يستمر الجوع، ويستمر الرقص! وتستمر مهزلة الاستعداد لانتخابات عشرين عشرين! حيث يستعد الرقّاص الأعظم لولايته الخامسة والعشرين!
صراع داخل اجنحة اللصوص على ترشيح الربّاط الأعظم، حلم (الخلافة) الذي دفع الترابي ثمنه في المفاصلة لا يزال يراود اساطين حزب اللصوص المسمى بالمؤتمر الوطني!
حرب يحشد لها كل طرف كل أسلحة التآمر. وشعبنا المظلوم غائب في المولد الكبير.
مولد تقاسم السلطة والثروة، حصرا على اللصوص والارزقية.
حرب دخل فيها أيضا الفن!
فنّان بدرجة نقيب في الأمن والمخابرات!
يعمل في جهاز يغتصب الحرائر ويعذّب الشرفاء ويقتلهم ويمنع أصحاب الضمائر الحية من الكتابة في الصحف!
وحين يفرغ من عمله تنفتح له أبواب الاستديوهات وبرامج المساء ليجلس ويغني!
صعب صعب يا علي ، الحب صعب يا علي!
اغنية ترقى الى زمان المفاصلة!
ولأنّ الحب لم يعد صعب يا علي للسيد النقيب أركان (حُب) فلابد من أغنية (تُواكب تطلعات المرحلة)
أغنية ثورية!
لذلك سيغني:
كتّر خيرك .. واصل سيرك!
لا يهمه أن يواصل (الرقّاص الأعظم) السير فوق الجماجم، فوق الخراب، فوق أشلاء وطن، فوق أحلام الغلابة!
أغنية تستحق ترقية لفنّانها، يصبح جنرالا، تتلاحق كتافه مع (كتوف) الجنرال حميتي! مافيش حد أحسن من حد!
جنجويد الخلا وجنجويد الغُنا!
والحشّاش يملا شبكته!
أو كما قال الشاعر: الدخول في شبكة الحشاشين هين، ولكن التأمل في الخروج!
فتأمّل يا هداك الله!
الأغنية ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، الأغنية تعيد انتخاب المشير بدون حتى حوجة لتعديل الدستور! بدون حوجة لمفوضية الأصّم، بدون تعب خج الصناديق، بدون تزوير ورشاوي وصرف في الفاضي!
إنتخاب فنّي غير مكلّف!
أغنية واحدة تكفينا شرّ تعديل (الدستور)
الدستور الذي من كثرة تعديله لم يعد حتى أكثر القانونيين خبرة يذكر كيف كان يبدو حين تم (إقراره) في المرة الأولى!
لو كان للسيد النقيب فرفور من ضمير لقال له وهو يرقص (يقبضه بالثابتة): جوّعت الناس يا رقّاص!
سيتوقف (الرقاص) وينزع دبورة السيد النقيب ويحيله الى التحقيق! بدلا من لواء سيصبح وكيل عريف معاش!
سيقول له وهو يجرده من الرتبة ويطرده من الخدمة ويعدمه ضربا بالشلوت:
يا هو الفضل إنت كمان تعمل إنقلاب! والانقلاب الجايي حيكون بتاع منو؟ المدّاحين!
ثورة 30 فرفور!
الثورة التي لن ترى النور!
لو كان للنقيب من ضمير لقال: كّتّر خيرك
ما تواصل سيرك.
لو كان للنقيب من ضمير لأحال المشير للاستيداع:
غور انشاء الله في ستين!
لغنى له: كتّر خيرك
سعيكم مشكور!
فهل هناك بيت (بكا) أكبر من الوطن الآن؟
عندها كان الريس سيتوقف عن الرقص ويحيل السيد فرفور للمعاش! يُجرده من الرتبة، ويطرده من الخدمة ويضربه بالشلّوت! ولأنّ الركبة (حديد) فسيتم إحضار فرفور بعد الشلّوت من شارع النيل، سيسقط فجأة فوق رجال الشرطة والبلدية المشغولين بمطاردة (أعداء الوطن): سِتّات الشاي!
السيد النقيب لن يغني: صعب صعب يا علي، اغنية تذّكر بأجواء ما بعد المفاصلة ،ايام المجد المؤقت لسيد شيوخ المتآمرين: علي عثمان.
ولن يغني: جوّعت الناس يا رقّاص.
لأنّ (الضمير) رأسمال لا يصرف في بنوك الإنقاذ، بنوك الدم. دماء الغلابة الذين لا وجود لهم في مخيلة فنّان الغفلة.
في بداياته الفنية، حين كان ينظر في مرآة أحلامه، كان يرى نفسه يقف مع محمود ومصطفى!
كان نقيا، وحين يغني صعب صعب يا علي، لم يكن يغني لشيخ المفاصلة، بل للحُب.
كان يرى مصطفى ومحمود يسيران بجانبه حذوك النعل بالنعل!
لكنه بعد ان اصبح نقيبا يشار له بالنياشين.
بعد ان اصبح منتسبا للجهاز الذي يعتقل كرم الله، الشريف النبيل، ويقتل الشرفاء، ويغتصب الحرائر، ويمنع شبونة وزهير من الكتابة لأنهما يكتبان بقلم مغموس في عرق الضعفاء ودماء الشهداء.
بعد ان اصبح عضوا في جهاز الخوف والتجسس والارهاب، مسح صور الاحلام التي يظهر فيها مع مصطفى ومحمود.
أعاد (فرمتة) ذاكرته التي لم يبق فيها من صدى، سوى صدى صوته يغني للرقّاص ونظامه الذي جوّع الناس وقتلهم وسلبهم حريتهم وأحلامهم:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة