(BRAKING NEWS)(الطيران المدني يناقش سحب الAOC من سودانير)

Quote: باسمك اللهم نبدأ حديث الشفافية عن محنة سودانير لقبيلة مهنة الطـيــران وجميع أهالي السودان ( لاخير فينا إن لم نقلها ولا خير في كل من يرفض الاستماع إليها ) تقول الحكمة القديمة الباقية أبداً ، بدلاً من أن نلعن الظلام علينا الاجتهاد المخلص والدءوب لإيقاد شمعة ، ولكن وللأسف الشديد فإننا في السودان وخاصة الغالبية العظمى من قبيلة المثقفين قد أدمنوا لعن الظلام واكتفوا بالبكاء على الأطلال ، والانغماس فيما لا يفيد ولا ينفع من لهو برئ كان أو غير برئ ، كلعب الورق والدومينو ، وجلسات الأنس التي لا تنتهي في ضل الصباح وعندما ينزوي هذا ينتقلون إلى ضل العصر ، وإن تجرأت وحاولت أن تحرك فيهم ساكناً للمساهمة في قيادة المجتمع ، ينعتونك بأنك مترف ومرتاح ، وليس لديك مشاكل وبالدارجي الفصيح راجل فايق وما عندك موضوع ). اخترت تلك المقدمة التعميمية لأنني أعتقد بأن الدراما التي أنا بصدد التعرض لها وسردها في هذا المقال هي مثال واحد يتكرر في كل شرائح المجتمع السوداني بكل مهنه وقطاعاته ومنشأاته. فعندما كانت الخطوط الجوية السودانية تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي تغتال إصراراً وعمداً تحت قبضة الفساد السياسي والإداري والمالي خلال الأعوام الماضية ، كانت هنالك أهم شريحتين من أعمدة صناعة الطيران ، ألا وهما فئتي الطيارين والمهندسين(جويين وأرضيين)،يتم تهميشهما تماماً في مواقع اتخاذ القرار الفني على حساب العمولات والمصالح الذاتية. ومثلنا مثل بقية الفئات المهنية الأخرى كنا قد عانينا من فراغ تشريعي ولمدة عامين وذلك بعدم إصدار قانون لتنظيم تكوين الإتحادات المهنية ، وعلى الرغم من قناعتنا التامة بأن قوانين النقابات والإتحادات السابقة والمعدلة حالياً ، قوانين غير ديمقراطية أبداً، وإنها أداة صريحة لتكريس الشمولية وهضم حقوق العاملين ، فلكننا كنا نبحث عن أي صيغة كانت لتنظيم أنفسنا لنكون قادرين على المساهمة بإبداء الرأي والمشورة والمشاركة في إقالة عثرة سودانير المفترى عليها. وكان قد فرض علينا أن يتم تمثيلنا أو بالأحرى التمثيل بنا بواسطة الهيئة النقابية الفرعية للخطوط الجوية السودانية والتي تتبع للنقابة العامة لعمال النقل البري والجوي والمواصلات العامة ( منتهى الاشتراكية والمساواة ... ويا سلام على التمكين !!! )، وهذه الفرعية الغير منتخبة والتي جاءت على أحسن الفروض ببدعة الإجماع ألسكوتي الإنقاذية،لم تفعل شئ ولم تحرك ساكناً إلا بعد أن تم مؤخراً إلغاء جميع الوظائف بسودانير ولحق بهم رأس السوط كما يقولون ، في حين كانت تلك النقابة الموقرة تعلم تماماً حقيقة الفساد الإداري والمالي وخاصة في مجال تأجير الطائرات بأطقمها وملاحيها في الوقت الذي فيه خمسة وسبعون بالمائة وأحياناً مائة بالمائة من الكوادر المؤهلة من الطيارين يقبعون في منازلهم ويصرفون رواتبهم الأساسية قرابة العامين ، وعندما فقدنا الأمل فيهم فتجمعنا نحن الطيارين والمهندسين الجويين مع إخوتنا المهندسين الأرضيين بنادي الطيارين بالحديقة الدولية بالخرطوم في شهر مارس من هذا العام وفوضنا لجنة من القياديين الطيارين والمهندسين لتتحدث باسمنا وتقابل المسئولين نيابة عنا وتنقل مقترحاتنا ورؤيتنا الفنية للمساهمة في حل أزمة الناقل الوطني، فوجئنا باستدعاء عناصر الأمن لقيادة تلك اللجنة حيث تم توبيخهم وإنذارهم ثم أمرهم بعدم التجمع أو التحرك إلا من خلال الهيئة النقابية الفرعية للعاملين بسودانير , وهكذا تم إجهاض محاولتنا المخلصة للمشاركة في الحل. هنالك أمران هامان هما اللذان حفزاني لكتابة هذا المقال وأولهما يتعلق بإجراءات تكوين الإتحاد المهني العام للطيارين السودانيين والتي جرت فعالياته الأسبوع الأخير من أغسطس الماضي بعد أن تم الإعلان أخيراً عن صدور قانون تنظيم الإتحادات المهنية لسنة 2004م , وأرجو هنا أن ألفت نظر القارئ الكريم بأن هذا القانون قد صدر بقرار جمهوري وتمت إجازته بواسطة المجلس الوطني على أن يعمل به من تاريخ التوقيع عليه والذي كان متضمناً التعديلات المجازة منذ تاريخ 23/ربيع أول 1425هـ الموافق 12/مايو/2004م ولم يعلن عنه مكتب مسجل عام تنظيمات العمل إلا في الأسبوع الأخير من أغسطس المنصرم وفي نفس الوقت مع الإعلان الانتخابي لإجراءات تكوين المجلس التنفيذي للإتحاد , فإنني في الحقيقة أجد صعوبة في افتراض حسن النية الذي لازم هذا التوقيت والذي جاء بعد أن تم إلغاء وظائف جميع العاملين بالناقل الوطني بقرار وزاري لم يكن موفقاً أبداً .. !! والغريب في كل ذلك أن المسجل العام أثبت بأنه قيصرياً أكثر من القيصر نفسه حيث أن الذي أعلمني بخبر هذه الإجراءات وقبل نشر قائمة الناخبين بيومين هما اثنان من الشباب المحسوبين على تيار الإسلام السياسي وهما الأخوين الطيارين فيصل خلف الله ساوي وعادل كباشي وقد شرفوني بزيارتهم لي في منزلي المتواضع وهم يعلمون تماماً توجهاتي الاشتراكية واختلافي المنهجي والمبدأي مع تيار الإسلام السياسي ولكنهم يعلمون أيضاً بأنني لا أخلط السياسة بالشئون المهنية , ولقد جاءوني بمبادرة كريمة لتوحيد كلمة الطيارين في هذا الوقت العصيب الذي يواجه صناعة الطيران في السودان والذي يحتاج بشدة لتوحيد الجهود ونبذ كل الخلافات لترقية المهنة ولقد اتفقا معي على أن نتقدم بقائمة توافقية تضم جميع ألوان الطيف من خمسة عشر عضواً لتكون المجلس التنفيذي لقيادة الإتحاد المهني العام للطيارين السودانيين على أن تفوز بالتزكية ولقد اتفقنا على أن يكون هذا المجلس مجلساً انتقالياً ومهامه هي صياغة نظاماً أساسياً دائماً للإتحاد وعقد جمعية عمومية قانونية لجميع الطيارين السودانيين لإجازة النظام الأساسي ومن ثم يقدم المجلس استقالته ويستمر كلجنة تمهيدية وانتخابية لإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية ، ولكن وللأسف الشديد فلقد تم إجهاض هذه المبادرة الكريمة ، أولاً بواسطة الذين أدمنوا لعن الظلام فقط ، وآثروا الجلوس على هامش الأحداث ، واكتفوا فقط بانتقاد الإسلاميين ، والذين على الرغم من اختلافي معهم ولكنني أحترم فيهم إيجابيتهم وإخلاصهم لمبادئهم وقناعاتهم مهما كان رأينا فيها فهم يعلمون تماماً ماذا يريدون وماذا يفعلون ولا يجلسون على مقاعد المتفرجين. فلقد رفض الذين اخترتهم ليكونوا معي في المجلس من غير الإسلاميين بحجة أن الإجراء غير ديمقراطي !! على الرغم من أني شرحت لهم تماماً الاتفاق الذي ذكرته سابقاً ، فكانوا في ذلك سلبيين للغاية وأضاعوا فرصة جيدة لتوحيد كلمة الطيارين.