في كل مرة يحاول الكويتب عبد الغني بريش الدفاع عن (قضيته!) العنصرية المقيتة فإنه يسئ إليها بالغ السوء ويكشف عن نواح شاسعة من جهل مكين وزيغ مبين. ولا غرو فهذا الشخص الدائش الطائش ذو السهم الرائش لا يجيد إلا فنا واحدا هو فن الإساءة إلى كل هدف يرمي إليه. وفي هذه الوجهة فإنه لم يوفر المقدسات الدينية نفسها من إساءاته الحمقاء. فقد استهدف القرآن الكريم بإساءة باغية إذ قال:" حتى القرآن الكريم لم يحرم الرق بنص أو آية صريحة كما تم تحريم الخمر والخنزير والسرقة والربا بآيات واضحات صريحات". فهو بغروره وتجبره يريد أن يُلزم الله تعالى بما لا يَلزَمه! وسبحان الله وتعالى عما يقول هذا الشخص علوا كبيرا! ومن الواضح أن هذا الإنسان الأحمق عاجز عجزا كليا عن قراءة آي القرآن المجيد قراءة صحيحة بلا تحامل. وعاجز عن أن يرى من الآي القرآني الشريف الحاكم في هذا الموضوع مثل قول الله تعالى:(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) محمد:4. وعاجز هذا الشخص أيضا عن أن يرى ما جاء في بعض أمهات كتب التفسير مثل ما ذكره الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية المحكَمة:" ثم انتم بعد انقضاء الحرب وانفصال المعركة مخيرون في أمرهم؛ إن شئتم مننتم عليهم فاطلقتم أساراهم مجانا، وإن شئتم فاديتموهم بمال تأخذونه منهم وتشاطرونهم عليه". وعاجز هذا الشخص عن أن يرى ما ذكره الإمام القرطبي في تفسير الآية نفسها:" فإما أن تمنًّوا عليهم بعد ذلك بإطلاقكم إياهم من الأسر، وتحرروهم بغير عوض ولا فدية، وإما أن يفادوكم فداء بأن يعطوكم من أنفسهم عوضا حتى تطلقوهم وتخلوا لهم السبيل". ومع عجز أفراد هذه الطغمة المتعدية من الشيوعيين العنصريين عن احسان القراءة وإنعام الفهم فإنهم لا يكفون عن التحرش وإشهار التحدي الذي ما له من معنى. وفي هذا السياق تحداني أحد مشايعي هذا الطغام ممن فاقوه جهلا ورعونة أن أبرز له أي نص ديني غير القرآن كرَّس لمؤسسة الرق فقال:" أورد جزء من أي كتاب سماوي آخر(غير القران) أبيح فيه الرق أتحداك". وقد قبلت منه هذا التحدي اليسير؛ فها أنا ذا أبسط له من نصوص الكتب الدينية ما أباح الرق ومزجه بالعنصرية ودعا إليه على سبيل التحبيذ. وبعض هذا جاء في نصوص العهد القديم، أي التوراة، التي احتوت على دعوة سافرة إلى استرقاق البشر، والتحريض على استرقاقهم، ومن ذلك ما جاء في سِفر التثنية:" حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير والسبي ويستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحدِّ السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك. وكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك فلا تَسْتَبْقِ منها نسمة ما". فأين هذا مما ورد في القرآن الشريف من ضرورة إيقاف القتل عند حدِّه، ثم المنُّ على الأعداء بالعفو عنهم أو طلب الفداء منهم؟! وقد جاء في تشريعات سِفر الخروج وهو أيضا من أسفار التوراة:" إذا اشتريت عبدا عبرانيا، فست سنين يخدم، وفي السابعة يخرج حرا مجانا". وليس يخفى ما في هذا النص من تفريق عنصري حاد بين الرقيق، حيث يفرِّق النص بين الرقيق العبراني ورقيق الأمم الأخرى؛ فإن كان المستعبَد عبرانيا يتحرر بعد أن يخدم سيده ست سنين، وأما غيره من رقيق الأمم الأخرى فلا يتمتع بهذا الحق! ثم يتضح الروح العنصري أكثر سِفر اللاويين حيث جاء فيه:" وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم، منهم تقتنون عبيدا وإماء وأيضا من المستوطنين النازلين عندكم؛ منهم تقتنون ومن عشائرهم الذين يلدونهم في أرضكم، فيكونون ملكا لكم وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم إلى الدهر، وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط عليهم أحد بعنف". فالاسترقاق بهذا النص حكم نهائي على البشر من غير الإسرائيليين! وحتى عندما اتجهت التوراة إلى العتق، أي عتق الرقيق الإسرائيلي، فإنها لم تبال بوحدة الأسرة، وفرقت بين أعضائها، حيث حكمت بأن تحرُّر الزوج لسبب ما، كدفع الدين، أو إعادة المسروق، لا يعني تحررا تلقائيا لبقية أفراد أسرته! وهذا مقتضى ما جاء في سِفر الخروج:" إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات، فالمرأة وأولادها يكونون لسيده، وهو يخرج وحده ولكن إن قال العبد: أحبُّ سيدي وامرأتي وأولادي، لا أخرج حرا، يقدمه سيده إلى الله، ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة، ويثقب سيده أذنه بالمثقب، فيخدمه إلى الأبد". وأما كتب العهد الجديد، أي الإنجيل، فقد أمرت العبيد أن يخضعوا خضوعا تاما لأسيادهم، ولم توصِ السادة بالرفق بعبيدهم. ومن ذلك ما جاء في إنجيل بطرس الذي أمر المسترَقين قائلا:" أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضا، لأن هذا فضل، إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزانا متألما بالظلم". فهذه مقتطفات سريعة من الكتب المقدسة التي يعتقدها اليهود والنصارى في خصوص معاملة الرقيق، وقد جئنا بها لمجابهة تحدي من تحدَّى بهواه وغطرسته العنصرية منطق الحقيقة والتاريخ القائل بأن نصوص هذه الكتب محشودة بمثل هذه النصوص. وهي نصوص لا يمكن أن تقارن بحال بما جاء في القرآن العزيز. ولذا نظن أنها نصوص مدخولة على تلك الكتب السماوية المقدسة. لأن مصدر الكتب السماوية واحد، ولا يمكن أن يتناقض فيأمر باستعباد البشر والإساءة إليهم في التوراة والإنجيل، ثم يأمر بالإحسان إليهم وعتقهم في القرآن المجيد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة