وعزة الله كنت أقرأ في مقالك من البداية وأنا حائر في اقتطاف أية فقرة من الفقرات أختارها للمداخلة .. ولكني وقفت فجأة مندهشاُ حين رأيت اسم شخصي المتواضع في نهاية المقال .. وشكراُ على الدعوة الكريمة لمتطفل تعود أن يدخل البيوت فوضوياُ دون التلقي لكروت الدعوة !!.
وأقول لكم بالصراحة التامة دون رياء أو نفاق أو مجاملة أن كل فقرة في مقالكم تلامس الحقائق وتضع الأنامل فوق الجروح بطريقة ماهرة .. ولكن كما تعرف يا أخي العزيز فإن قول الحقائق في هذا السودان أمر يجلب ما لا يسر من البعض .. وهنا قبل أن نتجرأ ونقول شيئاُ عن السيد الفاضل ( حمدوك ) علينا أولاُ أن نحسب تلك الفرضيات والعواقب الوخيمة المتوقعة من ردود أفعال فئات معينة في المجتمع السوداني .. وتلك الفئات عادة تتعامل في حساباتها من منطلق العواطف الهوجاء .. ولا تتعامل إطلاقاُ من منطلق المصلحة العليا للبلاد ..
فهنالك فئات تدافع عن السيد ( حمدوك ) لمجرد أنها تنتمي للمنطقة والجهة التي ينتمي إليها حمدوك .. وهنالك فئات تدافع عن السيد ( حمدوك ) لمجرد أن يقال أن الثورة والانتفاضة ناجحة مائة في المائة وأن كل من يقول غير ذلك فهو خصم لدود مهما يدعي البراءة .. بل يذهب البعض أكثر من ذلك ويقول أن كل من ينتقد مسالك الحكومة الجديدة فهو مدفوع له الأجر من سدنة النظام البائد !!.. في الوقت الذي فيه أن أمثالي وأمثالك يقسمون بالله صادقين بأن الحقائق الموجعة في أرض الواقع هي التي تجبر الناس أن ينتقدوا حكومة ( حمدوك وزملائه ) .. وذلك الواقع الحالي يؤكد مائة في المائة بأن الأوضاع في السودان بعد الثورة والانتفاضة ليست بأفضل من الأوضاع في أيام الإنقاذ الكئيبة .. بل أسوأ وأسوأ وأسوا .. فأين ملامح المكتسبات التي توحي بأن البلاد تعيش في مرحلة جديدة بعد ثورة مباركة ؟؟ .. والشعب السوداني لا يهمه كثيراُ أن يكون القائد الذي يقود البلاد في هذه المرحلة الحرجة الصعبة الحساسة هو ( حمدوك ) أو أن يكون أي سوداني آخر ,. ولكن يهمه كثيراُ أن يكون القائد في هذه المرحلة بمستويات عالية وماهرة للغاية .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي ظل حريصاُ في تحمله لشهور وشهور وهو يقول في أعماقه : ( يا رب يا رب وفق ذلك الحمدوك وزملائه في إخراج البلاد من تلك الضائقة .. ولكن يبدو أن ( حمدوك وزملائه ) ليسوا بأهل تلك المهمة الصعبة ( كما تقول أنت ) .. وقد انخدع الشعب كثيراُ في اختيارهم لإنجاز تلك المهام الكبيرة والعويصة .. ومع ذلك نقول ونكرر القول بأن المجال مازال مفتوحاُ أمام السيد حمدوك وزملائه ليظهروا الثورة والانتفاضة الحقيقية في البلاد .. وذلك بالممارسة وبتلك الجرأة والشجاعة في خطواتهم .. والشعب يريد أن يسمع أصداء القرارات تلو القرارات الشجاعة التي تؤكد أن البلاد في حالة ثورة وانتفاضة حقيقية .. وهو الشعب الذي ليس في حاجة لهؤلاء الوزراء أصحاب المناصب لمجرد المناصب .. وليس في حاجة لمواكب السيارات الفاخرة التي تقدمها المواتر وتعقبها المواتر .
ومقالكم يحوي الكثير والكثير من الحقائق التي تفطر الأكباد .. وأثابكم الله في قول الحق رغم أن الحق ( منبوذ ) في هذا السودان !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة