ما ان يصل شخص معارض الى الشهرة حتى يركبه صلف غريب ، وهذا لأنهم اشخاص بلا قضايا حقيقية ولا مبادئ. هذا ما افضى الى تمزق فتيلي لكل القوى المسلحة منذ عام 2003 . من قادوا القوى المسلحة طموحاتهم الشخصية وبحثهم عن احتكار مجد متوهم ومزيف افضى الى صراعات مستمرة بينهم وآخرها انقسام الحركة الشعبية . ماذا لوقبل ياسر عرمان وعقار قيادة الحلو؟ لماذا رفضوا التخلي عن القيادة التي احتكروها لسنوات اذا كانوا فعلا يؤمنون بالديمقراطيةالتي شنفوا اذاننا بها؟؟؟ الم يكن من الاجدى منع الانقسام تحقيقا للمبادئ التي قامت عليها الحركة...؟؟؟ على اية حال ما حدث هو ان القوى المسلحة تفرقت اشتاتا وصارت مليشيات ممزقة وهكذا استفردت بها قوات الدعم السريع واحدة بعد أخرى ؛ وبعد تقزيم قوات مناوي في المعركة الاخيرة التي اصابت عظم قواته وشلتها ، وبعد تقزيم وشل قوات الحركة الشعبية التي تحولت الى مقاتلة بعضها البعض ، ها هي قوات الحكومة تحاصر قوات عبد الواحد حصارا شديدا لا فكاك منه . عبد الواحد ظل طوال هذه السنوات يرفض اي تحالف مع اي قوى اخرى بشكل جدي ، ويفضل ان لا يعرض قيادته لخطر المنافسة ، او ان يكون تحت قيادة اخرى ، وهاهو الآن ينزف دماءا حارة وقواته تحتمي بالجبل وحيدة بلا نصير. ان القوى المسلحة اغرتها الشهرة الفارغة من المحتوى الحقيقي فهي بلا سلطة ولا ثروة ، حتى صارت اليوم عاجزة عن حماية نفسها. مع الاضطرابات في ليبيا وخضوع وخنوع ادريس بي وبؤس جنوب السودان ناهيك عن مغادرة مصر للعبة نهائيا. امام هذه الحقائق كان على كل قيادات هذه القوى المسلحة ان يستشعروا الخطر المحيق والمحيط بهم من كل جانب وان يعملوا على وضع ايديهم بأيدي بعض لتجاوز الازمة فتظل كروت المبادرة بأيديهم .... لكنهم لا زالوا يصرون على التشبث بالمناصب الوهمية التي خلقوها لأنفسهم بانفسهم ولا زالا يتصارعون من اجل قيادة قوات تتآكل على مسرح العمليات... لو كانت القوى المسلحة تحمل هم الوطن حقا وتعتبر قتالها مستندا الى مبادئ فكان عليها الان ان تهرع الى فك الحصار عن قوات عبد الواحد وان تبدأ في تجميع صفوفها على قلب رجل واحد مواجهة مليشيات الحكومة .... لكن هذا يبدو لي أملا مستحيلا في ظل هذه العقليات التي لا تتمتع بأي حنكة سياسية ولا مرونة ولا تقدير صائب وعقلاني لموقفها على الأرض. ان سقوط قوات عبد الواحد في الحقيقة لن يكون حدثا عاديا ؛ بل هو بداية نهاية اي مقاومة مسلحة . سيكون انتصارا كبيرا للحكومة ان حدث بالفعل.
العنوان
الكاتب
Date
محاصرة قوات عبد الواحد بجبل مرة بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة