الزواج بنية الطلاق !!!!!!!

Quote: بدأت الخلافات حول فتوى (الزواج بنية الطلاق) وهناك من يجيزها ولكن يوضح وبالها.. وقرأت ما كتبه العديد من المشايخ حولها والتي نشرت في ملحق الرسالة يوم الجمعة 1428/3/18ه. وخصوصاً ما ذكر عن أن الشيخ عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله - عندما أثيرت هذه القضية في ثمانينيات القرن الماضي الميلادية رجّح الجواز لها وقال: إن الزواج بنية الطلاق فيه خلاف بين العلماء فمنهم من كره ذلك كالأوزاعي - رحمه الله - وجماعته، حيث قالوا إنه يشبه زواج المتعة. ومن ثم ليس للمسلم أن يتزوج بنية الطلاق.. وذهب الأكثرون من أهل العلم كما قال ابن قدامة - رحمه الله - جواز ذلك إذا كانت النية بينه وبين ربه فقط وليس بشرط كأن يسافر للدراسة أو أعمال أخرى وخاف على نفسه فله أن يتزوج ولو نوى طلاقها إذا انتهت مهمته وهذا هو الأرجح. وذكر في هذه السطور التي تم فيها الاستشهاد بما رآه الشيخ ابن باز - رحمه الله - أنه قال: (لكن ترك هذه النية أولى احتياطاً للدين وخروجاً من خلاف العلماء).. أما الشيخ محمد بن عثيمين - يرحمه الله - فقد رأى أن الزواج بنية الطلاق حرام من وجهة نظره، فالإنسان إذا تزوج بنية أنه يطلقها إذا غادر البلد فإن هذا حرام من جهة أنه غش وخداع للزوجة وأهلها، فإن الزوجة وأهلها لو علموا أن هذا الرجل إنما يتزوجها بنية الطلاق إذا أراد السفر ما زوجوه في الغالب فيكون في ذلك خداع وغش لهم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا). أما علماء العالم الإسلامي فاختلافهم كان حول (نية الطلاق) فأفتى الشيخ فيصل المولوي الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان بأن الزواج بنية الطلاق لا يجوز لكنه إذا حصل يكون صحيحاً ونية الطلاق باطلة ويجب الرجوع عنها، وشرح أنه فيما لو تزوج مسلم في روسيا مثلاً امرأة روسية حتى لا يقع في الحرام فما هي حاجته إلى نية الطلاق فلو أنهى دراسته وكانت زوجته منسجمة معه فيمكنه أن لا ينفذ نية الطلاق وأن يعيدها معه إلى بلده. وأنه لو تزوجها بنية الطلاق بعد سنة ثم تبين له بعد أيام أنه لا يستطيع الحياة معها لأسباب معينة فإنه يمكنه طلاقها ولو لم تمض المدة التي كان ينوي الطلاق عندها.. وتساءل فما الفائدة من نية الطلاق إذا كان بإمكانه الطلاق قبل انقضاء المدة التي في نيته؟! ثم قدم نصيحته لكل مسلم يقدم على الزواج في بلاد الغرب أن يلتزم بالحكم الشرعي وأن لا يعقد النية بالطلاق أصلاً طالما أن بإمكانه أن يطلق إذا وجد أي سبب يدعو إلى ذلك، وفي أي وقت من الأوقات.. .. هذه الاختلافات ستستمر كما كانت قبل عشرين عاماً، ولكن الأهم هو ما ذكرته في الملحق نفسه طالبة الدراسات العليا في برايتون في بريطانيا الأخت بدرية العبدالرحمن العبيد حول بعض القضايا التي واكبت هذه الفتوى قبل هذه الفترة من سلبيات.. وذكرت أن هذه الفتوى ستعمق الصورة السلبية تجاه الخليجيين من البعض وتتساءل من المسؤول عن ترويج صورة السعودي الفحل الذي لا هم له إلا المرأة افتتن بها وتزوج بها ونوى طلاقها خوفاً على نفسه من الفتنة؟! وتقول: من منكم رأى أبناء وطني من كل أرجاء المملكة في البلدان الغربية من منكم رأى كيف يرفعون رأسي ورأس الوطن في كل مرة تراهم ولا هم لهم سوى دراستهم وأخلاقهم ودينهم؟؟ وتقول: قد لا يكون أغلبهم ملتحياً.. ولكنك لا تفقدهم في كل صلاة. وتقول أيضاً كشاهدة عليهم - كما أعتقد -: طلاب هم أحدهم دروسه ومتى يعود لمنزل العائلة المستضيفة ليتناول وجبته الثانية - حيث لا تقدم له العائلة سوى وجبتين في اليوم الواحد - ومتى يعود ويزور المكتبة ومتى ينتهي من قراءة كتبه. ثم تقول: نعم توجد استثناءات مؤلمة ولكن لا يمكن أن تعطي صورة مختلفة. ثم وضحت نقاطاً مهمة حول آلية تطبيق الفتوى لو تمت فهل راعت الفتوى أن القانون في أمريكا مثلاً يجعل تسوية الطلاق بتناصف الممتلكات بين الزوجين مما يترتب عليه إلزام الزوج المطلق بدفع نصف ما يملكه للزوجة المطلقة.. وتقول أيضاً: أين وكيف ومن سيقوم بعقد الزواج؟ الأئمة المخولون بعقد الأنكحة هناك لا يمكنهم أن يحرروا زواجاً بهذه الصورة ولا يمكن أن يغيب عن عقولهم الممارسات المرفوضة لكثير من الخليجيين. وبالتالي فأين يمكن عقد الزواج؟! هل أمام قسيس مثلاً؟ هذه أسئلة أثارتها الأخت بدرية في تعليقها المنشور في ملحق (الرسالة) حول هذه الفتوى. وأعتقد أن ما ذكرته (مهم جداً) خصوصاً تحذيرها من أنه كما تقول: لن يجد الفرحون بالفتوى رجل مسجد أو إماماً يمكنه تمرير عقد زواج مثل هذا في البلدان الغربية. ولهذا أعتقد بناءً على ما استعرضته هنا سواء من آراء المشايخ أو تعليقات الأخت بدرية أن علماءنا أمامهم إشكالية الحفاظ على هؤلاء المبتعثين من الوقوع في الحرام وارتكاب جريمة الزنا كما حدث مع بعضهم سواء سابقاً أو حالياً، وأيضاً الحفاظ على هذا الدين وتشريعاته التي لا تقبل الاجتهادات في أحكام شرعية تتضرر منها النساء على وجه الخصوص، كما حدث ويحدث الآن في (زواج المسيار) وكيف استفاد منه رجال تخلوا عن مسؤولياتهم الشرعية واستمرأوا فتوى (شرعية زواج المسيار) وتضررت منها النساء للأسف اللائي رضين بهذا الزواج أو (أجبرن عليه) من قبل (بعض أولياء أمورهن)!! .. من يحمي النساء من هذه الفتاوى؟؟ هذه هي الإشكالية الحقيقية في رأيي؟؟ * نقلا عن صحيفة "الرياض" السعودية