لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسن ابو السارة(AbuSarah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2003, 07:05 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان (Re: AbuSarah)

    الحلقة الثانية:

    السياسة الثقافية بالمؤشرات التي ذكرناها في الحلقة الأولى حتما لها جذورها في حياة كل شعب من الشعوب فيه مستمدة من التقاليد والأعراف و النظريات الاجتماعية ومفاهيم الاتوبيا ، مثلما نجدها ما ثلة في مقاصد الدين وخلاصة التجربة الإنسانية التي كفلت حرية المشاركة في الحياة العامة وحقوق الإنسان في كافة المجالات كما الاعتبار الاجتماعي في الحياة على الأرض وبين الأمة التي يعيش بين ظهرانيها الفرد.
    ففي كل الحقب الزمنية يضع الناس وفي أي مجتمع خيارات وتصورات عديدة بشأن النموذج المعرفي الثقافي الذي يمكنهم من التعبير عن إلهاماتهم ومخاوفهم to express their aspirations and fears ، أفراحهم واتراحهم Their Celebrations & Rituals ، هذا إلى جانب كيفية تحويل الطاقة الكامنة في وجدانياتهم إلى إبداعات فنية وأدبية وابتكارات علمية وإنجازات مهنية في ميادين العطاء والبذل الوطني.
    قصدنا بكل ما سلف رسم صورة ذهنية لمفهوم ودور السياسة ا لثقافية ، بالقدر الذي يمكننا من معرفة موضوعاتها والتي نبتدرها بالتساؤل الآتي: هل السودان في حاجة إلى سياسة ثقافية جديدة ام قل هل هناك ضرورة لإصلاح مساره الثقافي في كل أوجهه؟ .
    الواقع السوداني يجيب بتلقائية نعم ، فالسودان اليوم حاله كحال عموم الأقطار الأفريقية فهو أيضا يدفع ضريبة ماضيه الاستعماري ، خطل سياسات حكام مرحلة ما بعد الاستقلال الناجمة عن فشل النخب في إتباع سياسات و استراتيجيات سياسية ثقافية تعزز من مشيئة العيش والبقاء معا في وئام بين مكونات الاجتماع البشري السوداني...إن النخب الحاكمة في بلادنا منذ عام 1953 م والى اليوم هي إفراز طبيعي لمنظومة فكر الصراع بالوكالة التي أنتجته الحرب الباردة بين السوفيت والغرب هذا على الصعيد الاممي ، و الارتباك في صياغة هوية سودانية موحدة تشكل قاسم مشترك وجداني ثقافي وطني بين كل أبناء الأمة السودانية ، فعاشت بلادنا حالة من الفصام بين عروبية ناقصة التكوين ، وافركا نية يتعامل معها أهل الفكر والسياسة في بلادي بكثير من الاستحياء إن لم نقل التأفف... فكان الوليد الموضوعي لحالة كهذه جنين مشوش الذهن ، يعاني مسخا في كثير من ميكانيزماته.

    الفعل الاستعماري يتجلى بوضوح في التوترات الاجتماعية - السياسية في كل من الشمال السوداني على حده على نحو ما نشاهد الاحتجاجات المتباينة بين أقاليم الشمال نفسه " الغرب ، الشرق ، النيل الأزرق " التي تشكو هيمنة أبناء الشمال النيلي على صنع القرار ... وان من والهم من أبناء الأقاليم لا يعدو كونه " ديكورا" لإطفاء بعد قومي زائف على حكم لا يتسم بالقومية والحيادية في تطبيق سياسة ثقافية أو اجتماعية عادلة بين مكونات الأمة، هذا الواقع ما جعلت منه الحركة الشعبية دليل عمل لنضالها ضد الحكومات المركزية في الخرطوم منذ قيامها ، وذلك بوصف الإدارة الحاكمة في السودان بأنها تكريس لهيمنة أقلية عروبية على السودان... ووجد أذانا صاغية حتى من دهاقنة السياسة في الشمال من أمثال الدكتور منصور خالد ، الذي تحدث في احد كتاباته بلغة من اكتشف ذاته ان سار خطا و مشاوير في هذه الحياة ، عندما قال انه و في أمريكا اكتشف أناس يشبهون السودانيين الشماليين وعرف إنهم هم الزنوج الأمريكان... و لا شك إن دكتور منصور خالد يتحدث و هو واحد ممن امتهنوا السياسة السودانية كوزير تنفيذ للخارجية السودانية في عهد مايو ، ومنظر ومستشار لكثير من الدوائر الغربية فيما يتعلق بالشأن السوداني إلى جانب ارتباطه العضوي و الذهني بالحركة الشعبية في الوقت الراهن.

    هذا فضلا عن الحرب الأهلية الدائرة بين الشمال والجنوب منذ عام 1955م والتي توقفت إلى حين لم يتمكن فيه الوطن من التقاط أنفاسه حتى نشب أوارها مجددا في عام 1983 م . كما إن التنافر البادي في أوساط أبناء ا لجنوب لا يقل أثرا في إحداث شروخ في الجدار القومي عن ذلك الحادث في العلاقات البينية للشماليين أنفسهم... ما نعانيه اليوم هو نتاج سياستين استعماريتين طبقتا فعلا وقولا في سودان وادي النيل منذ العهد التركي السابق ومرورا بالحكم الثنائي الإنجليزي – المصري هاتين السياستين هما:

    أولا: السياسية الثقافية – الاجتماعية البريطانية

    تمثلت هذه السياسة بجلاء شديد في تطبيق مبدأ " فرق تسد" Divide Rule و ذلك بسن قوانين المناطق المقفولة في جنوب دارفور – جنوب كردفان – و جنوب السودان ، هذه السياسة لها افرازات خطيرة على الوجود السوداني وقيمة بقائه وهي الحروب الأهلية المتجددة على نحو ما أسلفنا منذ حروب "لانيايا" الأولى والثانية وانتهاء بالحركة الشعبية الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق. فالاستراتيجية البريطانية والتي سارت عليها الإدارة الأمريكية في أيامنا الحاضرة فيما يتعلق بمعالجة ملف السودان هي الإيحاء بان السودان قد تطور في اتجاهين افتراقيين العروبة والإسلام في ا لشمال والزنوجة والمسيحية في الجنوب و ان هذين الاتجاهين لا يمكن أن يلتقيا ليشكلا دولة سودانية متحدة ، لتكون النتيجة الحتمية لهذا الانفلاق في الخلية البيولوجية السودانية هو انفصال الجنوب بحدود جديدة تضم بعض المناطق المهمشة إداريا وتنمويا مثل جنوب كردفان و النيل الأزرق و أي أطراف أخرى تختار طواعية الانضمام إلى دولة الشمال أو الجنوب السوداني. حيث عملت الإدارة البريطانية من قبل و الحكومات الأمريكية من بعد على معالجة الواقع السوداني انطلاقا من هذا المفهوم الاستراتيجي والذي لا ينفصل عن مصالح اقتصادية ودفاعية وعقائدية للعالم الغربي وأمريكا في منطقة البحيرات والقرن الأفريقي.... وان استمرار هذه الاستراتيجية يجد ما يبرره في فشل السياسة الوطنية السودانية في ردم الفجوة والهوة السحيقة في ا لنظرة الإنسانية للسودانيين تجاه بعضهم البعض ، و من ثم الفشل في إيجاد توليفة قومية أو وطنيه تتجاوز حالة الثنائية أو الازدواجية الذهنية لمفهوم الهوية القومية للدولة وذلك بقيام دولة المؤسسات التي تطبق سياسة ثقافية وعدالية كلية محايدة تماما تجاه الاجتماع البشري المؤلف للنسيج السوداني...إن ذهنية " الاعلون والادنون " المستشرية في " الشارع " السوداني تحولت إلى سياسة وقوانين لدولة المحاباة والتمييز الاجتماعي والسياسي على مدى أكثر من خمس وأربعون عاما و إلى اليوم... وهذه وحدها حالة كافية لان يحكم العالم المتحضر على السودان الشمالي بأنه فاقد إلى النظرة الإنسانية الراقية تجاه الغير وبالتالي يستدعي الأمر مساندة القوة المستضعفة أو التدخل القسري في الشأن السوداني ليزنوا القسطاس بالعدل.

    ثانيا: أما السياسة الثقافية الاستعمارية الثانية

    هي السياسة التي طبقها حكام مصر من الخديويين في العهدين التركي – المصري 1821- 1885 م ، و الإنجليزي – المصري 1899-1956 م ، حيث عملت تلك السياسة وبدافع تقذيم و احتواء الثورة المهدية عملت على بذر الفتنة الاثنية و الجهوية بين المجموعات السكانية الشمالية نفسها حيث قسمت الأجهزة المصرية سكان الشمال ( اعني بالشمال الغرب و الشرق والشمال النيلي والوسط) قسمنا إلى عنصرين وفقا للمصالح المصرية في السودان:
    1- عنصر وحدة وادي النيل و تمثله بعض قبائل الشمال النيلي وإتباع الطريقة الختمية في السودان.
    2- عنصر الحركة الاستقلالية ومعني به سكان غرب السودان ، والوسط و الحركة الأنصارية في السودان.

    ووفق هذا السياق اخذ بعض الساسة السودانيون بوعي أو دون وعي ينفعلون بمقتضيات الاستراتيجية المصرية والتي تخدم أشواق حكام مصر في ذلك الزمان في ضم السودان تحت التاج المصري ، أكثر من الانفعال بتوطيد أسباب التوحد بين السودانيين أنفسهم و الانتصار لقيمة بقاء الدولة السودانية وغاياتها القومية كدولة ذات سيادة كاملة وهوية مميزة على أراضيها وشعبها ، فالبيت أولى بالترتيب و التأسيس قبل التفكير في الدخول في وحدات اندماجية أو احتواء أكثر مع الغير.... هذا هو النموذج الاستعماري الثاني الذي تتجلى قسماته في مواقفنا السياسية ونظرتنا الاجتماعية لبعضنا البعض في سودان اليوم .... تجدها ماثلة في حكاوي حبوباتنا الأنصاريات والختميات و يشب عليها مثقفونا و يتعاطون معها في بحوثهم وكتاباتهم باعتبارها بديهيات ومسلمات... ولنعيد بهذا أسباب أزمتنا القومية جيلا بعد جيل.
    أي إن هناك أكثر من الية لتغذيتنا بمدخلات الوعي الزائف بالذات الوطنية ، وإنها مازالت تعمل بطرقها وأساليبها لنظل غرقى في غيبوبتنا و صراعاتنا الوهمية ، وحروب الوكالة عن الغير... وهذا أيضا موضوع كبير من موضوعات التوجيه المعنوي والتربية الوطنية والارتقاء بالنظرة الإنسانية و التواضع والتسليم بإرادة العيش والبقاء معا مع الأخر المختلف في الرأي أو الدين أو اللون أو الجهة .... إنها موضوعات لرسم سياسة ثقافية واعية تشكل ذهنا مستنيرا و بناء.

    إلى الحلقة الثالثة غدا إنشاء الله.


    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح
    **************************************************************************

    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  

العنوان الكاتب Date
لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-26-03, 04:44 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-27-03, 04:39 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-27-03, 07:05 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-28-03, 02:10 PM
    Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان فتحي البحيري06-28-03, 02:25 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان sentimental06-28-03, 02:24 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-28-03, 06:45 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان omdurmani06-28-03, 07:11 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-29-03, 05:59 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah06-30-03, 08:10 AM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-01-03, 08:59 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-07-03, 10:36 AM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-12-03, 04:03 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-13-03, 12:59 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-14-03, 02:31 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-15-03, 11:45 AM
    Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان أبكر آدم إسماعيل07-16-03, 04:13 AM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-16-03, 02:59 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-16-03, 03:07 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-16-03, 04:46 PM
    Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان Elmosley07-18-03, 08:30 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-17-03, 09:17 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-18-03, 07:32 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-20-03, 08:00 PM
  Re: لوطني اكتب/ السياسة الثقافية وثقافة الديمقراطية في السودان AbuSarah07-21-03, 04:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de