|
الخرطوم من الجهة الغربية
|
وأنت تدخل الخرطوم من مدخلها الغربي قادما من المهندسين ، عبورا بكبري الفتيحاب أو الكبري الجديد كما يسميه الناس هنا ، يتلقاك النيل الأبيض بترجاب العاشقين .. يقدم لك حزمة من نسماته . الخضرة في الجزيرة التي انحسر عنها النيل بدت لي وسيمة كسبقان فاتنة انكشف عنها سترها ... يا للهول ، هل قلت فاتنة ... لا بل هو الفتنة ذاتها ... بقرات سمان لا تعرف أنت من الذي أتى بها هنا .. وزروع شبّت فجأة وكأنها كانت مزروعة منذ القدم تحت الماء ... وفي وسط الجسر أقيمت حديقة أطلق عليها أصحابها ( مزن بيتش ) ولا أعلم إن كانت مملوكة للدولة أم لأفراد .. لكنها فكرة رائعة بالرغم من أنها تخلط بين القديم والحديث .. أنا شخصيا وددتها أن تصبح مثل الجزيرة الفاخرة التي أقيمت في الخليج على الجسر الذي يربط بين البحرين والسعودية ... ولا شئ يمنع إن أردنا وأخذنا أمرنا مأخذ جد ... ثم تأتيك الغابة ، حضراء ، ظليلة ، وجميلة ... تتمنى أن تجد وقتا كافيا تقضيه متجولا بين أشجارها ... ومباني شاهقة قامت هنا وهناك ... أعرف بعضها وأجهل بعضها ... لكني سمعت الناس يتحدثون عن هيئة الأركان ، وبمك السودان و موبيتل ، وهناك الهيلتون ... الخرطوم جميلة .. لكنها تنتظر من يمد لها يدا سخية ليمنجها جمالا فوق جمالها ... الخرطوم مدينة يمكن أن يأتيها السياح من كل بلاد الدنيا إن نحن بذلنا جهدا صغيرا في تزيينها ...
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|