|
Re: عنف البادية .. وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبد الخالق محجوب (Re: خالد العبيد)
|
التقط الدكتور حسن الجزولي مسؤولية صعبة عصية بتأريخ الأيام الحاشدة الأخيرة في حياة السكرتير السياسي والتي انتهت إلى اعدامه وهو صامد ليس ساخط، محب لشعبه فيه واثق وليس قانط. ويحمد جداً للدكتور أنه عرف مهمته بدقة منذ اللحظة الأولى والتزم بها طيلة سرده حيث أثبت أنه ليس بصدد كتابة سيرة حياة السكرتير السياسي وإنما يختص حصراً بأحداث الأيام الثلاثة التي هي عمر انقلاب 19 يوليو 1971م متتبعاً ما كان من أمر عبد الخالق محجوب. اختار الدكتور لكتابه عنواناً من صك عبد الخالق نفسه في وصف الهجمة الضارية التي تعرض لها الحزب الشيوعي السوداني عام 1965م كيداً بربرياً بطرد نوابه من البرلمان واغلاق دوره وتدميرها واستهداف عضويته، وذلك بحجة ما بات يعرف بحادثة معهد المعلمين العالي شتاء عام 1965م. وقد أصاب سداداً في اختياره عنواناً يفضح بين كلمتيه ما تراكب على الحزب الشيوعي من كيد لنسفه كامل النسف وافناءه مادياً ومعنوياً، ومن ذلك اغتيال قياداته وبينهم سكرتيره السياسي بغياً سياسياً بغير حق بعد محاكمات انتقامية. المطلع على تاريخ الحزب الشيوعي والحركة السياسية في السودان يعرف لا بد تفاصيل كثيرة عن مجازر 1971م. لكن ما قدمه حسن الجزولي يعتبر إضافة فوق ذلك بجمعه كماً هائلاً من المعلومات التاريخية من مظانها المكتوبة والشفوية، حيث أفاد من الكم الكبير المتفرق من الكتابات حول الموضوع بما في ذلك وثائق الحزب الشيوعي المنشورة في هذا الخصوص، بالإضافة إلى اجتهاده جمع شهادات شفوية عبر مقابلات شخصية وتلفونية مع معاصري تلك الفترة، وصانعي أحداثها، والمقربين من السكرتير السياسي حزبيين وسواهم. حصيلة هذا الجهد كانت عمل توثيقي من الطراز الأول سد كثيراً من الثغرات في تاريخ أيام الفتك الثلاثة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|