لن يقر لنا قرار، أو نطمئن أن حرب دارفور قد وضعت أوزارها طالما أن شيطان ليبيا المُسمَّى بحفتر حي يُرزق، وطالما أن الجنرال السيسي لا يزال يُمسِك بخناق مصر ويهوي بها إلى القاع سيما وأن الرجل اتخذ من السودان عدواً استراتيجيًا لن يتخلّى عن الكيد له قبل أن يلج الجمل في سم الخياط. أخبار الأمس تتحدث عن أن حفتر واصل الاستعانة بآلاف المرتزقة من حركات دارفور، فقد بنى الرجل علاقة لا تنفصِم مع تلك الحركات المتمردة، فبعد الهزائم النكراء التي تلقّاها متمردو دارفور في وادي هور وعين سيرو والتي فقدوا فيها المئات من سيارات الدفع الرباعي وكميات هائلة من الأسلحة المتطورة التي قدمها لهم حفتر ها هو يستعين بهم في حروبه داخل ليبيا. الاتهامات التي أطلقها المدعو المسماري الناطق باسم حفتر بأن السودان يدعم ما سماه (مليشيات إرهابية) كشفت زيف تلك الدعاوى الساذجة، فالرجل يتحدث عن الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين باعتباره وزير دفاع وأنه ضالع في دعم الإرهاب في ليبيا ومعلوم ما يهدف إليه الرجل وسيّده بنشر تلك الأكاذيب التي يبرّر بها تآمره مع أولياء نعمته وداعميه على السودان. لن أكف عن سؤال لوردات الحرب جبريل ومناوي، واسمحوا لي بأن أتجاهل المتمرد عبد الواحد محمد نور فهذا الحقير غير مُؤاخَذ فيما يفعل بعد أن تعرَّى من ورقة التوت وانفضح بموبقاته وجرائمه التي حوَّلته إلى مجرد حاقد على الجميع بعد أن أدرك أنه أحرق كل أوراقه ودمّر مستقبله السياسي وما عاد يجرؤ على مخاطبة شعب دارفور ناهيك عن شعب السودان .. أقول إني سأوجِّه سؤالي مرة أخرى إلى جبريل ومناوي .. ما هي بالله عليكم مسؤوليتكم السياسية والأخلاقية عن ما يفعله جنودكم في ليبيا وهم يتحوّلون إلى مجرد مرتزقة يبيعون أنفسهم لحفتر وسلفاكير ولكل من يدفع الدولار الأخضر ويشاركون في حرب لا علاقة لها بالقضية التي أشعلتُم الحرب من أجلها ولا تزالون تُصرّون على أنها تستند على مبادئ أخلاقية تبرّر كل الحرائق التي أشعلتمُوها ولا تزالون. يمتد سؤالي إلى من يتحالفون معهم من قوى نداء السودان.. هل تظنون أنكم غير مُحاسَبين أمام الله تعالى وأمام شعب السودان عما يفعله حلفاؤكم ومرتزقتهم خارج أرض السودان؟! هل يظن لوردات الحرب وحلفاؤهم أن التاريخ سيبرؤهم من تلطيخ سمعة السودان لدى الشعب الليبي الشقيق بجريرة أولئك المرتزقة؟ أعلم أن حفتر يرتبط ببعض القوى الإقليمية والدولية وما عاد من منفاه في أمريكا بعد سقوط القذافي إلا ليلعب دوراً مأجوراً لمصلحة بعض الأطراف التي تعبث بأمن ووحدة ليبيا خاصة من بعض الأنظمة العربية والخليجية التي تُشارك في إنفاذ مخططات مشبوهة في مناطق شتى من منطقتنا العربية والإسلامية. أجدني مضطراً إلى أن أطلب من الحكومة ألا تُجامِل على حساب أمن بلادها القومي، ولذلك يحق لها أن تطرح ملف حفتر وتهديده للأمن السوداني على الضالعين في المؤامرة ممن يقفون خلف حفتر فمن حق السودان الذي يدفع بجنوده للدفاع عن أمن المملكة والخليج العربي أن ينعم بالأمن والأمان وأن يطالب من يدعمون حفتر من دول الخليج بأن لا يعينوه على العبث بأمن السودان وأن يكفّوا شره عن بلادنا وإلا فإن السودان سيضطر إلى مطاردة حفتر وداعميه من المرتزقة السودانيين، فإذا كان السودان قد أرسل جنوده خارج وطنهم للقتال في اليمن فمن باب أولى أن يرسلهم إلى ليبيا للدفاع عن أمنه أسوة بما تفعل مصر وهي ترسل طائراتها لقصف من تعتقد أنهم يستهدفون أمنها. لقد عانى السودان من كيد القذافي كما عانيْنا على المستوى الشخصي، ولا أزال أذكُر كيف رفعتْ سفارة ليبيا في الخرطوم في عهد القذافي دعوى ضدي وعلى صحيفة (الإنتباهة) التي شننا عليه من خلالها حملة ضارية حيث انتقدنا تآمره على السودان ودعمه للحركات المتمرّدة وقد ترددنا كثيراً على المحاكم ونحمد الله أننا نِلنا البراءة بعد أن أثبتنا بالوثائق والشهود جزءاً من الكيد الذي كان الرجل يمارسه على السودان من خلال دعم متمردي دارفور. ها هو التاريخ يعيد نفسه وها هو حفتر يعيد ذات الدور القذر الذي لعبه القذافي ضد السودان وسينتهي الرجل بمشيئة الله إلى ما انتهى إليه القذافي الذي كان يُسمِّي نفسه بملك ملوك أفريقيا فإذا به يُطارَد ويُقتَل في حفرة تعج بال############ان لجأ إليها هرباً من العدالة التي لطالما احتقرها وهو يسوم الشعب الليبي الخسف ويفعل به وبالسودان الأفاعيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست