من الاكرم للإنسان ان يحترم ذاته ويثبت علي مبادئه وقناعاته..
قامت الإنقاذ منذ مجيئها علي مبدأ معاداة الغرب بصورة عامة وامريكا بشكل خاص.. وجيشو الإعلام وحشدوا الحشود بأن السودان لغير الله لن يركع..
اغلقوا ابواب السودان وصوروا المشهد بأنها معركة لنصرة دين الله في الارض حتي تخيل البعض ان السودان يمكنه ان يروض امريكا والغرب وانه الرائد في تحكيم شرع الله بين ارضه وسمائه..
في صورة بالية ومتعفنة تدل علي خسته ووضاعته ظل يردد وبلا حياء إن امريكا وعدت بان ترفع الحظر الإقتصادي وانها ستزيل إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفوق ذلك إعفاء ديون السودان.. وذلك بعد إستفتاء الجنوب.. ويتحدث البشير بأنه اوفى بوعده واكمل كل الشروط حتي آل الحال لإنفصال الجنوب.. وامريكا لم تفي بوعودها بل اججت الوضع في دارفور ووعدت بأن الحلول تأتي بعد إستقرار الإقليم وإحلال السلام بنفس الوعود القديمة ..
في مشهد جديد بدأ البشير يجرجر خيبات الامل الذي كان يعقده في تنازله عن مبادئه وإنبطاحه من اجل البقاء في السلطة والهروب من محكمة الجنايات الدولية.. بدأ يتحدث بالمكشوف في اول سابقة لرئيس دولة يقول: انه واثق ان الCIA ترفع تقاريرها للإدارة الامريكية بإستمرار بان السودان خالي من الإرهاب ولا يدعمه..
الثابت والذي لا يفوت علي الإدارة الامريكية إن تعاون حكومة السودان هو تكتيكي ومرحلي لم يأتي بقناعات راسخة وتحول إستراتيجي في المواقف بل نتيجة الضغوط والعزلة الدولية وعصا الملاحقات القانونية للرئيس وكبار مساعديه..
الذي لا يفهمه البشير وكهنته تجار الدين ان الطريق إلي واشنطن لا يمكن ان يكون عبر الCIA ..بل الوصول إلي واشنطن آلياته مؤسسات المجتمع المدني.. فالتعامل معها وإقناعها هذا يعني الجدية والتحول نحو الافضل.. وإحترام حقوق الإنسان هو المعيار في التعامل.. فمؤسسات المجتمع المدني هي التي تعمل علي الارض ورأيها فقط هو الذي يغير المواقف لانها تعبر عن الشعب بشكل مباشر ..
إعتمد النظام علي الكسب الرخيص وبدأ يتعاون مع الCIA ظنا منه انه سيفلح في الخداع ويتمكن من فك الطوق ..وبجهل تام فات علي فطاحلة النظام و كبار "المنظراتية".. ان الCIA جزء من السلطة التنفيذية التي لم يكن الملف اصلا في يدها..
الجدية تعني التحرك في كل المحاور.. وإقناع مؤسسات المجتمع المدني لم يكن بالامر العسير في حال توفرت الإرادة والفهم الصحيح..
في صورة تعكس إستهتار النظام واللا مبالاة التي يتعامل بها غاب بشكل تام عن الدفاع امام المحاكم الامريكية للنظر في إتهام السودان بالضلوع في تفجيرات سفارات امريكية في افريقيا حتي صدر حكم بإدانة السودان.. وسيلتزم السودان بموجب احكام هذه المحاكم بدفع تعويضات بمليارات الدولارات.. و المؤكد إنها ستكون علي كاهل الشعب وسيدفعها من دمه..
فالجهل والإستهتار لا يمكن ان يحدد مصير امة وحياة شعب.. كل الظروف السيئة التي يمر بها السودان هي نتيجة حتمية ولا يتوقع الإنفراج إلا جاهل او مغيب..
إستحكمت الحلقات وظل البؤس هو سيد الموقف واصبح السودان دولة بلا ملامح..
فالتغيير لا يمكن ان يأتي من الخارج او يتنزل علينا بالوحي.. نحن من يصنع هذا التغيير ويجب علي الجميع التصدي لهذا العبث والمشاركة في هبة التغيير الذي دونه الموت بالجوع والمرض والحروب..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة