|
Re: الأصوات المناطقية.. القواعد تنتفض ضد المؤتمر الوطني..! - بقلم يوسف الجلال (Re: يوسف الجلال)
|
لا تعليق إطلاقاَ ،
الأخ يوسف الجلال ، تحية وبعد :
ثلاثة فئات هي التي تتحكم في مسار المسألة برمتها إذا تعمق المرء : الفئة الأولى : ( الفئة الملتزمة ) . وهي الفئة المنتسبة نظامياَ لحزب المؤتمر : تلك الفئة المتطرفة الحريصة للغاية ، والتي لا تعرف مراجعة الحسابات أو التراجع في كل الأحول ، فهي ملتزمة بشروط الحزب في السراء والضراء ، وبالنسبة لها فالأمر مسألة حياة أو موت .. وبالمناسبة تلك الفئة منتظمة في تحركاتها للغاية وتملك الذكاء الشديد في المناورات . وعند ساحة الصناديق لا يتوقع أحد أن تكون أصواتها للآخرين ، والجاهل من يتجاهل أو يستهين بالعددية الكبيرة لتلك الفئة في معظم أرجاء البلاد . بالرغم من أن تلك العددية لا تفوق عددية الآخرين إذا تواجد الآخرون في الخندق الواحد ، وذلك من سابع المستحيلات .
الفئة الثانية : ( فئة الجمهور الكبير ) : تلك الفئة التي يشير إليها قولك ( أن المؤتمر الوطني موعود بصيف انتخابي ساخن ) ، وهي الفئة التي تمثل النسبة الغالبة في المجتمع السوداني : تلك الفئة المحايدة التي أفرزتها تجارب السنوات ما بعد الاستقلال ، وهي قد كرهت الانتماء لمحاور الأحزاب أو لمحاور العساكر أو لمحاور البيوتات حين وجدت نفسها مهضومة ومظلومة في كل الأحوال ، وبالتالي نجدها لا تميل شغفاَ لفكرة الانتخابات نفسها سلباَ أو إيجابا ، ولسان حالها يقول : ( سيبك من تلك المهزلة التي ليس من ورائها إلا الهموم والغموم ) .. وماذا يفيد المواطن العادي حين يقف في الصفوف ليعطي صوته لطرف من الأطراف وهو يعلم جيداَ أن الحياة لن تكون إلا المزيد من أحوال الجحيم ؟؟ . ومع ذلك فالتجارب السابقة أثبتت أن تلك الفئة التي تمثل أغلبية الأمة السودانية يمكن كسب عطفها وميولها عبر طريقين لا ثالث لهما : الطريق الأول : العزف على شعار تطبيق شرع الله وحدوده في البلاد ، فالأمة السودانية تحب ذلك الاتجاه كثيرا وكثيراَ ، ومن أكثر المواقف التي أفقدت الأحزاب السودانية أنصارها هي تلك المواقف حين نافقت في موضوع الشريعة الإسلامية ، تلك الأحزاب بغباء شديد حاولت أن توجد الإسلام مجرد شعار لكسب الأصوات ثم كانت تتهرب حين تتملك الزمام !! ، فهي بذلك النفاق فقدت المصداقية لدى الجمهور العام الذي يضع مسألة العقيدة الإسلامية فوق كل الاعتبارات ، وكما أسلفنا فإن الجهة الذكية في حزب المؤتمر تجيد المناورة حيت تستخدم ذلك السلاح ، وتعرف جيداَ كيف تعزف على أنغام الشريعة الإسلامية في كسب الأصوات ، وفي الصناديق هنالك من يتقدم ليدلي بصوته ليس حباَ في ذلك الحزب ولكن إبراءَ للذمة أمام الله . والطريق الثاني لكسب ميول وعطف أغلبية الأمة هو طريق الوعود بالرخاء والعيشة الكريمة والأمن والصحة والتعليم والتعمير وتلك الأمنيات الكثيرة ، وفي ذلك الجانب قد فقد الإنقاذ كل المصداقية ، وتلك هي القاصمة التي سوف تضر بالإنقاذ كثيراَ في ساحة الصناديق ، وهي الحقيقة التي توافق جوهر مقالك أعلاه .
الفئة الثالثة : ( فئة المعارضة السودانية وأتباعها ) : تلك الفئة هي أكثر الفئات السودانية هشاشة وضعفاَ ، فئة لا تملك الذكاء في أجندتها . ولا تعرف الثوابت في مواقفها ، فئة مترددة في كل قراراتها ، وكالعادة سوف تميل لتلك الوقفة السلبية المعروفة حيال الانتخابات , وسوف تعلن المقاطعة ، وحجتها هي تلك الحجة المعروفة للصغير والكبير حيث أن الانتخابات سوف تزور نتائجها . وحينها سوف تدور الدائرة كالعادة لتمر السنوات عجافاَ على الشعب السوداني . ولو كانت تلك المعارضة ذكية وفعالة وقوية لخاضت معركة الانتخابات بجدية وبشراسة شديدة تحت ضمانات ورقابة دولية تمنع التلاعب والتزوير .. أعين ولجان دولية تراقب الإجراءات من الألف للياء في كل صغيرة وكبيرة .. وعندها لو فازت فإنها قد نالت مرادها .. ولو أخفقت فإنها على الأقل تكون في الخانة السليمة التي تمكنها من إعادة حساباتها ، وفضح أوراق الآخرين .. تلك هي الخطوات الذكية المطلوبة من المعارضة السودانية وليس التهرب كل مرة بحجة التزوير ، وهنالك من يستفيد كل مرة من تلك الوقفة السلبية التي تعني عدم الثقة في مقدرات الذات ، فالمعارضة السودانية تفقد الشجاعة في الاقتحام بجرأة مع الخصم ، وذلك هو العيب في الساحات منذ أن تمكن الإنقاذ ومنذ أن تخاذلت وتفككت المعارضة .
وفي المحصلة كل تلك الهرجلة لا تهم المواطن السوداني إذا كان الأمر لمجرد تسابق الحصين في مضمار السباق ، ( حيث العبرة في النهاية في عدد الخبز في الكيس ومقدار الانخفاض في قيمة الكيس ) . !!!!!
واحد زهجان !
|
|
|
|
|
|