حينما يتمكن رؤساء البلاد العربية من الجلوس على عروش بلادهم ،وتحلو لهم السلطة وبريقها، فأول ما يفقدونه امام شعوبهم هو الحياء!!؟ فيصبحون مجرد (مخلوقات) متجردة من كل الاحاسيس والمشاعر، يُصنفون (ككائنات) بشرية، شغلهم الشاغل وهمهم الأوحد هو كرسي الحكم ، يصبح تفكيرهم اشبه بسباق الحمير بين يدي طبول الحرب!! هذا ما تعبر عنه (الارادة الانقلابية)التي آلت إليها إدارة الدولة في مصر، بعد اول تجربة ديمقراطية شفافة، يشهدها العالم العربي والاسلامي، بمراقبة دولية وإقليمية، حينما فاز فيها الرئيس الشرعي محمد مرسي في برئاسة البلاد، قبل ان تُنسج عليه خيوط التآمر والخيانة الدولية، وتنصب وزير دفاعه الإنقلابي السيسي رئيساً لمصر. تقلد اليسي المنصب بعد إراقة دماء الشهداء والابرياء بأبشع طرق القتل ومهاجمة الجموع السلمية المحتشدة في ميدان رابعة العدوية، الذي أصبح اليوم من ابرز ميادين العالم رمزاُ للحرية والكرامة. بعد تدهور الاحوال الانسانية للمعتقلين والانتهاكات السافرة لحقوق الانسان في مصر، إرتفعت اصوات المنظمات العدلية والحقوقية تنادي بالتدخل لمراقبة الوضع الانساني، للذين حملتهم الديمقراطية لكرسي الحكم قبل الانقلاب. اصبح السجل المصري لحقوق الانسان اليوم هو (الاوسخ)على الإطلاق، لتعرض منتسبي حزب الحرية والعدالة في مصر لانتهاكات وصلت حد الموت للآلاف من جملة السجناء والمعتقلين، تحت ذرائع لا علاقة لها بالممارسة السياسية، ولا وجود لها في الواقع، غير شماعة الخارج المتمثلة في الحديث عن التطرق والارهاب، كلمات إبتدعوها فهزت عروشهم واقلقت مضاجعهم !!؟ مع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لمصر والتي إستغرقت ثلاثة ايام تحثت فيها فرنسا ملفات ذات اهتمام مشترك مع القاهرة، تطرق اول لقاء بين الطرفين لقضايا إقليمية من ضمنها الوضع في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية، وكان اللافت هو غياب ذكر السودان ضمن القضايا الاقليمية التي تعتبر ذات اهتمام للأمن القومي المصري ، منها الاوضاع في السودان وجنوبه المجاور، لكن يدو أن ماكرون لا يريد ان يُحدق ببصرة جنوب الوادي!!؟ المضحك المبكي، هو تعليق الإنقلابي السيسي على اهتمام ماكرون بملف حقوق الإنسان في مصر، حيث كانت للرئيس الفرنسي تصريحات مسبقة ألقت بظلالها على الزيارة من خلال أسئلة الصحفيين، ليرد ماكرون بقوله (نحن لا نملي على الشعوب مصيرها) ليأتي حديث السيسي من بعده معترفاً منهزماً بسوء احواله الانسانية ، مرتبكاً في رده، بقول ( مش عاوزين نختزل حقوق الانسان، في مصر ... ويتمتم !! ثم يردف مع كل التقدير لأراء الناس فأراهم حاجة وهدم الدولة المصرية حاجة تانية خالص، كانت مصر ستتحول الى حرب اهلية)!!؟ الرئيس الانقلابي حديثه وكعادة تصريحاته الصحفية لا يفهم منها اول ولا آخر، وهي اقرب للمثل القائل (كلام الطير في الباقير)!!؟ هاج وماج ثم قال ( أنا وائف هنا بإرادة مصرية، ولو الايرادة دي مش موجودة حأتخلى عن موقعي فوراً)!! على قول المثل أسمع كلامك يعجبني أنظر عمايلك اتعجب!!؟ بالله فالننظر الى اين وصلت الجرأءة بهذه الكأئنات المتجرد من الاخلاق!!؟ نعم هي إرادة يطلبها من يركعونه ويجعلونه يسبح بحمدهم.؟ امثال السيسي ونظرائه، تتلون الاشياء في نظرهم يرون خلاف ما ترى شعوبهم، ينظرون الى الجوع كأنه تخمة ، ويرون القتل ودماء الابرياء كبساتين تكسوها ورود معطر ، (برحيق) الدماء،تزينها ملابس الابرياء بألوانها الذاهية المختلفة ، هكذا يرونها وتنعش أرواحهم وتزيد من شغفهم وحبهم للسلطة!!؟ أشواقنا كشعوب في العالم الثالث، والدول العربية أن نحمل رئيساً بإرادتنا الى كرسي الحكم، ويزهد فيها لعهدها ، لصبح نموذج لأمة عرفت الوفاء بالعهود من قيم الدين وليست من الفهلوة، إلأ أن أشواك العمالة والعجز المصاحب للإنقلابيين اصحاب اجندات ما يطلبه الصهاينة والطامعون، يجعل إرادة الشعب في إيدي الجهلة، وإن رصًعت كتوفهم نجوم وزيًنت صدورهم النياشين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة