في هذه الأيام الطيبة المباركة و العالم العربي و الإسلامي بصورة عامة يودع شهر رمضان المبارك و يستقبل عيد الفطر العظيم يسرني و يشرفني أن أتقدم بأحر التهاني للأخوة المسلمين في كل مناطق العالم وبالأخص أشقائنا في جنوب السودان و أخص بالتهنئة أيضاً جميع مناطق النزاعات (جبال النوبة ،النيل الأزرق دارفور... الخ) و جميع المسلمين في العراق وسوريا واليمن... الخ، و رسالتي للسودانيين بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام هي نبذ العنصرية البغيضة و الحقد و الكراهيه و العمل على تعزيز ثقافة السلام و الحوار و تقبل الآخر و تعزيز ثقافة التعايش السلمي و التسامح الديني من أجل أن تنعم الإنسانية بالسلام و الأمان و أرجو من الأقلام السودانية ذات الوطنية و الضمير الإنساني الحي أن تعلم على نشر و تعزيز هذه الثقافة في أوساط الأجيال الناشئة و المقبلة بدلاً من العمل على نشر ثقافة العنصرية و الحقد و الكراهيه، فبدل أن نزرع في نفوس هذه الأجيال سموم الماضي و تعليمهم ثقافة الإنتقام و تصفية الحسابات و الحقد و العنصرية لماذا لا نعمل على تنمية عامل التسامح و السلام النفسي في قلوبهم و توليد الطاقة الإيجابية بدلاً من السلبية و نعلمهم أن حتى الماضي السلبي يحمل بداخله عوامل إيجابية، فالنعمل جميعاً على زرع الإنسانية و الحب و الجمال بداخلهم فالذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً، و لنعلم هذه الأجيال البحث عن العنصر الإيجابي في كل شيء قبل البحث عن السلبيات حتى لا يمنعهم الشوك من استنشاق عبير الورود، و من المعلوم لدى الجميع أن رسالة جميع الأديان السماوية هي السلام و التسامح فرسالة الإسلام هي السلام و رسالة المسيح عليه السلام تشكلت في نشر التسامح والسلام ، لذلك على السودانيين بصفة خاصة والعالم بصفة عامة نبذ العنصرية و الحقد و الإنتقام و التطرف والتشدد الديني لأن الديانات بمختلف أنواعها وكتبها السماوية تنبذ العنف والتعصب العرقي والظلم والقتل وتدعوا جميعها لنشر ثقافة التسامح والسلام : (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم)، المجد لله في الإعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة، إذن فلنتعاون جميعاً علي نشر ثقافة التسامح ، ومع إحترامي لكل الأديان السماوية لكن أنا أرى من أجل إحلال ثقافة التسامح و السلام والتعايش يجب التعامل بإسم الإنسانية قبل كل شيء والتمركز علي مبادئ الإنسانية بدل الانحياز العنصري والقبلي والديني فلننظر للعالم من مبدأ الإنسانية حتى نتمكن من الاستمتاع بجمال هذا الكون بمختلف أعراقه وأديانه وثقافته ولغاته وإثنياته و عندما نتمكن من الوصول إلى حالة السلام النفسي من خلال التسامح والتصافح من هنا يبدأ الطريق نحو عالم أجمل ينعم بالإستقرار والسلام والأمن والأمان والتعايش والمحبة والمودة .
عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية مقيمة بباريس
العنوان
الكاتب
Date
رسالتي بمناسبة عيد الفطر المبارك تعزيز ثقافة التسامح و القومية و نبذ ثقافة الإنتقام و العنصرية البغ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة