هُجومٌ دَمويٌّ مُفجعٌ اختطف أرواح سبعة من أبناء السودان الأبرياء في جنوب كردفان.. رُعاة بسطاء يتبعون مواشيهم في المراعي المفتوحة التي ألفوها ويأمرون فيها على أنفسهم وثروتهم الحيوانية.. فجأةً تطل عليهم مجموعةٌ مُدجّجَةٌ بالسلاح الحديث وتحصد أرواحهم قبل أن تصادر أبقارهم.. كل هذا والخرطوم تغط في نومٍ عميقٍ أقصى ما تُعانيه ربما رتق المعيشة الضنك.. الحكومة والسكان المحليون في المنطقة وجّهوا أصابع الاتهام لقوات الحركة الشعبية قطاع الشمال.. فهي الأقرب لموقع الفاجعة.. بينما ردّت الحركة الاتهام في الاتجاه المُضاد.. من السذاجة النظر إلى هذه الكارثة من زاوية الفعل وحده.. فكثيرٌ من الحوادث المُماثلة ربما لا تختلف إلاّ في عَدَدَ القَتلى ومَكان المَجزرة.. لكنّها في النهاية ترسم مسرح جريمة كبير مُمتد على أي متر في السودان لا يزال يُعاني من ويلات الحروب.. وربما الدماء فقط تلفت الأنظار، لكن آلافاً آخرين هم أحياء أموات ولكن لا تشعرون.. أرامل ويتامى وأطفال فاتهم قطار التعليم وخلفهم أجيال أخرى قادمة لا تدري متى ترتاح من أوزار الحرب.. الأمر يتعدّى مجرد فاجعة قتل هؤلاء الأبرياء الرعاة.. إلى قتل أمة كاملة كتب عليها القتال وهو كره لها.. لا تعرف أسبابه ولا نهايته.. كل المتوفر أنّها حربٌ يديرها الساسة بأجندتهم.. وأنّها بلا شك إذا انتهت بالتسوية فستكون بقسمة المناصب والسلطة والثروة بين الأمرين ويُمتنع المأمورون.. يجب إيقاف هذه الحرب الْيَوْمَ قبل الغَد.. لا يجب انتظار مُفاوضات ولا مُقايضات.. فالحرب هنا في المنطقتين يطأ جارتها سُكّان المنطقتين وعلى رأي المثل الشعبي (الجمرة بتحرق الواطيها).. فلتقف الحرب أولاً ثم فليتفق أو يختلف الفرقاء على أقل من مهلهم.. بالله عليكم متى يكون مقتل الأبرياء في بلدي مقلقاً وجالب للهم والحزن الوطني.. لماذا نترك قرار الحرب والسلام في أيدي الساسة وحدهم؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة