|
Re: قوت المواطن وجنون الأسعار إلى أين ؟ بقلم ن (Re: نور الدين مدني)
|
الأخ الفاضل / نور الدين مدني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : غلاء الأسعار بلغ حداَ جنونياَ في هذا البلد العجيب .. والشعب السوداني يكتوي بنيران ذلك الغلاء الفاحش المبالغ .. والأعجب في الأمر أن الأقلام حين تناول موضوع الغلاء في السودان لا تجتهد بالحلول المطلوبة العاجلة التي تنقذ الأوضاع المتردية .. ولكنها بطريقة مريضة للغاية تلجأ لتلوم الشعب السوداني على واقع الأحوال .. فهي تهتم بالنواحي السياسية أكثر من اهتمامها بالواقع المعاش .. وكالعادة تركز على الحيثيات والمواقف .. فمن الأقلام من تقول : ( يستاهل الشعب السوداني ) .. الصابر والساكت على نظام البشير .. وطبعاَ الغاية من تلك العبارة هي غاية سياسية بالدرجة الأولى حيث المطلوب إسقاط النظام .. وليس المطلوب تخفيض الأسعار .. وكأنهم يوهمون الشعب بأن الأسعار سوف تنخفض بمجرد سقوط النظام .. وتلك كذبة كبيرة للغاية .. وقد مر الشعب السوداني بتجارب إسقاط النظم العسكرية الهالكة المقيتة مثل نظام البشير .. ومع ذلك لم يحدث إطلاقاَ ذلك المطلوب من الرخاء في السودان في يوم من الأيام لا في ظلال الأحزاب ولا في ظلال النظم العسكرية المستبدة كما هو الآن . فإذن تلك النغمة الممجوجة تعد تحصيل حاصل ولا تخرج الشعب السوداني من عنق الزجاج .. والعلة الأساسية تكمن في إنسان السودان وفي الأخلاقيات السودانية التي تدنى يوماَ بعد يوم .
لا بارك الله في نظام البشير القائم المتسلط .. ولا بارك الله في تلك الأحزاب المهلكة المترقبة المترصدة .
• الدول التي تتنعم بالرحمة والبركة تجري فيها سنن الحياة العادية الكريمة . • حيث اليسر بعد العسر . • وحيث الضيق أحياناَ والفرج أحياناَ . • وحيث الشدة أحيانا والرحمة أحياناَ . • وحيث الغلاء أحيانا والرخاء أحياناَ . • إلا في هذا السودان ، حيث الضيق بعد الضيق . • وحيث الشدة بعد الشدة . • وحيث الويلات تلو الويلات . • وحيث العذاب تلو العذاب . • وحيث الغلاء تلو الغلاء .
• ولم يحدث في تاريخ السودان بعد الاستقلال أن سعر سلعة من السلع أو قيمة خدمة من الخدمات انخفضت بعد أن ارتفعت ، فذلك من سابع المستحيلات .
• أما في بلاد الرحمة تتراوح أسعار السلع بالارتفاع والانخفاض يومياَ حسب التكلفة والربحية المعقولة .. فيوميا تتبدل أسعار السلع المعروضة نزولاَ أو طلوعاَ .. فنجد في أرفف المحلات التجارية السلعة بالسعر كذا .. وفي اليوم التالي نجد سعر نفس السلعة قد تبدل نزولاَ أو ارتفاعاَ .. وبطريقة مريحة جداَ للمستهلك قد تتواجد السلعة الواحدة في الأرفف بأسعار متفاوتة ،، السلعة بقيمة الأمس والسلعة بقيمة اليوم .. وللمستهلك حق الاختيار .. وعندها تتجلى أخلاقيات الأمم الحميدة حيث مراعاة الأمانة في إنصاف المستهلك .. أما هنا في السودان فمن المستحيل أن يسمح التاجر للمستهلك أن يستفيد من سعر الأمس المنخفض مهما كانت ظروف المستهلك .. بل كالعادة ذلك الطمع وذلك الجشع وذلك الحقد حيث الاجتهاد في بيع السلعة بأعلى الأسعار ثم تركيع المستهلك المغلوب على أمره .
• وطن فيه النفسيات هابطة ورغبات الجشع هي السائدة .. نفوس تنال السخط من القاصي والداني .. والكل يجتهد في استغلال واصطياد الآخر .. وعندها نجد العلل كامنة في نفوس الناس قبل أن تكون كامنة في تلك القيادات . وقبل أن تكون كامنة في تبعات السياسات الحزبية أو السياسات العسكرية ،، مرضة كامنة في نفوس التجار السودانيين وليست لها صلة بالأوضاع المتمثلة في الساحة .
|
|
|
|
|
|