|
أمي/ ابراهيم عبد العزيز عثمان-جامعة قطر--الدوحة
|
أمي
إلي ذكري الوالدة زينب سيد يوسف نوبية من أرقو بشمال السودان. غطت وجهها الأسمر ست شلوخ طوال كأعمدة معابد الفراعنة القديمة.كانت تمثالاً مجسداً من الحب والوفاء والصبر والمعاناة. وفي ذكراها أحيّ كلَ أمٍ تواصل البذل والعطاء.
مهلاً أيها الساعي
لا تَعْجَل بإبداعي
تَمهّل! خذ رسالاتي
إلي عالمنا الآتي
إلي أمي! إلي أمي!
لها حبي وقُبلاتي
إليها أشكي من همي
آلامي وآهاتي
تَغنّي أيها الساعي
لكي لا تَسمع أنّاتي
وأشدو من حَناياك
أبياتاً من أشعاري
وإذا ما طَال مَسراك
تَذكّر كلَّ أسراري:
شَذراتٌ من التبرِ
تَضئ في سَنا فجرِي
عَصرتُ فيها من عمري
خمراً سَرَّ سُمّاري
عَزفتُ فيها أوتاري
بلحن بنات أفكاري
*****
تَمهّل أيها الساعي
لا تَعجل بإقناعي
فقلبي غَير مُلتاعِ
لعهدِ البؤسِ من عمري
فلا تعدو ولا تجري
ودَعنا نَسكُبُ الماضي
أقداحاً من الخمرِ
لعلّي بها أنسي
سُفنَ الهمِّ والمرسي.
حكاياتٌ عن الجنِّ
تسليني بها أمي
تَزيلَ الهمَّ عن همي
إذا ما الليلُ قد أمسي
وتُذكِي الفكرَ في فكري
بأشباحٍ من الوهمِ
أجسادٍ بلا عظمِ
كلونِ الليلِ والفحمِ
وأنام الليلَ من خوفِي
خالِ البطنَ والجوفِ
علي الجوعِ علي الصبرِ
حتي مطلع الفجرِ
****
مهلاً أيها الساعي
غَنِّي اللحنَ إيقاعي
أشدو الحبَ من شعري
وبشِّر أُميَ بالخبرِ
خيالاتِك هي إبداعي
برغمِ الجوعِ والفقرِ
حكاياتك هي إشباعي
رغم قساوةِ الهجرِ
إذا ما غَنّت الريحُ
ورقصَ البرقُ بالمطرِ
إذا ما ناحت الوَرقاء
علي غُصنٍ من الشجر
فيا أمي، ويا أمي!
مَهدُ الظلِّ في عمري
أنت كوامنُ الصبر
شذراتٌ من التبرِ
تضئ في سنا فجرِي
غَزلتُ منك يا أمي
نسيجَ الحُبِ في فكري
حناناً في دمي يجري
وشوقاً في عُري شعري
فمهلاً أيها الساعي
لا تحتار في أمري
فقلبي اليوم مُلتاع
إلي أمي إلي أمي
مهدَ الظلِّ في عمري
حنانا في دمي يجريِ
وشوقاً في عري شعري
ابراهيم عبد العزيز عثمان-جامعة قطر-الدوحة [email protected]
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|