تواصل خريجى بحرى الحكومية–المدرسة المدينة

Quote: • الشاعر الفذ إدريس جماع كنا نشاهده يتجول يومياً مهوماً في دنياواته في الميدان القريب من المدرسة أمام جنينة عبود بينما سيد خليفة يبدع ويصدح بأشعاره: أعلى الجمال تغار منا؟ ماذا عليك إذا نظرنا؟ ... أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا. لهما الرحمة والمغفرة. • ارتج الوسط الرياضي في السودان تلك الأيام حين أقدم لاعب نادي التحرير القرَود على إصابة العبقري الأمير صديق منزول ليبعده نهائياً عن الملاعب وينهي حقبته. نادي التحرير كان في مواجهة المدرسة تماماً ولا أدري إذا ظل هنالك أم رحل الآن للاستاد في المزاد. التحرير كان أفضل فرق بحري حينها غير أن فريق شمبات كان بالدرجة الأولى أيضاً وكان فيه لعيبة (غزالي) يمتلكون تقنيات مهارية رفيعة. • سينما الصافية كانت جديدة "لنج" حينها (النصف الأول من الستينات) غير أنها اكتسبت مكانة حميمية خاصة من قبل روادها وكان أغلبهم من المناطق المحيطة في الصافية وشمبات والمزاد والشعبية وكان روادها يأتون للدور الثاني شتاءً وهم ملتحفون بالبطاطين. تميزت ببث مقطوعة شهيرة لمحمد عبدالوهاب قبيل إنطفاء الأنوار بلحظات ليسمعها من كان على مبعدة فيسرع الخطى لحاقاً بالعرض. شاهدنا فيها روائع عدة أذكر منها رائعة إيليا كازان "ألق في العشب Splendour in the Grass" أنا وصديقي عثمان حسن ونحن في السنة النهائية ببحري الثانوية وهزنا بعنف أداء ناتالي وود ووارن بيتي. سينما حلفايا كانت بمثابة رد الخرطوم بحري على كوليزيوم وكانت تعرض أفلاماً جيدة وإن طغى عليها عنصر الكاوبوي ( أو الكايبوي كما كان ينطقها الناس آنذاك) وتكثر من أفلام جون وين (أو جون وآين كما كنا ننطقه حينها)، وكيرك دوقلاس، وبيرت لانكستر، وقلن فورد، وروبرت متشم، وقبلهم جاري كوبر وراندلف اسكوت، ومنذ ذلك الوقت انطبعت في أذهاننا صورة جاك بلانس كخائن نمطي رغم أنه قد قام بتمثيل العديد من المشاهد البطولية والنبيلة في أفلام أخرى لاحقة. درجة الشعب بسينما حلفايا كانت بؤرة للعصابات ومنها عصابة الكضبي على الرغم من أن "الأطرش" ذو القوة الخارقة كان يقوم على أمر حراستها ويبعد العناصر الأكثر انفلاتاً عنها عنوة. أما الوطنية فكانت باهتة نوعاً ما وكنا نستهجن إكثارها من الأفلام الهندية والمصرية غير أن هذا لا ينفي مشاهدتنا لبعض أفضل الأفلام فيها ـ منها الفلم الذي يصور رائعة ترومان كابوت "بدم بارد In Cold Bold" وهزنا التصوير الدقيق والمفصل لمشهد إغتيال عائلة "كلاتر" من قبل المجرميَن الفارين بيري سميث (قام بتمثيله روبرت بليك) ودِك هيكوك (مثله سكوت ويلسون) في حادثة واقعية جرت قبلها بسنوات قليلة في قرية هولكمب النائية بالريف الأمريكي كنساس، ثم المشهد المطول لإعدام المجرميَن شنقاً ثانية بثانية وما بدر منهما في اللحظات الأخيرة. • على مقربة من المدرسة كان يقطن الأستاذ السني الضوي ـ ثنائي العاصمة ـ وكذلك الموسيقار أسماعيل عبدالمعين وعلى ما أذكر الفنان محمد ميرغني أيضاً. • خلف المدرسة وفي ركن منزوي كان هنالك دكان يلجأ له الطلبة لشراء السجاير وتخميسها لعله لازال موجوداً حتى الآن. رغم محاولاتي العديدة لم أوفق في مسألة السجاير هذه واعتبر الأخوان الأمر عدم موهبة مني في مجال التدخين. • المساكن الشعبية كانت في طور الإنشاء عندما كنا طلاباً ببحري الثانوية، ومدينة بحري شرق شارع المعونة كانت تنتهي فعلياً عند شارع نقطة بوليس الصافية الحالي ومنه فسحة يمكنك منها مشاهدة مزارع الجامعة في الحلفاية ثم فسحة أخرى بعدها بيت حسن بشير نصر. شرق السكة حديد كان الكرتون. أما شرق المنطقة الصناعية فكانت مزارع عزيز كافوري الشاسعة. كل هذه الأماكن اكتظت بالمباني الآن. عبدالمحمود محمد عبدالرحمن