالي قد نال حظه سابقاً فإن ذلك يجعل من ذاك الطرف الأكثر قدرة علي مجابهة المتغيرات التي تجتاح البلاد في تلك السنوات ·

    والكل يعلم أن الشمال ليس بأفضل حالا في التنمية من الجنوب وإن الموارد التي كان يجب أن توجه للمتطلبات التنموية في الشمال إستنزفت في مواجهة الاستحقاقات الأمنية في الجنوب · فهذا الواقع المتوهم سيحقق اتجاهات خاطئة في توزيع الثروة يؤدي نفسياً وإقتصادياً وسياسياً بالشمال الي الواقع الذي يعيشه الجنوب الآن ولا يحتاج المرء الي التدليل بأن ذلك لن يكون من مداميك بناء الثقة وعناصر تأسيس التوحد المنشود )وينتقل الأستاذ المسلمي الي عامل السكان كأحد المعطيات التي سيحقق حراكها النصر لحركة التمرد فيقول في ذلك : (اجتماعياً ولأسباب قد تكون ثقافية فإن اتجاهات الاختلال الديمقراطى تزداد بتسارع هائل في السودان جنوباً وشمالاً · فان كان الإحصاء المتعمد يؤكد أن سكان الجنوب الي الشمال هو نسبة 1:3 في وطن ناهز الثلاثين مليوناً من الناس ، فإن الاحصائيات الاجتماعية تؤكد أن نسبة خصوبة المرأة السودانية الجنوبية الي أختها الشمالية 5:1وهذه هي الحقيقة المدهشة التي لا يحب الناس ذكرها في الجانبين أما باعتبارها القنبلة الموقوتة الحاسمة في النصر حين يأتي زمن تفعيلها لأقوام أو لأنها لحظة مخيفة وهاجس مقلق لآخرين · ولكن مهما سكتنا عنها جميعاً فهي حقيقة ديمقراطية فاعلة في الحراك السياسي والاجتماعي سيواجه الناس بحقيقتها بعد حين فلا شك أن العامل الديمقراطى سيمكن هو الآخر حركة التمرد من نصر بلا حرب )·

    لقد أوردنا كل هذه المقتطفات المطولة من مقالات مساندي أطروحة الأستاذ الطيب مصطفى لننفذ من خلال سطورها لإستكناه المنطلقات الحقيقية لهذا النفر والتي حجبتها لفترة طويلة شعارات الدين والوطنية · ولهذه الغاية علينا إستخلاص الرؤي الجوهرية للقوم من بين تلك السطور ثم محاكمتها في ضوء حقائق الواقع والمبادئ التي يجب أن يؤمن بها كل وجدان سليم ·

    وأولي الرؤي التي يمكن استخلاصها من كتابات الانفصاليين هي أن هناك شعبين مختلفين في الشمال والجنوب وإن الذي يفرق بينهما أكثر مما يجمع في إشارة بالطبع للتباين العرقي والديني والثقافي · وطبقاً لهذه الرؤية فإن التعايش بين الشعبين في دولة واحدة أمر مستحيل أوعلي الأقل مكلف لحد لا يحتمل بالنظر الي كل تضحيات الماضي · وبالطبع فإن التباين العرقي والديني والثقافي في السودان حقيقة بديهية لامراء فيها · ولكن هذه الحقيقة لا تصلح كمقدمة منطقية للنتيجة التي ينتهي إليها الانفصاليون · فرؤية الانفصاليين في هذه النقطة تصطدم أول ما تصطدم بآيات الذكر التي أبانت لنا التعارف كسنة ماضية بين الأمم والشعوب في قوله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم )·

    وتجئ آيات الآفاق المتجلية في تطور الاتصالات وفي ديناميات المصالح الاقتصادية والثقافية لتؤيد آيات الذكر · وهاهي الأمم والشعوب مختلفة الأعراف والألسن والأديان تلتقي وتتجمع في كيانات سياسية واقتصادية إقليمية ودولية · وتلك أقطار في كوكبنا هذا تجمع في داخلها أقوام من أعراق وخلفيات ثقافية متباينة تستند العلاقة بينها الي الاخوة الإنسانية وتنظمها المبادئ الدستورية القومية ، ولا ندري ما إذا كان وجود زين الدين زيدان الجزائري وليلي ترام الغاني ضمن ألمع نجوم المنتخب الوطني الفرنسي يمثل اي دلالة عند الانعزاليين ·

    ان الاخوة الإنسانية كقاسم مشترك بين البشر كانت هي الأساس لصحيفة المدينة التي وضعها الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام قبل ما يزيد عن الأربعة عشرقرناًس والتي عرفت أهل المدينة من المؤمنين ومن والاهم من النصاري واليهود بأنهم أمة من دون الناس سلمها واحد وحربها واحدة ·ولئن جاء في القرن الحادي والعشرين من يؤمن باستحالة التعايش السلمي داخل كيان وطن واحد بسبب اختلاف العرق أو الدين أو الثقافة فإنهم لايغالطون آيات الذكر والآفاق وحقائق التاريخ والحاضر فحسب ، وإنما يغالطون منطقهم المعوج ذاته حين يدعون الي قيام دولة شمال السودان التي لا أدري من أين لها التجانس العرقي والديني والثقافي ·إن الحقائق تقول إن دولة الشمال وفق حدود 1956/1/1م مع الجنوب ستضم عناصر لا تقل زنجية من أهل الجنوب وستكون فيها ثقافات متباينة وكذلك ملل دينية مختلفة فما حيلة دعاة الانعزالية؟!·· بل نجترئ ونقول أن شمال الشمال نفسه قد لا يكون بالضرورة كياناً منسجماً وخالياً من التناقضات · فوحدة الدين واللون لم تمنع الصراع بين العروبة والأمازيغية كما نشهده اليوم في الجزائر والمغرب · وباختصار فليس هناك أي قطر في هذه العمورة لا يحتوي تباينات عرقية وثقافية مع تفاوت في درجاتها بالطبع · والسبب الجوهري للصراع داخل أي وطن بتمثل في فشل الدولة في إعمال ميزان العدل بين العناصر المكونة لشعبها بما يحقق الرضا العام ·

    والواقع أن رفض دعاة الانفصال الاعتراف بالأسباب الحقيقية للصراع في السودان هو الذي انتهي بهم الي اعتبار الانفصال العلاج الأنجع · إن القراءة المتأنية في كتابات دعاة الانفصال بدءاً بالاستاذ الطيب مصطفي وانتهاءاً بمؤيديه الذين اوردنا مقتطفات من أسهاماتهم تبين هذه الحقيقة بكل وضوح · فالأستاذ الطيب لم يبرئ الشمال من الأخطاء فحسب بل اعتبره المظلوم المجني عليه وقد أيده في ذلك الأستاذ كمال علي والذي أمن علي كل سطر في مقال الطيب مصطفي وأعلن انضمامه للتجمع الشعبي لتحرير الشمال من ربقة الجنوب علي حد قوله · أما الأستاذ محجوب فضل بدري فيقول بالحرف ان الشمال بذل الحب من جانب واحد الي حد الوله لأنه جاهد من أجل الوحدة وغني لها وتغني بها ·

    وحتي فضيحة سودنة الوظائف فإن الأستاذ بدري يجد لها تبريراً حين يقول إن عدم وجود متعلمين جنوبيين لملء الوظائف الشاغرة كان هو السبب في ما جري·

    وبالطبع فلا أحد يمكن أن يصدق أن المتعلمين من الجنوبيين المؤهلين لشغل الوظائف غداة السودنة كانوا فقط ثمانية · وحتي اذا سلمنا جدلاً بذلك الزعم فما بالنا نشهد اليوم شبه غياب للجنوبيين وأبناء المناطق المهمشة في كثير من مؤسسات الدولة الهامة رغم كثرة متعلميهم ؟!·

    إن عدم الاعتراف بالأخطاء يعني في واقع الأمر عدم الاستعداد لتصحيحها وهذا ما يتجلي في رفض دعاة الانفصال لإستحقاقات السلام و الوحدة · فالأستاذ الطيب مصطفي يري أن إعطاء منصب النائب الأول لقرنق يعني أستسلاماً وإن إعطاء نسبة من الوظائف في المؤسسات الاتحادية يعني اشراكه في حكم الشمال بعد أن ينفرد بحكم الجنوب · أما الأستاذ المسلمي البشر الكباشي فيقول : بالحرف وحينها سيتحقق لقرنق وحركته نصراً بلا حرب إذ تمكنهم معطيات الواقع السياسي من حكم الجنوب حكماً حالياً ومن مشاركة معتبرة في حكم الشمال فوراً ومن قدرات تنامي في اتجاه التمكين المستقبلي من البلاد شمالاً وجنوباً وحينها يتحقق له النصر بلا حرب ) · والغريب أن الأخوة الأكارم لا يفرقون بين المؤسسات القومية الاتحادية ومؤسسات الشمال ولاندري من أين جاءوا بهذا الفهم·

    إن المنطلقات الحقيقية لدعاة الانفصال تتضح في مقالة الأستاذ المسلمي البشير الكباشي الذي يقول بكل وضوح (إنإعطاء الجنوب موارد أكبر لتعوضه سيؤدي بالشمال الي الواقع الذي يعيشه الجنوب الآن · ولا يحتاج المرء للتدليل بأن ذلك لن يكون من مداميك بناء الثقة) وحين أن أي مراقب منصف وموضوعي لا يمكن أن يقول أن التمييز الإيجابي للجنوب اقتصادياً سيقود الشمال الي وضع الجنوب الوحيد لمقولة المسلمي هوأن الوضع المطلوب هو أن تظل الهيمنة الاقتصادية للشمال والا فان ذلك من مهددات الوحدة والإسلام والعروبة ·

    أما البلية الكبري في كتابات دعاة الانفصال فتتمثل في ماجاء بخصوص الاختلال الديمقراطى في مقال الأستاذ المسلمي · ويريد الأستاذ المسلمي أن يقول بإختصار أن نمط النمو السكاني في البلاد سيجعل الجنوبيين أغلبية خلال عقدين من الزمان وهذا سيحقق لحركة التمرد نصراً بلا حرب · وهذا الكلام يعني ببساطة شديدة أن انتقال الحكم لجنوبي ولو عن طريق الأغلبية العددية إنما هوانتصار لحركة التمرد· وبغض النظر عن خلل حساب معدلات النمو فإن هذا الرأي يعتبر الجنوب كتلة صماء عصية علي الإسلام وعلي الثقافة العربية · ولا يضع في إعتباره أي إمكانية للتمازج بين أهل الشمال والجنوب ربما تأكيداً للحرص علي انقاء العرقي ·

    أما الحقيقة فهي أن أهل الجنوب لن يكونوا خلال عقدين من الزمان وبمؤشرات النمو السكاني الحالي أكثر من سكان الشمال بالتعريف التقليدي · وإذا أخذنا في الاعتبار أن التطور الاجتماعي يؤدي الي تراجع نمط الزواج التقليدي الذي يتسم بتعدد كبير للزوجات في مجتمعات الجنوب وهذا يحدث الآن بالفعل فإن الاختلال السكاني المزعوم أمر مستبعد · ولكن حتي إذا فاق سكان الجنوب سكان الشمال فإن ذلك لا يعتبر في رأينا قنبلة موقوتة ولاهاجساً مقلقاً كمايري الأستاذ المسلمي ومن معه ·

    وأخيراً ففي ظننا وليس كل الظن أثم إن من يشار اليهم بالجنوبيين في المنظور الحقيقي غير المعلن عند البعض هم كل العناصر الزنجية غيرالعربية وذلك بالطبع بالمفهوم السوداني للعروبة والزنوجة· ولقد سبق أن حذر منظروا هذا التيار ومنذ سنوات علناً من خطر ما اسموه بالقوة السوداء حول العاصمة ·

    وكما قلنا في مقالنا السابق فإن المنطلقات التي عبر عنها دعاة الانفصال لجد خطيرة · فهي لاتهدد بتقسيم السودان الي شمال و جنوب فحسب وإنما بتفتت كامل له طالما أن جوهر دعوتها هي الأحادية وهي مستحيلة ونحمد الله أنها غير مرغوبة

    نقلا عن الحرية
                  

العنوان الكاتب Date
الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:25 PM
  Re: الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:32 PM
    Re: الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:33 PM
      ظاهرة الانهزاميين الجدد والاستخفاف بمرتكزات الأمن القومي nadus200002-08-03, 08:55 PM
        Re: ظاهرة الانهزاميين الجدد والاستخفاف بمرتكزات الأمن القومي nadus200002-08-03, 08:56 PM
          أوهـــام.. (الإنفصــاليين الجـــدد) nadus200002-08-03, 09:04 PM
            Re: أوهـــام.. (الإنفصــاليين الجـــدد) nadus200002-08-03, 09:12 PM
              مكي علي بلايل يعقب على الطيب مصطفى nadus200002-08-03, 09:16 PM
                حـــق الأغبــياء فـي التفكــير nadus200002-08-03, 09:20 PM
                  قراءة في مقال غازي صلاح الدين nadus200002-08-03, 09:31 PM
                    Re: قراءة في مقال غازي صلاح الدين nadus200002-08-03, 09:34 PM
          الإنفصاليون الجدد ..!! nadus200002-08-03, 09:43 PM
            متى تكون الوحدة جذابة للشماليين nadus200002-12-03, 09:48 PM
              Re: متى تكون الوحدة جذابة للشماليين نساند دعوة الانفصال ونادمون على الاتفاق nadus200002-27-03, 05:53 PM
  الانفصاليون الجدد mohmmed said ahmed02-27-03, 06:23 PM
    Re: الانفصاليون الجدد nadus200002-27-03, 06:33 PM
      Re: الانفصاليون الجدد nadus200004-13-03, 08:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de