نحن أبناء وبنات الختميه..

Quote: وجع الحروف وحدي في فيلا مولانا الميرغني ..وهيبة ورهبة اللقاء !! نادية عثمان مختار في صالة كبار الزوار بمطار القاهرة الدولي كان حشد من رجالات الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي ، وأركان السفارة السودانية بالقاهرة على رأسهم السفير عبد المنعم مبروك ومكتب المؤتمر الوطني بمصر على رأسه رئيس المكتب كمال حسن علي وكذلك عدد كبير من الوجوه المصرية لمسئولين مصريين جئنا وجاءوا جميعهم لإستقبال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني القادم من المملكة العربية السعودية حاملاً حزنه على فقد شقيقه الأصغر السيد أحمد الميرغني !! وعند وصول السيد الميرغني تدافع الجميع باتجاهه لأداء وأجب العزاء و (شيل الفاتحة) في الوقت الذي تراجعت فيه أنا للوراء خطوة ثم إستجمعت شجاعتي الأدبية وتقدمت لإلتقاط بعض الصور للتغطية الصحفية التي جئت من أجلها بجانب وأجب العزاء ، وللحقيقة فإنه مثلما للموت هيبته وللحزن نبله فإن للسيد الميرغني ( هيبة) ووقار شديد يكسو ملامحه بجانب مسحة الحزن التي ملأت عينيه وفاضت على تقاطيع وجهه الذي بدأ مرهقا وشاحباً بعض الشئ ! وسار الموكب الكبير في عدد من السيارات الى فيلا ( طيبة) بمدينة مصر الجديدة إحدى أرقى أحياء القاهرة حيث يقطن مولانا السيد الميرغني وفي تلك الفيلا الكبيرة لم يكن ثمّة وجود لإمرأة غيري في المكان كله فجلست خلف عامود ومن أمامي جلس عشرات الرجال المعزين حيث لا فواصل بين حكومة ولا معارضة ولا أحزاب فالجميع في حضرة الحزن والموت سودانيين ليس الإ ..!! ومن خلف ( عمود ) خرصاني في قاعة الفيلا كنت التقط الصور واتأمل وجه السيد الميرغني دون أن يرآني .. وكنت اسأل نفسي ماسر ( الربكة والخوف) التي تنتابني عند رؤيتي لهذا الرجل بالذات في حين أنني أداهم جميع السياسين الآخرين دون تردد والتقط لهم الصور وأخذ منهم التصريحات بلا وجل ولا رهبة ؟!! وبالرغم من أنني لست إتحادية ولا ختمية ولا أنتمي الإ للسودان الوطن حزباً وعرقاً ولوناً وعشقاً الإ أن نقاشاً دار بعد العزاء مع بعض الاصدقاء حول إحساسي بـ ( هيبة ) مولانا السيد محمد عثمان الميرغني التي أستشعرها تبعث ببعض الـ (رهبة) تسري في نفسي من مجرد إطلالة الرجل ونبرات صوته المميز أبان لي ماينتابني من مشاعر ربما كان منبعها ومرجعها ان مولانا السيد الميرغني هو شيخ الطريقة الختمية ورجل السجادة في المقام الأول ولهذه المكانة قدرها العالي حتى في نفس من لا ينتمي للطريقة وشيخها ولكنه الإحترام الذي تربينا عليه لمثل هولاء الشيوخ قد يكون هو السبب !! وللسيد الميرغني من المريديين والحيران الذين تدافعوا لتقبيل يده في تجلة وإحترام حين وصوله للقاهرة مايجعله محاطاً في اعتقادي بهذه الهيبة الدينية والهالة النورانية التي لم يمحها دخوله الى ظلمات دهاليز السياسة التى سميت بـ ( اللعبة القذرة) فالختمية والاتحاديين وكثير من السودانيين لايرون ان السياسة قد دنّست بقذارتها عباءة السيد الميرغني كما لم تدنّس من قبله عباءة شقيقه الراحل أحمد علي الميرغني الذي طاف نعشه أرجاء البلاد كاحد الأبطال الاسطوريين ولم يُقال في حقه من الجميع الذين نقّبوا مآثره الإ كل خير .. فحقا شتان بين سطوة (السجادة ) وصولجان السلطة ..! سلام منويا العزيزة