|
Re: رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية بقلم د. بخيت (Re: بخيت النقر البطحاني)
|
مقال في غاية الوزن والقيمة ،، يدخل في إطار تلك الكنوز المفقودة في هذه البلاد ،، والمدفونة في أعماق الأقليات المخلصة من أبناء هذا البلد المنكوب ،، والمقال يمثل رسالة مقدسة وعالية بذلك العلو والرفعة ،، ولكنها موجهة صوب جهة فاقدة الأهلية ،، وموجهة صوب جهة لا ترى ولا تسمع ولا تظن ،، موجهة صوب جهة هي في غيبوبة عن حقائق الأحوال ،، موجهة صوب جهة محاطة بالسياج التي تمنع وصول الأنوار والأفكار ،، وحتى لو انعدمت وأزيلت تلك السياج فإن الشخصية المراد ليس بتلك النخوة الوطنية الكبيرة الواعية ،، بل مجرد إنسان أمكنه الحظ أن يكون في الواجهة في يوم من الأيام ،، والمعضلة الكبيرة في هذا السودان أن أصحاب العقول الواعية الكبيرة من أبناء الوطن في السنوات الأخيرةَ يتواجدون في الأرصفة وفي نطاقات الهوامش !!،، والإنسان السوداني العادي اليوم يتألم حسرة وكمدا حين لا يجد قطباَ واحداَ سودانياَ بذلك القدر العالي من الكفاءة الوطنية العالية ،، ذلك الحلم الكبير الذي يقود السودان ويقود الأمة السودانية لبر الأمان ،، وهنا نجد رسالتك موجهة لجهة دون طموحات الأمة كثيراَ ،، حيث لا نحس فيه تلك النخوة الوطنية الصادقة العالية ،، ولا نحس فيه ذلك القادر المؤهل اللبق الذي يجيد الحسابات ،، فهو مجرد راقص غائب يفني اللحظات بالكيفية التي تكون !! ،، يرى الأحوال بحماقة أهل الجعل حين تحركهم الحماسة ،، وتلك السمات بعيدة جداَ عن المطلوب في قائد السودان الذي يفترض فيه الوقار والاتزان ،، والأكثر من ذلك المطلوب فيه تلك المهارات العالية في إدراك الخفايا ورسم مسارات البلاد المستقبلية ،، نريد في السودان ذلك القائد المحنك الذي يفاجئ الشعب كل مرة بالمخططات الجديدة التي تتقدم بالبلاد خطوة تلو أخرى ،، نريد ذلك القائد الذي يفاجئ الأمة السودانية بالابتكارات التي لا تخطر في خاطرة الإنسان العادي أبداَ ،، لقد كل ومل الشعب السوداني من حالات الواجهات التي تفرضها الظروف دون تلك المؤهلات والمقدرات الذهنية العالية ،، لا نريد بعد الآن ظاهرة الدراويش ،، ولا نريد حلقات الممدوحين والمادحين والراقصين ،، فتلك صور ومظاهر تليق بإنسان العصور الوسطى ،، ولا تليق مع روح العصر والتقدم والحداثة .
|
|
|
|
|
|