|
Re: كلنا في حاجة إلى إستيكة.. بقلم نورالدين مدني (Re: نور الدين مدني)
|
..........................................................................بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / نور الدين مدني . تحية طيبة لكم وللقراء الكرام .
ضحكت كثيراَ من قصة ذلك الأب مع ابنه وقصة الصفحة البيضاء !! .. والحقيقة الماثلة الواقعة في حياة الأزواج اليوم لا تتماشى مع تلك النظرية التي توحي بالمثالية والأحلام القرمزية .. فصفحة الحياة الزوجية في عالم اليوم تتلون تلقائيا وتتوالد المشاكل فوقها بنمط الخلايا السرطانية .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون بيضاء خالية من التلوث ولو استخدمت مليون استيكة !! .. ولو جلس ذلك الابن يكتب ثم يشطب طوال حياته فلن يصل في يوم من الأيام لتلك الصفحة الناصعة البيضاء !! .. ونصيحة الأب بالقول بأن إزالة المشاكل الزوجية تعيد الصفحة بيضاء من غير سوء فرية خالية من الصدق .. لأن الحقيقة لا تطابق الواقع .. فعندما يشطب المرء بداية السطر يجد الكتابة قد بدأت في نهاية السطر !! .. وعندما يشطب المرء نهاية السطر يجد الكتابة بدأت في أول السطر .. وتظل المشكلة قائمة شطب وكتابة إلى ما لا نهاية !! .. ويظل الحلم يراود الأنفس لرؤية تلك الصفحة بيضاء خالية ولو في العمر مرة .. بمعنى إذا عولجت مشكلة من المشاكل الزوجية إلا وكانت في الانتظار مشكلة أخرى بالمرصاد !! .
أما النصيحة الغالية للمقبلين على الحياة الزوجية نأخذها من حكمة تقول : إياكم أن تظنوا الكمال في أنفسكم .. فكل طرف من أطراف الشراكة الزوجية فيه محاسن الصفات وفيه عيوب الصفات .. وحتى تنجح تلك الشراكة بالقدر العالي من النجاح يجب على كل طرف أن يقبل بالمحاسن ويعفو عن العيوب مهما كان مقدارها .. وقبل ذلك يجب أن تقر الأطراف بعيوبها ولا تدعي غير ذلك .. لأن معظم المشاكل الزوجية دائما تستفحل عندما يصر طرف من الأطراف بأنه كامل وليس فيه أي عيب من العيوب وأنه لا يخطأ وأن الطرف الأخر هو ذلك الموبوء .. في الوقت الذي فيه أن أي إنسان في الوجود لا يخلو من الشوائب في الطبع .. فلا يدعي المرء الكمال في كل الصفات .. فهو قد يرى ذلك ولكن للآخرين أحكام .. ثم من النصائح الغالية للمقبلين على الحياة الزوجية إياكم وملاحقة النقاش عند وقوع الخلافات .. فيجب إيقاف الحوار فوراَ حتى تهدأ النفوس .. لأن ملاحقة الحوار والنقاش والنفوس في حالة الغضب والثورة تزيد الاشتعال ناراً على نار .. وتمكن كيد الشيطان .. فالكلمة بالكلمة والسب بالسب والعناد بالعناد تعني الكارثة الكبرى والويلات .. وهنالك أيضاَ ملاحظة هامة : فإن سكوت طرف من الأطراف عند الغضب بقصد الحكمة قد يفسره الطرف الآخر بأنه استهزاء به أو بأنه طناش له .. أو يفسر بأن ذلك ضعف في الجانب الملتزم بالصمت فيواصل المشادة .. وكل ذلك يحدث في حالة أن النفوس تجتاحها الغضب الشديد .. وأنها لا تتعامل مع ذاتها بحكمة . كما يجب على أطراف الحياة الزوجية أن تتوقع حدوث الخلافات في وجهات النظر من وقت لآخر ولا تتوقع الوفاق التام في كل الأيام .
أما استخدام حكمة الأستيكة في حياتنا السياسية فهي حكمة عالية في الظروف الحالية التي نمر بها .. ونؤيدكم بشدة حين تنادي بنشر ثقافة السلام والتسامح والوفاق .. وقد جاء الوقت لنخرج من عنق الزجاج ونعيش كباقي العالم في ظلال الإخاء والمودة والرخاء والنماء .. وقد ملت الأنفس من ضيق الأحوال والظروف التي تعانيها الأمة منذ استقلال البلاد .. جاء الوقت لنترك الخلافات ونتجه للبناء والزراعة والتصنيع .. ونواكب العالم المتقدم من حولنا في كل المسارات .. وحيث الوحدة الجازمة في مركب السودان .. والوطنية الصادقة في الانتماء .. وتشابك الأيدي في إخاء دون غل أو أحقاد .. وحيث الكل في السراء والضراء على قدم المساواة .. وحيث الخيرات التي تغطي الجميع بعدالة السماء .
|
|
|
|
|
|