|
Re: جيل التضحيات ... جيل شكَّار نفسه وأناني! بق� (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
مقال الأخ ابراهيم جيد في توصيف أزمة الحكم التي لازمت السودان منذ استقلاله وما نتج عن ذلك، بصورة حتمية، من أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية.تأملت في تجرية الدولة المهدية، على قصر عمرها، فوجدت أن طريقة الإمام المهدي في اختيار خلفائه الأربع وترتيبهم كانت نموذجاً يُقتدى في الإيثار واستبعاد القرابة والرحم في مسألة الأولويات، فخليفته الأول من أقصى جنوب داورفور والخليفة الثاني من النيل الأبيض والثالث من خارج حدود السودان، ثم يأتي الخليفة الرابع والأخير فقط ليكون من بني عمومته. نعم نموذج الدولة المهدية لم يصمد ولكن مستوى الوعي السياسي الذي كان عليه الإمام المهدي كان ينبغي أن يشكّل خارطة طريق لجيل التضحيات بما في ذلك النخبة التي أمسكت بزمام الحكم منذ الاستقلال وحتى تاريخنا هذا، بدلاً من تشبثها بالمناصب بغض النظر عن نظام الحكم فهم (مع مَن غلب). أتفق مع رؤية الكاتب في موضوع الهوية وإعتقاده بوجوب إبراز التنوع الثقافي في السودان كحقيقة قائمة، ولكن أختلف معه عند الحديث عن الوسائل المطلوبة وتحديد الجهات المسئولة عن القيام بذلك. في اعتقادي أن السلطة الحاكمة يقع على عاتقها القيام بالخطوات التنفيذية، ولكن هذا لا يعفي دور المجموعات السكانية المعنية في إبراز هويتها الثقافية والدفاع عنها، حيث أن من المعلوم أن هيمنة ثقافة معينة في أي مجتمع ونجاحها في احتلال المكرز الأول على حساب الثقافات الأخرى يأتي لعوامل كثيرة، في مقدمتها القوة الذاتية لتلكم الثقافة وجاذبيتها. ونحن ندرك أن الهوية الثقافية العربية هيمنت على الواقع السوداني منذ آماد بعيدة مستفيدة من جاذبية اللغة العربية (واللغة هي المحرك الاول للثقافة) باعتبارها لغة القرءان، وبالتالي نجاحها في اكتساب المزيد من الرقعة الجغرافية على حساب اللغات المحلية التي تساقطت بصورة تلقائية منذ ما قبل السلطنة الزرقاء والمسبعات وممالك الفور.. لذلك لا أعتقد أن توجيه كل اللوم في مسألة الهوية لطبقة الحكم في المركز يكون صوابا بصورة مطلقة.التحية..
|
|
|
|
|
|