كتبت مقال بعنوان نصيحه رمضانيه لا صيام لمرضى السكرى ونشرته فى وسايط التواصل الاجتماعي واندهشت عندما وجدت مقاومة كبيره من قله من الاطباء بالرغم من تقبل المرضي للمقال .فى هذا المقال احاول ان ارد على ما تم طرحه من تساؤلات. معروف أن للصوم فوايد صحيه عديده للاصحاء منها تقليل الوزن والتخلص من العادات الضاره وأهم من ذلك كله الروحانيات والتقرب إلى الله اثناء الشهر الفضيل. لكن ليس كل الناس يستطيعون صيام رمضان لذلك أعطى الله سبحانه وتعالى الرخصه للمرضى بعدم الصيام .
بالرغم من الرخصه الالهيه بالفطر ينصح بعض الاطباء مرضي السكرى بالصيام مستندا على توصيات المنظمه العالميه لمرض السكرى International Diabetes Feredration والتى أصدرت توصيات مخصصه لمرضي السكرى الذين يرغبون ويصرون على الصيام. وسمحت لبعض مرضي السكرى من النوع الثانى من الذين يتعالجون بتنظيم الغذاء أو الأدوية الخافضه للسكر بالصيام. السؤال هل ينطبق هذا على المريض السودانى؟ وهل لهذه التوصيات دليل علمى قوى؟ الاجابه بكل بساطه لا لأن العلم اثبت بلا ما يدعو مجالا للشك بان الصيام مضر لمرضي السكرى بسبب المضاعفات الفورية والتى قد تؤدى الى الوفاه مثل انخفاض مستوى السكر في الدم hypoglycemia وأيضا الارتفاع الحاد فى مستوى السكر hyperglycaemia والتى قد تؤدى ايضا إلى وفاة المريض.
ايضا الصيام لمريض السكرى قد يزيد من مضاعفات مرض السكرى وتأثيره على الكلى diabetic nephropathy و القلب Diabetic heart disease. وهذا التأثير قد يؤدى إلى الفشل الكلوى أو الذبحة القلبيه . مريض السكرى فى السودان لا يمكن مقارنته بدول الاوربيه أو دول الخليج لعدم وجود الرعاية الصحية الكافيه من وجود فريق طبى Diabetic team لرعايته من طبيب أسره وممرضه مختصة بمرض السكري و استشاريون فى مرض السكرى . لذلك لا تنطبق عليه هذه التقسيمات للمرض و التى توجد خارج السودان والتى تعرفها كطبيب بمجرد إطلاعك على السجل الاكتروني للمريض. فى السودان ليس هناك مجانيه للعلاج و لا توجد خدمات طوارئ لأسعاف المريض فى حالة حدوث مضاعفات. لذلك ليس من الحكمة نصحه بالصيام بل يجب أن ننصحه بعدم الصيام و توضيح مضاعفات الصيام بكل امانه علميه فى حالة إصراره . و إذا أصر يمكننا نستعمل التوصيات أعلاه . هذه التوصيات وباعتراف المنظمه نفسها لم تبنى على دليل علمى قوى بل بنيت على استعمال آراء الخبراء و ال observations studies وهذه ادله من أضعف الادله العلميه واقترحت عمل randomised controlled studies وهى بحوث لتقارن بين مرضي السكرى فى حالة الصوم أو الإفطار لكى تجاوب على هل الصيام خطر على مرض السكرى وماهى نوعية الأدوية التى يمكن استعمالها للمرضي. وبنيت هذه التوصيات لكى تتعامل مع المرضي الذين يصرون على الصيام حتى لا يصيبهم ضرر كما زكرت أعلاه واقترحت هذه التوصيات عدم التعميم لكل المرضي بل معاملة كل مريض كحالة مختلفه واكيد الحال فى السودان وسؤء الرعاية لمرضي السكرى يزيد من خطورة الصيام على المرضي. يزعم هولاء الأطباء قلة الخطوره لبعض مرضي السكرى من الصيام لذلك ينصحون بصيام بعض المرضي ولكن بهذا يرتكبون أثما عظيما بإلغاء هم رخصة من المولى . إذا كان هذا منطقهم فهل يمكن إلغاء رخصة المسافر بسبب عدم وجود خطورة من السفر فى زمننا هذا!!!!!!!. فى الختام أتمنى أن نراعي ظروف المرضي في السودان بسبب عدم وجود الرعاية الصحية لهم. فمريض السكرى له رخصة من المولى عز وجل قال تعالى ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ). فالمطلوب من الطبيب هو رأيه العلمى وليس رأيه الدينى لذلك احمل اى طبيب ينصح بصوم مرضي السكرى المسؤوليه الكامله أمام الله فى حالة حدوث مضاعفات للمريض أثناء الصيام ومخالفته توجيهات المولى عز وجل ومخالفته أيضا للدليل العلمى. فليست الخطوره فقط هى الحكمه من الرخصه أن استعمال الرخصه واجب دينى يحبه الله كمال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن الله يحب أن تؤتي رخصة كما تؤتي عزايمه) . فاذا كان للمسافر الرخصه أن يفطر فى رمضان مع عدم وجود خطورة تذكر فاولى مريض السكرى بالإفطار. لمزيد من المعلومات أتمنى مشاهدة الفيديو
العنوان
الكاتب
Date
لماذا يصر بعض الاطباء على صيام مرضي السكرى. . بقلم د. محمد آدم الطيب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة