الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: استنساخ المهجر (Re: ودقاسم)
|
.. . الخرطوم أيضاً تذخر بامسيات طيبة .. وشيقة .. ندوات .. وحفلات ..وليالي من الفرح والصخب منتديات ثقافية وابداعية .. بين مركز راشد دياب .. وعبدالكريم ميرغنى .. والفرنسي وجامعة الخرطوم والاحفاد وكل مراكز الابداع الثقافي والفكري .. التى تستمد نشاطها من اناس حباهم الله بصنع الجمال وعشقه .. الخرطوم مدينة يملاءها الضجيج والحبور .. والفرح .. بالخرطوم جلسات ولقاءات .. ترسم على شواطئها (الكئيبة الفقيرة ) حله زاهية من الود والوئام والفرح .. تجمعك الخرطوم بشخصيات لا تمل منهم .. يتحدثون ويقهقون بلا رقيب ولا حسيب .. ليس لهم بطاقة عبور ولا رسوم جوازات ولا كروت خضراء .. فقط هويتهم انهم تحت ظلال وطن يسمى السودان .. يستمتعون .. ويتندرون .. ويدور بينهم حديث لا يمل ولا يفتر يقتلون به رهق العيش وضنك الحياة .. واكاذيب الساسه وووعود القادة .. الذين يستخدمون مصلحات الشغلانه والنفاج .. لتبرير قصورهم .. وقصورهم .. وزيادات اسعارهم وقتل ابناء الوطن . . – نقطة سطر جديد - اليوم في الخرطوم لا يكفي .. نعم .. يضيع بين العمل والسعي للرزق .. وماتبقي لوصل صلات الرحم والإستمتاع بما جادت علينا به تلك المدينة .. الشخصيات .. المنتديات .. والملتقيات .. بالخرطوم اناس فرحون سعداء - برغم انهم فقراء – يكفيهم انهم بين شواطئ الازرق الهادر والابيض الهادئ ..وتلك البيتشات الوضيعة والجناين الفسيحة .. الخرطوم مدينة مرهقة ولكنها ممتعة.. لا تقارن بذلك الجفاء والجفاف والموت البطئ فى ارض نجد والحجاز .. ولا تقارن بالتسكع فى شواطئ الجميرا..والاسكندرية وميامى بيتش – التى رايناها على شاشات البلورية ووقنواتهم الفضائية .. الخرطوم ازدحمت ولكن لا تقارن بزحمه السير فى شوارع طلعت حرب وعبدالخالق ثروت وعدلي والشيخ زايد .. الخرطوم تغادرها ولا يمض شهر الا تشتاقها ..وتلك الوجوه الكاحله .. المغبرة .. الكادحة وهذا حقاً امر غريب .. الخرطوم تمنحك جلسات سمر .. امام نادى التنس .. وقيف البحر .. وخزان الجبل .. فتلتقي .. ود قاسم ونوبي .. ومنى وناذر و البطل .. وقد تفأجك باسماعيل التاج والملك فى مطعم ( لذيذ ) او احمد حنين وأنعام ونابري فى راشد دياب .. الخرطوم مواقف .. تمتعك بتلك المواقف الطريفة ..المحزنة..المعبرة عن المعاناة تستعجب لتلك النبرات الساخرة .. والمترعه ايضاً بالفرح بين جنباتها .. الخرطوم مدينة ( وسخه ) ولكنها نظيفه القلب والضمير .. الخرطوم مدينة حية الضمير وان مات الضمير فى بعض ابنائها المستحدثين المستلبين إغتراباً وابتعاداً .. الخرطوم تود من يستوعبها لتستوعبه ..يتحمل هجيرها وشظف عيشها وارهاقها .. الخرطوم مدينة رائعة .. ممتلئة بالحياة والإبداع .. لكنها تريد من يفهمها ويترجم مداخلها ومخارجها .. ويعرف كيف يعشق جمال نيلها وليلها ,, ولمن يحيل نهارها الحار الى مساء رائع.. الخرطوم تحتاج بعض الشرفاء .. المخلصين .. الحادبين عليها .. ليعيدوا تنظيفها وتنظيمها لا يبغون مالاً ولا جاهاً ولا سلطاناً .. فقط حباً وعطاً لها وللوطن ..
وشوف جمال النيل والخرطوم بالليل .. ليس وهم ولكنه واقع لمن يتحسسه ..
دمت ودام الوطن وكرش الفيل؛
|
|
|
|
|
|
|
|
|