( نشدد على إلغاء فكرة الرقابة الشعبية وقد يكون لها بعض الآثار السلبية من بعض ضعاف النفوس من الثورة المضادة . السيد الوزير إنني أعرض أمامكم هذا الرأي ولكم ولأعوانكم الرأي الأخير فأنتم الحراس الأمناء وحفظ الله الثورة من المندسين . وأخيراً أحب أن أضيف بأن التاجر هو مستهلك أيضاً كما أن التجار الوطنيين ساهموا في نجاح هذه الثورة مادياً ومعنوياً وهم جزء لا يتجزأ من جمهور الثورة. وشكراً ) .
الأخ الفاضل / كاتب المقال سليمان صالح ضرار لكم التحيات وللسادة القراء الكرام
الكثير من الناس يردد نفس عبارتكم التي تفضل عدم الرقابة الشعبية على الأسواق والأسعار .. وذلك الترديد بعدم الرقابة الشعبية على الأسعار قد يليق ويفيد في تلك المجتمعات المتقدمة الراقية غير مجتمع السودان .. ونحن في السودان لدينا تجاربنا السابقة العديدة مع التجار .. ولم يضر الشعب السوداني إطلاقاُ إلا فكرة ذلك الإلغاء لرقابة الأسعار .. وهي خطوة كانت بليدة وغبية للغاية من ذلك المدعو ( عبد الرحيم حمدي ) .. والتجارب الماضية قد أثبتت أن التاجر السوداني لا يملك مثقال ذرة من الأخلاقيات الحميدة في مزاولة التجارة .. فهو ذلك الغول الجشع المنافق الذي لا يتقي الله في الخلائق .. وإذا وجد السانحة متاحة أمامه دون المراقبة فهو ذلك الكافر الذي ينهب أموال الأنبياء .. وتجارب السودان مع التجار وفيرة للغاية .. وفي مرحلة من مراحل التجارب تمكنت السلطات والشعب السوداني في تحديث سياسات مكنت جميع الأطراف من الوفاق .. حيث تلك السياسات التي كانت تحفظ وتحدد حصة المستهلك الأسبوعية والشهرية من السلع الضرورية بالأسعار المخفضة والمعقولة .. وهي سياسات قد نجحت في حينها مائة في المائة .. وقد أرتاح الشعب السوداني كثيراُ من حالة الندرة والعدم الغلاء الفاحش في الأسعار .. وذلك النظام الذي يحفظ حصة المواطن الأسبوعي أو الشهري من السلع الضرورية وبالأسعار المعقولة كان يمارس في دولة مصر الشقيقة إلى وقت قريب .. ولا ندري إذا كان الأمر كذلك حتى هذا اليوم .. وهو نظام يمتاز بالعدالة ويحفظ حق المستهلك الأسبوعي أو الشهري دون ندرة أو عدم أو مبالغة في الأسعار .. والشعب السوداني حتى وقت قريب كان يتمتع بتلك المزايا التي تحفظ الحصص من ضروريات السلع الأسبوعية والشهرية .. وكان لا يشتكي من الندرة والغلاء .. والمواطن السوداني كان له مطلق الحرية في شراء أو عدم شراء حصته المحددة أسبوعياُ أو شهرياُ .
وهنا نكرر القول بأن الرقابة الشعبية على الأسعار بجانب توفير حصة المواطن من السلع الضرورية بالأسعار المعقولة في كل أحياء وقرى البلاد ضرورية وضرورية وهامة للغاية .. وخاصة في الوقت الحاضر الذي تمر به البلاد .. حيث ذلك الفوضى العارم والانفلات في الأسعار .. ولا يريد الشعب السوداني أن يسمع إطلاقاُ تلك النغمة البغيضة الممجوجة التي تنادي بعدم الرقابة على الأسعار !.. وأساساُ لا توجد اليوم في السودان تلك الرقابة على الأسعار.. رغم ذلك هاهو الشعب السوداني يعيش اليوم حياة الجحيم في غياب الرقابة على الأسعار
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة