( ذهبت إلي سوق الدمازين صباح اليوم لقضاء بعض الحاجيات المنزلية وكما تعلمون ، تزداد الأسعار يوميا زيادة مهولة ولولا صبرنا علي تلكؤ السيد وزير التجارة في حسم موضوع الغلاء وإحتكار السلع الأساسية وتنظيم السوق ، لجررنا التجار إلي الساحات العامة وجلدناهم بسياط العنج جزاءا علي ما يفعلون بنا ، ففي كل صباح يهاتفون اقرناهم في الخرطوم ويسألونهم عن سعر الدولار ومن ثم ، يزيدون علينا ما يزيدون ) .
الأخ الفاضل / محمد عبد المجيد التحيات لكم
تعرف يا أخي العزيز أن الإجراء المنطقي والسليم هو تجميع كل تجار السودان في الميادين العامة ثم ذلك الجلد بسياط العنج على تلك الجرائم الكبيرة التي يرتكبونها في حق الشعب السوداني .. ويقال أن الخليفة عبد الله التعايشي ( رحمة الله عليه ) كان يجلد هؤلاء الرعية الذين يجرمون في حق الآخرين .. وذلك القول في ذمة القائلين .. ولكن إذا صدق ذلك القول حقاُ فإن ذلك الرجل كان حكيماُ .. وهو أول سوداني كان يعرف جيداُ طبائع الأمة السودانية المشوبة بالأطماع .
ولكن العلة الكبيرة تكمن في ذلك الإنسان السوداني قبل أن تكمن في التاجر السوداني .. وأنت تعرف جيداُ ذلك العيب الكبير في الأمة السودانية .. فذلك الشعب السوداني إذا أحضرت أمامه تاجراُ من التجار لجلده وعقابه فسوف يكون أول الرافضين للأمر .. سوف يرفض ذلك الجلد تماماُ رغم أنه يعاني كثيراُ من ويلات ذلك التاجر .. وسوف يقول البعض وهو يجهل القصد من ذلك القول : ( حرام عليكم لا تجلدوا ذلك التاجر المسكين !! ) .. والآخرون سوف يقولون بمنتهى البلادة والغباء : ( يا إخوان باركوا الموضوع !!! ) .. والبعض يقول بمنتهى التفاهة : ( يا أخوانا ما ذنب ذلك التاجر فهو إنسان زينا وزيكم !! ) .. وتلك ظاهرة معروفة في الشعب السوداني الذي لا يفكر حين يقول ولا يعرف نتيجة ما يقول .. ومثلاُ حين يجري الحوار والجدال بين صاحب الحافلة وبين أحد الركاب في حالات زيادات التعريفة المبالغة وتشتد الخصومات ينبري أغلب ركاب الحافلة ليقولوا بمنتهى البلاهة والغباء : ( بالله يأ أخونا لا تعطلنا فنحن نريد أن نصل لبيوتنا !!! ) .. وقد يضيف آخرون بمنتهى السخافة ليقولوا : ( يا أخونا لو ما عاجبك الزيادة أنزل وأترحل بطريقتك !! ) .. الله لا أوصلكم يا هؤلاء الأغبياء !. فأنتم تتسببون في الغلاء والزيادات بتلك البلادة .. فأمثال هؤلاء الأغبياء السخفاء هم الذين يتسببون في الغلاء وفي زيادات الأسعار لكل ألوان السلع في أسواق السودان .. والشعب السوداني يختلف كلياُ عن الشعوب العربية ذات النخوة التي ترفض الظلم .. وهي شعوب تتكاتف سوياُ في مواجهة الاستغلالية والغلاء من التجار .. وخاصة ذلك الشعب المصري الذي يجد السعادة الكبيرة حين يقف بجانب أخيه المستهلك المظلوم .. حيث يتعاضد ويتماسك مع الآخرين للمطالبة بحقوق المستهلك المشروعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة