يا للهول : إنشاء بحيرة صناعية في خور أبو عنجة !! فلتدق نواقيس الخطر إذن

Quote: http://www.rayaam.net/articles/article14.htm بحيرة أبو عنجة كارثة كدت أذهل -دار رأسى- ثم ترنحت وانا أقرأ على صفحات الصحف تصريحات معتمد ام درمان، حول مشروع بحيرة أبو عنجة الصناعية. أول نقطة يقول المعتمد: ان المعتمدية سوف تقوم بتصحيح مسار الخور بحيث لا يتجاوز عرضه ثلاثين متراً. واوضح ان المعتمدية خالية ذهن تماماً عن تاريخ وواقع خور أبو عنجة الموسمى، فهو في مواسم فيضان النيل حين يجاوز احياناً حد المعقول يصبح هذا الخور كارثة تطيح بكثير من البيوت حوله. والناس يتذكرون حتى الآن فيضان العام 1946م الذى حطم الرقم القياسى، حيث اطاح بكثير من البيوت، وتمدد حتى بلغ سوق الموردة شمالاً. وهذا الخور ليس مجرى لفيضان النيل فقط، وإنما أيضاً مجرى للسيول الكاسحة من السهول الواقعة غرب امدرمان، وهى سيول عاتية كثيراً ما تأتى فجأة بسرعة الصاروخ، نهاراً أو ليلاً، حتى وإن لم تكن فى ام درمان كلها نقطة مطر. والناس يؤرخون بـ«عام السيل» ويقصدون به العام 1924م، حين كان ارتفاعه، كما يقولون، يجاوز سقوف البيوت، وعليكم ان تتصوروا فداحة الكارثة يومها! والسؤال: أليس وارداً تكرار حدوث فيضان للنيل كالذى حدث العام 1946م، وكذلك تكرار سيل كالذى حدث العام 1924م؟ والنقطة الثانية: تقول المعتمدية انها سوف تصحح مسار الخور بحيث لا يتجاوز عرضه ثلاثين متراً، أى بمعنى حصره فى مجرى ضيق، وإذا حدث شئ من ذلك كيف تضمن المعتمدية ألا يجاوز ارتفاع مياه الخور، وارتفاع مياه السيول، الى حدود لا تخطر ببال المعتمدية، ومن الذى سيدفع الثمن الباهظ لهذه الكارثة؟ والنقطة الثالثة: تقول المعتمدية: بعد حصر المجرى فى ثلاثين متراً ستقام فى المساحة المتبقية «طبعاً أمام بيوت الطين» حدائق ومنتزهات وكمان فندق خمسة نجوم!! فيا لها من خطة رومانسية لا مثيل لها فى تاريخ السودان، وهى ان دلت على شئ إنما تدل - على أحسن الفروض- ان القائمين على هذا الأمر ابتدعوا هذه الخطة الرومانسية لا فى حالة صحو ويقظة، وإنما هم فى حالة نوم حافل بالاحلام الوردية. والنقطة الرابعة: من اين للمعتمدية المال الكافى لتنفيذ هذا الحلم الوردى المستحيل، وسكان المعتمدية يشكون لطوب الأرض من شح الخدمات الضرورية التي ينبغى ان تقدمها لهم؟ ربما يداعب خيال المعتمدية الآن انها بهذا المشروع قد اشاعت الفرحة فى قلوب سكان هذه المنطقة وما جاورها، وجعلتهم يرقصون طرباً، ويتبادلون التهانى بهذا التكريم الذى اختصتهم به معتمدية امدرمان، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث هم الآن فى مأتم لا ينقصه غير نصب سرادق جمعياتهم الخيرية، وتلقى التعازى سواء بالحضور شخصياً أو على الاقدام والعربات، او من الاحباب فى امريكا وبريطانيا ودول الخليج وغيرها، عبر الموبايل، والفاكس، والانترنت.