|
أحمد الذي إخترع الساعة ؟؟ أم الساعة التي إخترعت أحمد ؟؟ بقلم سارة عيسي
|
10:12 PM Oct, 17 2015 سودانيز اون لاين سارة عيسي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
من اراد أن يعرف شيئاً عن الشخص الذي إخترع الساعة سوف يضيع في أضابير التاريخ ، هذا الأمر يعود لمئات القرون ، وليس المهم هو إختراع الساعة ، بل المهم ربط دقاتها بحركتي الشمس والقمر ودراسة فروقات التوقيت من بلد لآخر ، ولكن لو زعمنا أن الساعة اخترعها شخص واحد ، فلا أعتقد انه لاقي حقه من الضجيج والرواج والتهافت ، وأعتقد اننا ظلمنا المخترع الأصلي وعاقبناه عبر الأزمنة وحقب التاريخ ، والساعة التي أمامنا هي ساعة المراهق أحمد التي جلبت له كل هذه الضجة والشهرة ، وانتهى به الأمر من ضيف في البيت الابيض إلى متسول في قصر البشير الرئاسي ، من مواطن في دولة تعتذر لشعبها وتكرمه إلى بائع ود لطاغية يقتل الأطفال والنساء ، لكن التطور السريع لهذا الحدث وأحمد يخدم لوحة العلاقات العامة في أمريكا وتركيا والسودان ، لم يسال أحد عن نوعية الإختراع الذي جلبه أحمد للبشرية ، فهل يا ترى كنا في هذه المدة نجهل قيمة الوقت ولا نعرف شيئاً عن قياسه حتى هب الطفل أحمد المخترع من العدم لينقذنا من هذا الضياع ، الإعلام الأمريكي لم يعر الإختراع شيئاً ومجمل ما قاله أنه ساعة منزلية إلكترونية ، وعلى ما أعتقد أنه مثل ذلك النوع الذي تبيعه الصين بالطن لدول العالم الثالث ، والمخترع أحمد عندما دخل غيابت القصر الجمهوري لم يعرض إختراعه على الرئيس البشير ، ولا أعتقد ان الرئيس البشير يهتم بمثل هذا النوع من الإختراع ، فالزمن المهم للرئيس البشير هو خمس سنوات يقضيها في الحكم ثم يُعاد إنتخابه ، ولا أعتقد أن ساعة المخترع أحمد يُمكن أن تحسب لنا بالثواني كم حكم الرئيس البشير السودان ، وكم عدد الناس الذين يقتلهم في كل ثانية ، فالأمر برمته كان إستغلال لحادثة يحدث مثلها مئات المرات في السودان ، بل كان التجنيد القسري لتغذية حرب الجنوب كان يشمل من هم في شاكلة مخترع الساعة أحمد الصافي ، والشهيد مصطفى ميرغني والذي كان يطل في برنامج ساحات الفداء لم يتجاوز عمره العشرون عاماً . وأنا أتفق مع الجميع أن والد الطفل أحمد قد إستغل حادثة إبنه اسواء إستغلال ، ولم يبق له إلا أن يذهب لكوريا الشمالية ويتصور مع كيم إيل سونغ (الإبن ) سعياً وراء الشهرة وجني المال ، والسؤال هو هل صحيح أن المشير البشير يرعى العلم ويهتم بتطوير الإختراعات في السودان ؟؟ الجواب طبعاً لا ، فالرئيس البشير هو من أخترع ثورة التعليم العالي وقام بإحالة المئات من أساتذة الجامعات للصالح وذلك من أجل توطيد الحكم ، ثانياً المخترع أحمد لو سلمنا جدلاً بانه صنع شيئاً يفيد البشرية فإنه فعل ذلك بسبب توفر الإمكانيات في بلاد العام سام ، ووجود شئ إسمه بيئة تعليمية صحية لم تقصي أحمد بسبب لونه أو معتقده الديني ، فطائرات المشير البشير تغير على المدارس وتسقط حممها على التلاميذ في جنوب كردفان . توجد في أمريكا سمة إسمها الضمان الإجتماعي وقادة مجتمع يعتذرون لمن يغلطون في حقه . لكن الأهم من موضوع الساعة ، ومن الذي اعطى الطفل أحمد المغمور هذه الشهرة والإهتمام ؟؟ فالفضل يعود لكل من اسامة بن لادن والخليفة ابو بكر البغدادي ، فمن يشاهد موقع سحاب للقاعدة أو وكالة أعماق لتنظيم الدولة الإسلامية يستطيع أن يرى أطفال مسلمين في عمر المخترع أحمد يلبسون الأحزمة الناسفة ويتدربون على إطلاق النار ، هذه هي العبقرية التي أنجبت الخوف من كل مسلم ، وهذا السبب هو الذي دفع السلطات الأمنية في أمريكا أن تكون اشد حذراً في التعامل مع الاشياء المريبة ، إذاً الفضل لا يعود لإختراع الساعة ولكن الفضل يعود لمن أخترع داعش وبرنامج ساحات الفداء ، يقول والد الطفل أحمد : إن إبنه استهدف في أمريكا لأنه سوداني ومسلم ، هكذا يبيع الأب هذه البضاعة الرابحة في السودان ولكنها لم يقلها لساكن البيت الأبيض ، فالأب المخادع يبيع بضاعته حسب الطلب في كل بلد ولكنه بذلك يهزم الذين ناصروا قضية إبنه والذين تعاطفوا معه ، فالسودان ليس هو جنة العلم والإختراعات ، فمنظمة رعاية الطفولة كتبت في تقريرها أن سبعة آلاف طفل يتعرضون للإعتداء الجنسي في كل شهر ، وهناك ألفا قضية تنظر فيها المحاكم عند كل شهر ، هذا هو سودان المشير البشير ، بلد بلا شعب ، وإنسان بلا مستقبل. سارة عيسي
أحدث المقالات
- تجربة الأستاذ الصحفي و الروائي / فايز السليك و دار أدال للنشر بقلم إبراهيم إدريس 10-16-15, 03:56 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- أين إختفت الجمال في مرحلة الغار من الهجرة النبوية؟ بقلم مصعب المشـرّف 10-16-15, 03:53 PM, مصعب المشـرّف
- الموت او الوطن بقلم احمد ويتشي 10-16-15, 03:46 PM, احمد عبدالرحمن ويتشي
- آخر نكتة (مطعم ليالي الخرطوم بالليل)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-16-15, 03:43 PM, فيصل الدابي المحامي
- ثورة القدس .. ثورة الدولة الفلسطينية المستقلة بقلم طارق أبو محيسن القيادي في حركة فتح 10-16-15, 03:42 PM, طارق أبو محيسن
- انتفاضة جيل أوسلو هل تعيد الإعتبار المفقود؟ بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمارك 10-16-15, 03:40 PM, حسن العاصي
- أيها السوريون يجب أن تموتوا .. وتُشردوا !!! هكذا يقول العالم!!! بقلم موفق السباعي 10-16-15, 03:38 PM, موفق مصطفى السباعي
- حربائيات نظام الخرطوم الإخواني بقلم الفاضل عباس محمد علي 10-16-15, 02:11 PM, الفاضل عباس محمد علي
- حكاوي امدرمان 2 بقلم شوقي بدرى 10-16-15, 02:06 PM, شوقي بدرى
- رثاء لأهل الوفاء الشهيد خالد اسرائيل بقلم فيصل السُحــــــيني 10-16-15, 02:04 PM, فيصل عبدالرحمن السحيني
- الحكومة تفتح بلاغ ضد حمار!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-16-15, 02:00 PM, فيصل الدابي المحامي
- قصة فكرين ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-16-15, 01:56 PM, الطاهر ساتي
- إسرائيل تفتح بلاغ ضد حمار فلسطيني!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-16-15, 05:37 AM, فيصل الدابي المحامي
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (7) انتفاضة المدية والخنجر والسكين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-16-15, 05:14 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- مصر وانتقام الحمير بقلم جاك عطالله 10-16-15, 05:12 AM, جاك عطالله
- الهجرة إقامة دولة 2 بقلم ماهر إبراهيم جعوان 10-16-15, 05:09 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- يُخرج الانقلاب من الثورة: دراما ما قبل مايو 1969 بقلم عبد الله علي إبراهيم 10-16-15, 01:25 AM, عبدالله علي إبراهيم
- مرحبا اكتوبر الأخضر بقلم سعدية عبد الرحيم الخليفة عبد الله 10-16-15, 01:21 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحوار السوداني : المؤتمر الوطني يحاور توئمه المؤتمر الشعبي بقلم ايليا أرومي كوكو 10-16-15, 01:17 AM, ايليا أرومي كوكو
- بروفيسور إسماعيل الحاج موسى مغفل نافع ام طبال الرئيس . 7+7 بقلم محمد القاضي 10-16-15, 01:15 AM, محمد القاضى
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|