|
Re: يظل دكتور الترابى والمؤتمر الشعبى هم الحركة الاسلامية (Re: د.محمدزين العابدين–الخرطو)
|
خسر العالم الإسلامي وأهل السودان كثيرا ومن قبله خسرت الحركة الإسلامية بالسودان يوم أن أبعد الشيخ حسن عبد الله الترابي من سدة الحكم. من المعلوم تأريخا أن أهل الفكر والتجديد قل ما يجود الزمان بهم,فقد عاش أصحاب رسول الله والتابعين ردحامن الزمان علي نطاق فكره في تنزيل الدين القيم علي أرض الواقع,فكان أصحابه متبعيين ومجددين بما إقتضي الحال,وخلف من بعدهم من ساروا علي نهج الإتباع والتجديدمن الإئمة الكرام ومن غيرهم من أصحاب الفكر والمدارس الإسلامية الحية المتبعة والمجددة.فإن أحصينا في التأريخ الإسلامي القديم والمعاصر سنجد أهل الفكر والتجديد قلة مقارنأبأعداد المسلمين الهائلة من المتبعين والحافظين والناقلين. وعليه لا تلام حركة الإسلام في السودان ولا في غيرها من أنحاء العالم إن كان فيها مفكرا ومجددا لا نظير له في عصره مثل الشيخ الترابي,فقد إقتضي الحال أن لا يكون من مثله كثر. ليس ماكتبت مدحا ولا غزلا من حواري غشيم لشيخ طاغي ولكنه صوة للحق يأبي الإيمان أن يخنقه. إختلف الناس وأتفقوا علي كيفية إعتلاء الحركة الإسلامية لحكم السودان برضاء من بعض أهله وسخط من آخرين.فحملت سنين حكم الإنقاذ كما هائلا من التغير الإيجابي والسلبي في الوطن والمواطنين أعجب الكثيرين فتغنوا به وأغضب الكثيرين فأبوه ولعنوه. ولما كان كل أمر يؤخذ ويرد فإني اري في أمر الحركة الإسلامية وقائدها والإنقاذ ورئيسها ما يلي: أولا: إعتلاء الحركة الإسلامية لسدة الحكم في الدولة كان خطاء بدءا يجب الإعتراف به والتوبة عنه مع الإحتفاظ بحق القائلين من أنه كان ضرورة تأريخية ملحة. ثانيا: الحركة الإسلامية وأفرادها قبل وفي فترة الإنقاذ كانوا من صلب شعب السودان, ومن جميع قبائله وأصقاعه, ومن أوسط أهله فكرا وموقعا,ومن أعلاهم تعليما وتدريبا, فكانوا بذلك الأكثر تأهيلا لإدارة شئون البلاد فنجحوا في ما لا حصر له في رفعة الإسلام والوطن والمواطنين وفشلوا أيضا في تحقيق الكثير من القيم الإسلامية والإنسانية التي تهم الوطن والمواطنين. ولا يخفي أيضا أن النجاح والفشل معا لم يكن من أفراد الحركة الإسلامية علي حدة,فقد كان بأسباب من جميع أفراد الشعب السوداني والعالم من حوله ولكن لابد من نسبته للحركة الإسلامية لأنها قادة المسيرة عنوة. ثالثا:النجاح دائما ينظر إليه علي أنه واجب أداه من من هو قائم عليه, ولكن تظل عقول البشر وأعينهم مسلطة علي المنقصة والفشل وعندها أقول أن الشيخ الترابي قد حمل معظم المسؤلية فيما فشلت فيه الحركة الإسلامية من تحقيق قيم الحرية وبسط العدل طوال عهد إدارته لها في الفترة ما قبل خروجه من دائرة الحكم, فلماذا رضي بسيطرة الحركة الإسلامية علي الدولة طوال عشرة سنوات وهو يعلم أنها إمام جبري, ولماذا إستنفر أفراد الحركة والشعب السوداني لحرب الجنوب من غير دراسة موضوعية ونقاش مفتوح لأسباب هذه الحرب وغاياتها المرجوءة, ولماذا فتن شباب الحركة الإسلامية والكثير من أفراد الشعب بشهوة المال والسلطان ولم يجعل من دونهم رقيبا صارما وسلطانا رادعا حتي لا يسقطوا فيفسد عليهم دينهم ودنياهم وآخرتهم. ولماذا لم يطلق الحريات بكل منابر الإعلام حتي تكون رقيبة علي فاسد التخطيط والتنفيذ والأخلاق. كل هذا أول ملام عليه هو الشيخ الترابي وإن كان ذلك لا يعفي كل القائمين والمتنفذين من لوم ومسؤلية واضحة. وأخيرا: لا خير في دنيا فيها الإسلام مكبل,ولا خير في وطن من غير حركة الإسلام.فيا قادة أمة الإسلام المتنفذون بالسودان أجمعوا صفكم , وأقبلوا بشيخكم,وأطلقوا الحرية لوسائط الإعلام وحثوها لكشف ما فات عليكم من خلل خلال سنين حكمكم , وحاسبوا كل من أخطي ,وردوا المظالم لأهلها وأجعلوا عقوبة من أخطي كفارة له عسي أن تكفيه عقوبة يوم العدل الأعظم,ثم ردوا الحكم لأهل السودان ليختاروا من يشاؤون من بينهم لحكمهم, وقدموا أنفسكم لهم وقولوا أخطأنا بأن أتينا لحكمكم سابقا علي ظهر دبابة والآن قد عدلنا , وأخطأنا ثانية بأنا لم نشع قيم الحرية والعدل والمساواة كما ينبغي وقد عدنا لها تايبين.فإن إخترتمونا فهذه فتنة جديدة لا نعتزلها,وإن أبيتمونا فذلكم حقكم وأنتم وما أخترتم ولاكنا لن نبرح ديننا ولن نترك حركة إسلامناوتجديد فكرنا فعساه المولي يغفر خطأنا ويقبل عودتنا.
|
|
|
|
|
|