|
Re: للثورة أوان.. ياتو رصاص ما عقبو خلاص ياتو ز (Re: الصادق حمدين)
|
المشكلة تكمن في أننا نخطأ أيضا في حساباتنا بنفس القدر ،، ونعتقد أن الشعب السوداني اليوم يلتقي بالإجماع في في خندق المعية !! ،، وتلك خاطرة تخالف الواقع جملة وتفصيلاَ ،، وهنالك أسباب كثيرة تفرق الشعب ولا تجمع في بوتقة واحدة ،، والصراع اليوم ليس بين شعب موحد في وطن واحد وبين قيادة تتصف بالعسكرية البحتة ،، ولكن الصراع اليوم في السودان بين حزب سوداني بجماهيره الوفية العريضة مسنود بالقوة المسلحة وبين فرق متنافرة من الشعب السوداني .. كل فرقة تنادي بأجندتها الخاصة .. ولديها مطالبها الخاصة ،، فقد يلتقي الشعب السوداني في المسمى ولكنه لا يلتقي أبداَ اليوم في الأهداف الجامعة التي توثق العروة والوفاق .. ولو كانت الحقيقة كذلك لتم إسقاط النظام منذ سنوات طويلة ،، ولكن الثوابت وأرض الواقع يؤكدان غير ذلك ،، حزب من أحزاب السودان يسيطر على المقاليد .. والحزب ليس مجرد حزب تقليدي يشتكي من قلة القاعدة الجماهيرية ،، ولكنه حزب فكري عقائدي .. حزب معروف بقوة قواعده ،، وكذلك مهروف بقوة الولاء عند المحن . أما ما ذهب إليه كاتب المقال فتلك أحلام طبيعية تجيش في صدور بعض أفراد المعارضة ،، وهي أحلام تتمكن من خبال البعض ثم تتجسد وكأنها حقائق على أرض الواقع ،، وفي الحقيقة هي ليست كذلك ،، ولذلك فإن الأخسرين أعمالاَ هم الذين يحلمون ثم يجعلون من الأحلام قضية من السراب ،، والإنسان الواقعي هو الذي يتخطى سياج الأحلام ويعيش الأوضاع على حقيقتها وعلى سجيتها ،، مقرا بالعجز في حالة العجز ،، ومقرا بالنصر في حالة النصر ،، ثم ينطلق من الثوابت التي تخلق المصداقية في الأقوال والمقالات ِ،، وعندها فقط يكسب الإنسان نوعا من الجدية التي تجلب الاحترام للذات ،، أما مجرد الثرثرة في الفراغ فإنها تقل مقدار الحالم بأي حال من الأحوال .، وتلك صورة نالتها المعارضة السودانية بجدارة منذ عشرات السنين ،، فلم تظهر المعارضة السودانية بصورة المناور الماهر الذي يخوض بالإيجابية عند اللزوم ويخوض بالسلبية عند اللزوم ،، بل هي تلك المواقف السالبة أبد الدهر .. تلك المواقف الهزيلة من البداية للنهاية ،، والمعارك في الساحات ليست فقط مجرد معارك عداء وخصومات مع النظام القائم ،، بل هي ساحات مناورات وأخذ ورد بالقدر الذي يحقق المكاسب ولو بقدر يسير ،، أما حالة التراشق والاقتتال لسنوات وسنوات بوتيرة العداء المستفحل فهي تؤكد إفلاس المعارضة السودانية من أي أسلحة إستراتيجية ذكية في تناول القضايا السودانية المصيرية ،، وشدة العداوة مع النظام القائم أو خفتها لا تخدم الوطن السودان بقدر ما هي تخدم النظام القائم في كل الأحوال !! ،، وتلك صورة دائرية كئيبة تجرى في السودان منذ أكثر من ستة وعشرين عاماَ ،، تؤكد مواقف معارضة فاشلة بمعنى الكلمة .
|
|
|
|
|
|