|
Re: هل تعرفت على خصمك ؟ بقلم أ / محمد علي طه ال� (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
= Quote: مسيرة حركة التنوير والثورة الشعبية ضد النظام الملكي ، تلك المسيرة الجماهيرية التي كانت تمضي وفق إستراتيجية متدرجة ، نحو بناء تنظيمات المجتمع المدني و أحزابه الجماهيرية أولا ، ثم الصعود بها حتى تسترد حقها في حكم نفسها بوسيلة سلمية من النظام الملكي المسيطر ، متخذة من منهج التطور الدستوري منبرا سلميا تحشد به الجماهير |
شكراً على مقالكم أخي محمد علي الملك، وأصدقكم القول أنه لم يستبن لي من هو الخصم بشكل واضح برغم قراءتي للمقال مثنى وثلاث ورباع. هذا بافتراض وجود خصم واحد .. أما أنا فقناعتي أن هناك خصوم في الداخل (ديكتاتوريات عسكرية أو مدنية) وخصوم أشرس وأقوى وأعتى في الخارج (كبار الدول الاستعمارية والرأسماليات القديمة والحديثة).
وأعتقد يا ملك بأن المخطط البياني لمسار الحياة السياسية في مصر قُبيل وأثناء وبُعيد الحرب العالمية الثانية لم يكن يحكي عن تطور دستوري كما ذكرتم، وإنما كان مؤشره يسير نحو الانحدار المريع وعلى كافة الأصعدة، بل ان السُلطة كانت تبتعد يوماً بعد يوم عن جموع الشعب الذي تراجعت حقوقه السياسية، وازداد تهميشه وإفقاره وضاعت حقوقه المدنية والاجتماعية.
كما أن الملك الفاسد فاروق لم يكن مسيطراً كما ذكرتم يا مولانا الملك، وإنما بقيت السُلطة دائماً موزعة بين ثلاثية السفير البريطاني (صاحب اليد العليا والكلمة الفصل) ثم تأتي من بعده في المركز الثاني سلطة الملك فاروق وبلاطه، وأخيراً حزب الوفد الضعيف وصاحب اليد السُفلى.
كما أن حزب الوفد يا ملك شهد وقتها، تحت قيادة النحاس/سراج الدين، تشققاً وتفككاً بعدما غادرته قياداته التاريخية والشعبية (مكرم عبيد ورفاقه) وازداد الحزب عزلة عن الجماهير التي انفضت عنه بعدما أصبح بلا حول ولاقوة خاضعاً لمصالح الباشوات، وتجار المقاولات، وغيرهم من أصحاب الامتيازات.
حزب الوفد انحدرت شعبيته وبلغ شيخوخته وصار رهن إشارة السفير البريطاني منذ بدايات الأربعينات من القرن الماضي، ليتحول حزب سعد زغلول العتيد إلى عجينة طيعة التشكيل يتم تبادل تقاذفها بين أيادي سفير بريطانيا والملك الفاسد ورجال البلاط.
الوقائع التاريخية تحكي يا ملك أنه وقبل سنوات من تفكير العسكر في انقلاب يوليو 52، وقبل أن تتحرك دبابات عبد الناصر من مرابضها بعشر سنوات كانت السفارة البريطانية بالقاهرة قد سبقتهم في تنفيذ انقلاب عسكري، وكانت هي التي حركت دبابتها لتجثم عند أسوار القصر وتصوب فوهات مدافعها بانتظار الأوامر لفتح النيران، ما أجبر ملك مصر أن ينحني وينكسر ويوقع صاغراً قرار تعيين زعيم الوفد مصطفى النحاس رئيساً للوزراء بأمر مباشر من سفير بريطانيا الذي كان أصبعه على زناد مسدسه على مسافة سنتمترات من صدغ الملك.
وعليه فإن التأريخ للانقلاب الأول في مصر لا ينبغي أن يكون هو 23 يوليو 1952 كما هو شائع، وإنما سبقه الانقلاب الذي اشرنا إليه والذي لم يجيء فيه زعيم الوفد (مصطفى النحاس) منتخباً وفق الدستور، وإنما اُجلس في الكرسي وفق مشيئة الدبابات الإنجليزية التي داست بجنازيرها على الدستور في الرابع من فبراير من العام 1942م.
ختاماً اتفق معك تماماً بأن عصابات العسكر تظل هي الأكفأ في خدمة الاستعمار القديم والحديث، وهي الأقدر على إخضاع الشعوب وإفقارها، ونزح ثروات الأوطان باتجاه المراكز المالية في الدول الرأسمالية الكبرى، وسودان البشير ومصر السيسي يمثلان النماذج الأوضح والأسطع.
تحياتي يا ملك ... .. .
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|