يريدون أن يعرفوا شيئاُ عن الشعب السوداني .. وهو شعب تقدم على الشعوب العربية بالانتفاضات ضد النظم الديكتاتورية منذ خمسينات القرن الماضي .. ومن المضحك جداُ جداُ أن يردد البعض بأن الشعب التونسي الشقيق هو أول الشعوب العربية التي عرفت بالانتفاضة ضد النظم المتسلطة يوم أن أشعلت شرارة ما يسمى بثورات الربيع العربي .. وتلك محاولة تجافي الحقيقة مائة في المائة .. وتمثل إجحافاُ في حق الشعب السوداني البطل المقدام .. محاولة ظالمة تحاول أن تمحو وتتخطى بطولات وانتصارات الشعب السوداني الذي انتفض ضد نطام ديكتاتوري عام 1958 .. وكذلك انتفض ضد نظام ديكتاتوري آخر عام 1986 .. وهذه هي الانتفاضة الثالثة التي ينجح فيها الشعب السوداني بالإطاحة بنظام ديكتاتوري غاشم .. وفي كل تلك الانتفاضات قدم الشعب السوداني الكثير والكثير من التضحيات .. كما فقد الكثير والكثير من أرواح أبناءها الذين سقطوا شهداء في المواجهات .. فإذن من الحق والعدل أن يقال أن الشعب السوداني في مقدمة وقيادة الشعوب العربية والإسلامية حين يجري الحديث عن بطولات الشعوب .
ثم نعود لتناول جوهر المقال .. حيث أن الكثيرين في هذا العالم يجهلون حقيقة ذلك الشعب .. والمجال هنا لا يتسع بالقدر الكافي الذي يفي بالإفاضة والإسهاب .. وعليه نحن نعتبر هذه المحاولة مجرد عناوين توضيحية تقول شيئا ُعن مجريات الأحداث الحالية الجارية في السودان .. وبذلك قد نشبع رغبات البعض من هؤلاء الذين يستفسرون عن حقيقة الشعب السوداني .. ونقول لهؤلاء أن الشعب السوداني اليوم يرتقي سلماُ متقدماُ جداُ في خطوات نضاله الطويل منذ استقلال البلاد .. والمراقب للأحداث السياسية والاجتماعية في السودان منذ استقلال البلاد عام 1956 يلاحظ أن المثقف السوداني ( ذلك الماهر الذكي ) يحاول الآن أن يتخطى ويكسر الكثير والكثير من حواجز الماضي العقيمة .. ويحاول ان يتخطى تلك الجسور من التجارب السياسة القديمة البالية .. وهي تجارب كانت السبب الأول والأخير في عدم تقدم السودان للأمام لما يشارف القرن من الزمان .. والشعب السوداني قد أخذ العبرة الكافية من تلك التجارب السابقة .. واليوم نجده يجاهر بالصوت العالي وينادي ( لا وألف لا لتجارب الماضي السياسية !! ).. وهو ذلك الشعب السوداني الذي يحلم ( بالسودان الجديد ) .. سودان الغد الذي يخلو من تبعات التأخر والتخلف .. تلك التبعات التي لازمت البلاد لأكثر من 63 عاماُ .. وفي سبيل تحقيق تلك الغاية السامية نجد الشعب السوداني اليوم يشطب من أضابيره كل معالم الماضي السياسية .. كما يستنكر كل ألوان الممارسات السياسية السابقة التي أعاقت تقدم البلاد .. وتلك المحاولات من الشعب السوداني البطل تجد الآن مقاومة عنيفة وشرسة من أهل السيرة الذين تعودوا على نوع من التقديس والعبادة العمياء من جهلاء السياسة في الماضي .. ذلك الماضي المرفوض جملة وتفصيلاُ في أبجديات الشعب السوداني اليوم .. وكل مسمى سياسي سابق مكروه بالفطرة لدى الشعب السوداني .. وكل صاحب تجربة سياسية في الماضي مكروه بالفطرة لدى الشعب السوداني .. وكل اسم مدني أو عسكري له صولات وجولات في عالم السياسة السودانية منذ الاستقلال هو في القائمة السوداء لدى الشعب السوداني .. ولذلك فإن الشعب السوداني اليوم ينادي بالدماء الشابة الجديدة .. تلك الدماء التي تخلو من تلوث الماضي السياسي .. شعب يتمنى الجديد المطلق الذي لم يجرب من قبل في ساحات السياسة السودانية .. وبتلك الأفكار الحديثة المتحضرة نجد أن الشعب السوداني اليوم يقف عند زاوية في غاية الأهمية والتقدم .. وكل الخشية من الشعب السوداني يتمثل الآن في الخوف من تكرار التجارب السابقة .. حيث سرقة نضال الشعب السوداني من قبل الأحزاب السياسية التقليدية القديمة المعروفة .. وذاك احتمال قائم بمعدل ثمانين في المائة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة