تعلمون جميعا أن السودانيين في هذه الدول من أكثر الشعوب والأمم احتراما لخصوصيتها وقوانينها وما حدث أن تدخل سوداني في شأن خاص بتلك الدول… علاقة السودان بهذه الدول علاقة تاريخية و دائما هي تعكس الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعلى رغم من الخلافات السياسية التي تحدث بين الحين والآخر بين السلطات والنظم الحاكمة في تلك الدول تبقى دائما العلاقة بين شعوبها سامية وراقية فوق كل تلك الخلافات… بعد ثلاثين عاما من النضال ضد الطغمة الانقاذية الفاسدة استطاع الشعب السوداني أن يتوج ذلك النضال العظيم بثورة ديسمبر المجيدة ويطيح بالطاغية عمر البشير...ولكن امتطى ظهر ثورته من كان يفترض أنهم حماة الثورة والمنحازين إلى الجماهير الثائرة من قواته المسلحة… وكما أطاح شعبنا بالبشير فهو قادر تماما على الإطاحة بمجلس البرهان وحميدتي ...معروف للجميع موقف البرهان وحميدتي من القوات السودانية التي تقاتل في اليمن ضمن التحالف السعودي الإماراتي فهما يشكلان القيادة الفعلية لتلك القوات... لذلك لم يكن غريبا أن يؤيد ويسند التحالف السعودي الإماراتي المجلس العسكري الانتقالي وبدون تحفظ ولكن الأغرب أن يضرب هذا التحالف برغبات وتطلعات الشعب السوداني في حكم مدني عرض الحائط… أن الثورة السودانية واضحة في شعاراتها ومطالبها واهم هذه المطالب بالطبع هو الحكم المدني وأن يسلم المجلس العسكري الانتقالي السلطة فورا إلى حكومة مدنية انتقالية...ولكن ظل المجلس يراوغ ويلتف على مطالب الثورة والشعب السوداني خصوصا بعد أن أعطاه التحالف السعودي الإماراتي السند الإقليمي والدعم المالي… لقد لعب السودانيبن في هذه الدول دورا بارزا ومقدرا في هذه الثورة المجيدة...لم يبخلوا باموالهم ولا بدعمهم المعنوي على الثوار بل منهم من حمل حقائبه ونزل إلى أرض الوطن مشاركا في المظاهرات والمواكب بل ومنهم من استشهد في ساحات النضال… ولكن اليوم نطلب ونتمنى من السودانيين في تلك الدول أن يواصلوا دعمهم للثورة السودانية والتي يحاول أن يجهضها تحالف السعودية والإمارات ومصر...نطلب منهم عملا أكثر شجاعة وحسما تجاه سلطات تلك الدول...عملا يشبه سلمية ثورتنا ويشبه شعاراتها النبيلة….نريد منهم عملا ينبه شعوب تلك الدول إلى أن ما تفعله أنظمتها يضر بالشعب السوداني ضررا بليغا وإن ما تفعله لا يتوافق مع رغبات وتطلعات الشعب السوداني… نريد منهم عملا وفعلا تتحدث عنه كل وكالات الانباء في العالم...عملا سلميا وحضاريا يقدم رسالة إلى كل العالم وليس تلك الدول فقط مفادها أن الشعب السوداني شعب حر وناضج ولا يقبل أن يتدخل الآخرين في شئونه الداخلية… الآن أنتم يقع عليكم عبئا كبيرا في إنقاذ ثورتنا المجيدة ولجم التدخل الإقليمي والدولي الساعي لوأدها...لا أعرف طبيعة ذلك الفعل أو العمل السلمي والحضاري...قد يكون إضرابا أو وقفة احتجاجية أو…..عليكم أن تقرروا أنتم طبيعة ذلك الفعل وأن تبدعوا كما أبدع ثوارنا في الميدان… ثورة حتى النصر المجد للشعب السوداني
العنوان
الكاتب
Date
إلى السودانيين في السعودية والإمارات ومصر بقلم Atif Mustafa
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة