رغم إيماني بأنه مهما قدَّم الإنسان من عملٍ ومُثابرة وإجتهاد وتضحيات من أجل الوطن ، تظل قامتهُ أقصر مما يستحق الوطن ، ولكن من باب نقد المقولة السودانية (أريت يوم شُكرك ما يجي) ، والتي تفيد إذا ما طبقناها بحذافيرها أن لا يحصل من يستحق أبداً على كلمة شكرٍ أو ثناء إلا إذا مات ، أقول أنه قد حان الأوان لنفصح عن مشاعرنا وإمتنانا لمن يستحقون ، أقول هذا وفي ذهني ما يستحقهُ الشاب السوداني الأصيل محمد ناجي الأصم الذي يمثِّل جيلاً قد وهبنا دروساً مجانية في الوفاء للوطن والإرتكاز المثابر على المباديء والقيم الأخلاقية التي من شأنها أن تبني وطناً يمثِّل أهل السودان بكل ما فيهم من مميزات في مقدمتها المروءة والكبرياء والقدرة الدائمة على تحمُّل الصعاب والملمات دون مقابل سوى مجرَّد الشعورُ بالرضا عن الذات ، ما يقودني اليوم إلى رفع راية الشكر والإمتنان في حق محمد ناجي الأصم الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها في محك النضال والوفاء والصمود والحنكة في إدارة أزمة الوطن بين الشعب الذي يستحق وصولجان الطاغوت البائد إبان ثورة ديسمبر المجيدة ، أنهُ نال أخيراً (شرف) المهاجمة من المدعوة تراجي مصطفي عبر فيديو بثَّت فيه كالعادة سمومها الجِدية والهزلية و(الحقدية) عبر توهانها المعهود في دروب البحث عن إلتفاتةٍ تنتشلها من مستنقع التوهُم بأنها خبيرة إستراتيجية وناشطة ثورية وسياسية ، فهنيئاً لك الدكتور محمد ناجي الأصم إذ حصلت (أخيراً) على شارة عداء من (أعتى) مشاهير ودهاقنة الصفاقة والخطاب النابيء ، وذلك ببساطة كونك إنضممت إلى قائمة من العظماء الذين لا يُجادل أحد في مكانتهم وقدراتهم وعطائهم من الذين نالوا هذا الشرف ، وقد كان آخرهم المناضل الصلد ياسرعرمان ورُبان سفينة الحكمة والصمود على المبدأ الإمام الصادق المهدي (تهانينا يا ود الأصم).
الإستعجال في تحصيل النتائج المطلوبة من الحكومة الإنتقالية بهذا الصورة التي بلغت حد المبالغة ، أخشى أن يودي حتى بمناصري الثورة السودانية العظيمة إلى المساهمة دون أن يشعروا في إجهاضها وهي لم تزل في المهد وليدة ، فقد إختلط الحابل بالنابل في الآونة الأخيرة فأصبحت فلول النظام البائد على قاب الإسترخاء أو أدنى في مضمار تأجيج الفتن عبر الإشارة إلى إخفاق حكومة حمدوك في إنجاز هذا الأمر أو ذاك ، وذلك على ما يبدو بسبب نجاحهم في توريط غيرهم من (الأبرياء) الذين أيَّدوا الثورة وحركة التغييرعبر إيقاعهم في مغبة تناول نفس الأدوات ونفس الأساليب ليهدموا إنجازهم وما ضحى لأجله الشهداء (بأيديهم) ومحض إرادتهم ، إن سلاح (الغفلة) عن تحقيق المصالح الآنية التي تطلبها منا الثورة حالياً هو أقرب الطرق المؤدية إلى مستنقع الهزيمة المُرة ، لا تنساقوا ولو عبر قواعد المنطق والدلائل الواقعية إلى نقدٍ غير عادل لحكومتكم الإنتقالية أقل ما يمكن أن يفعلهُ فيها شعور طاقمها بالخذلان واليأس ، نحتاج بشدة إلى (دفعٍ معنوي) يفيدنا نحن على تحمَّل الصعاب والعراقيل ومخلَّفات الماضي حتى تنجح ثورتنا في الوصول إلى غاياتها ، ونفس هذا (الدفع المعنوي) تحتاجهُ حكومتنا الإنتقالية لتصمُد في وجه الصعوبات وضعف الإمكانيات وأرتال مرافق الدولة المهدومة ، فضلاً عن معاركها المريرة مع قوى الرِدة وسدنة العهد البائد داخل منظومة الدولة وخارجها ، لا تجازفوا بما تحقَّق من إنجازٍ عظيم لمُجرَّد إبداء إنحيازكم للمنطق في زمانِ اللا منطق ولا معقولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة