الـملحمـة النوبية بقلم البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

المقال في بدايته كان مجرد أبيات من الشعر للبروف والشاعر الكبير ( عبد الرحمن إبراهيم ) ،، وبدأ المقال يترحل إلى الصفحات التالية دون تلميحات تذكر مثله ومثل المقالات الأخرى ،، فكان لا بد من إحداث فوضى عارمة حول تلك الأبيات بقدر مخالف للأعراف حتى يتحول المقال إلى ساحة مفاهمة عنيفة بين أبناء النوبة ،، فتمت تلك الضربات الموجعة المتلاحقة .. ضربات كانت لا بد منها في يوم من الأيام ،، وجاءت الضربات موفقة بإذن الله تعالى ،، ونحن سعداء اليوم حين نشاهد تلك الهبة النوبية العنيفة ،، وهي هبة ما كانت لتقوم لو لا تعمدنا في تمرير أطراف الأشواك الحادة فوق الجلود النوبية الخاملة الميتة !!،، حيث الأوضاع النوبية التي كانت بلغت الدرجات القصوى من الخمول والتخاذل ،، وقد تعودت القضايا النوبية ذلك النوع من الدفاع المعنوي التقليدي الذي لا يقدم ولا يؤخر ،، والضرورة اقتضت خلق ذلك النوع من الاستفزاز لكل الأطراف النوبية ،، والحمد الله فإن الرسالة قد بلغت مرامها في نهاية المطاف ،، واليوم نشاهد ذلك الكم الهائل من تلك المداخلات التي شرفت ساحة المقال ،، ولا يهمنا بعد ذلك القيل والقال متى ما تحقق الهدف الأساسي في تحريك القضايا النوبية من المنطلقات السليمة ،، والحماس اليوم يكتسح النخوة النوبية بذلك القدر العاصف المزمجر ،، وعزة الله لو استمر أبناء النوبة المثقفين بنفس المنوال القديم الباهت المتخاذل حيث فقط سلاح الأشعار والأغاني لواصلت في استفزاز المشاعر حتى يصحو الجميع من سبات الغفلة ،، ولكن بفضل الله تعالى فإن أبناء النوبة اليوم سعداء للغاية بذلك الشمل النوبي الذي بدأ يتلاحم عنفواناَ ،، ولا تهمنا كثيرا تلك الإرهاصات الجانبية ،، حيث مناكفات الجهلاء الذين ناكفوا من منطلقات الجهل ،، وحيث مناكفات المتعصبين الذين ناكفوا دون ذلك التعمق في المقاصد ،، ولكن في النهاية كان النصر بالنسبة لنا تلك الوقفات الكبيرة من أبناء النوبة جميعا ،، كما تهمنا وقفات الأذكياء المهرة الذين عرفوا حقيقة المقاصد من تلك الاستفزازات المتوالية المتسارعة ،، ونكرر القول بأن العبرة ليست في مواقف الأفراد فالفرد هو ذلك الجدل الزائل في نهاية المطاف ،، ولكن العبرة الهامة تتمثل في تلك الهبة النوبية الكبيرة بعد طول الغفلة وسبات أهل الكهف !! .