الصحفي "مؤيد شريف" يتعرض لملاحقات الأمن السياسي..هل ننتظر حتى تقع الفاس في الراس؟؟!

Quote: نقولها ولو علي الرقاب السيوف مؤيد شريف يقول أهل الحرب أن الحرب نوعان : حربُ صحراء تكون فيها الغلبة لمن يسيطر علي أبار المياه ، وحربُ غابات وأحراش يكسبها من يملك النصيب الأكبر من الدهاء والخبث والقدرة علي التخفي . وأرض دار فور خليط من سهل صحراوي منسدل وممتد وأشبكة من أحزمة غابية . وكان أن جاءت الحرب فيها علي النمطين أو الشاكلتين ؛ فالماء في دار فور عزيز مطلوب والغابة فيها رزقٌ لهم ومعاش .. الأبار أُستهدفت بالردم بعد أن أُستخدمت كـ(مصائد للفئران) يُنتظر أن تقترب منها ( الفرائس ) حتى يبدأوا في القنص القبيح! . والغابات أُجتثت إجتثاثا حتى أن اللون الأخضر هناك صار مقتصراً علي بذاتهم العسكرية وملالاتهم المتجولة ،،، أصاب الناس العطش وخوت البطون ، فلم يكتفوا بذلك : بل مثلت الهجمات المنظمة والليلية أبشع أفظع ما يمكن أن ترصده في أي حرب كانت ! ، فالنار تُشعل ليلاً في (قطاطي) القش والحصير سريعة الإشتعال فيضطر الضحايا للإندفاع خارجا ، نصف عراة ، كبارا وأطفالا ونساء ، يملأهم الفزع والخوف ليبدأ من بعد القنص والبعج والتمثيل ! حتى بالأطفال !! وتُغتصب النساء أمام أزواجهن والقاصرات منهن قبلاً وأمام ذويهن !! ،، أن من قاموا بهذه (الأفعال) الشيطانية يدفعهم شيءٌ غامض !، إذ أن الرغبة في طرد (المنافس) والسيطرة علي أرضه ، لا يمكن ان تُخلف هذه الدرجة من العنف وكل هذا التقتيل (القبيح) وتُريق كل هذه الدماء !! ، التنافس التاريخي علي الأرض ومصادر المياه لا يمكن أن ينتج كل هذه الفظاعات !، أن ما يدفعهم ، ربما ، (خوف) و (رعب) عظيمين بُثا فيهم ، وتحولا ، من بعد ، الي رغبة "مجردة" في القتل وإراقة الدماء ، قد لا يستطيع ، حتى من أطلقها ، كبح جماحها ! ، وبعد أن أعملوا آلة قتلهم الشيطانية في ضحاياهم العزل والآمنيين ، كوموهم وحشروهم في معسكرات للنزوح علي أرضهم وخارج وطنهم .. أن من عجبٍ مؤلم ومُؤشر ذابح أن الحرب اللبنانية الأهلية ، وعلي الرغم من تعدد أطرافها وإتساع نطاقها ودخولها قلب الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ، لم تُخلف ، وخلال خمسة عشر عاماً متصلة من القتال والقنص والتفجيرات ، (سوى) 100.000 ضحية من جميع الأطراف ، أما في دار فور المذبوحة فخمس سنوات أُزهقت فيها ما يزيد عن 300.000 روح ! ، ، ، والموت هناك لا يقتصر علي من تُنتزع أرواحهم غدرا ، بل يشمل حتى الأحياء الأموات ؛ فهل نُسمي من قُتل زوجها وأطفالها أمام ناظريها ومُثل بهم وتبارى المعتدون ، من بعد ، في إغتصابها هتكاً وظلما ، فهل يستقيم تسميتها بالحية!!؟؟ ،، الله أعلمُ بحالها إلا أنها عندي جسداً بلا روح ، فالروح ينزعها الألم ، والظلمُ يطوي النفوس ويقبرها حيةً ، والله فوق كل معتدٍ.. الذين أغمضوا أعينهم أمسكوا عليهم أقلامهم عن مأساة الضحايا في دارفور ويواصلون حتى اليوم إغماضتهم برفض العدالة ، أيا كان نوعها ، للضحايا ، إنما ، بوعي منهم أو استغفالاً، يُؤججون للشحن الطائفي والفتنة العرقية الكارثية ، فالعدالة هي الشرط الأول والأساس لكل وطني غيور ومتحرر من قيود النفس وأهواءها ، لا يريد للسودان فتناً أو تشتتاً وتفتتا ، أما أصحاب الحاجات فهم لا يرون أبعد من بطونهم ومصالحهم الذاتية ، ولا يهمهم أن يقمطوا الحق ويدافعوا عن الظلم البين والجلي ، ويعمقوا ، بالنتيجة ، شروخ وجراحات المجتمعات السودانية ، ويُحيلوا بلادنا بنفخهم وشحنهم الطائفي والعرقي الي رماداً لا تجد الرياح منه ما تذروه ! . النابهون قالوا ويقولون أن النظام أخطأ مرتان : أُولاهما عندما كانت تحقيقاته ومحاكماته لا تعكس حجم الأحداث التي وقعت ، فبدا وكأنه راض وقائم علي الأمر ، والثانية عندما أحال الخدمة المدنية كلها لخدمة حزبية ونزع عنها صفتها القومية مما أضعفها ونزع عنها أيضا الثقة الداخلية والخارجية _ كما أن النظام لم يستفد من إمكانية القيام بمحاكمات (إندماجية) والمجتمع الدولي ، وهو مبدأ مُقر في لائحة المحكمة الجنائية ، وكان من خلاله أن تتحقق العدالة داخلياً وإن بمساعدات فنية دولية .. وليعلم أن المسؤولية الوطنية تكمن في عدم التضحية بالكل من أجل الجزء ! ، وإن كان الجزء مما (يليك) ، فالحق عنده لا يُراعى إلاً ولا ذمة ، والعدالة ( علي أي شاكلة جاءت ) إن ضُيعت فعلى السودان السلام ، والتاريخ علينا حسيباً وشاهدا ، من من غمط وألحن ، ومن جهر حقاً بحق وفك إسار الخوف ، وأوفى الضحايا شيئا يسيرا من حقهم علينا بأن نسعى كل السعي ، وإن وضعت السيوف علي الرقاب ، لكشف المعتدين وإنزالهم منزلتهم التي يستحقون .... ( الله أحق أن نخشى) http://moyed-sharif.blogspot.com/2008/12/blog-post_12.html