الـملحمـة النوبية بقلم البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد

• لماذا لا تكون غضبتك الكبرى من أجل تلك الآثار النوبية القيمة التي تنهب وتسرق منذ مئات السنين ؟.

• ولماذا لا تكون من أجل ذلك التعدي السافر على كنوز النوبة من الذهب حيث شعوب الأرض التي تنهبها دون رقيب أو حسيب ؟.

• وتلك مناطق النوبة اليوم تفقد سكانها بكثافة شديدة ، وذلك في غفلة المثقفين الذين يهدرون الأوقات في تلك الأشعار .

• ونلاحظ أن غضبتك الكبرى لا تكون من أجل معالجة معاناة الملايين من أبناء النوبة المشتتين في أرجاء العالم . هؤلاء الذين هاجروا من قبــل ، ويهاجرون الآن بكثافة لا مثيل لها .

• وقد أجبرتهم ظروف الحياة القاسية في مناطق النوبة بالهجــرة إلى أرجاء الآخرين .

• وهم هؤلاء الغلابة الذين فقدوا الآمال في تلك الحياة الكريمة بمناطق النوبة .

• وغضبتك الكبرى لا تكون من أجل إيقاف تلك المعاناة التي يواجهها المتواجدون في مناطق النوبة حالياَ .

• ولكن غضبتك تتجلى فقط عندما تظهر العداء لحكومة من الحكومات أو لنظام من النظم في الخرطوم .

• وعندها فقط تظهر تلك العضلات الخائبة حيث الأشعار والتغني بالأمجاد .

• وهو الرياء والإفـك الذي يظهر ذلك النوع من الوفاء الكاذب للحضارة النوبية .

• حيث التغني بتلك الأشعار التي تمجد سيرة وحضارة النوبة .

• وإذا سألت أحد المثقفين النوبيين عن آخر عهده بمناطق النوبة يقول لك كان ذلك قبل أربعة أو ستة عقود خلت !! .

• والخلاصة أن المحنة النوبية ليست محنة مناكفات مع السلطات .. ( فلتسقط تلك السلطات بأشكالها وألوانها ) .

• ولكن المحنة النوبية تتمثل في ذات المثقف النوبي الذي يراوغ بالألفاظ ولا يجاري بالأعمال الجادة .

• وهو يرى أن الاكتفاء بتلك الأغنيات والأشعار وصور النوبة الجميلة تسقط عن كاهله المسئولية ! .

• فنقول له : لا والله .. فإن دور المثقف في أي مجتمع من المجتمعات هو دور أكبر من ذلك كثيراَ .

• دور المثقف حقيقة يتمثل في ورش عمل وتخطيط وتكتيك ومناورات ذكية للغاية تنقذ مناطق النوبة .