الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: ناس الكاملين تعالو لي بي جاي (Re: هشام حامد العبيد)
|
تحياتي
ومازال الحب والعشق لمدينة الكاميلن يتدفق كحبات عقد منفرط يبحث عن من يجمعه من هنا وهناك وصلتني عبر الايميل هذه الرسالة التي يروى صاحبها تلك الايام الخوالي التي عاشها في الكاملين
اليكم ما كتب
أخي الحبيب / هشام تحياتي وسلام من الله عليك وعلى أسرتك الكريمة ورد الله غربتكم وغربة جميع أهلنا في جميع فجاج الأرض ومضاربها للإنجليز مثل ترجمته للعربية تقول : مهما شرقت أو غربت فلن تجد خير من وطنك ـ وربما وُجدت له ترجمة أكثر دقة ـ عندما كنت في السودان قبل خمسة أعوام ،كنت أرى أنه لا جدوى منه ولا فائدة تُرجى من وراء المكوث على أرضه ـ فقد كانت هذه رؤية عامة لكثير من الشباب وقتذاك وما زال البعض متمسك بها وربما تطرف البعض في نعت السودان بصفات على شاكلة البلد ( الهامل ) أو الميت سريرياً ـ ولكن ما أن وطئت قدماي أرض مصر حتى عرفت يقيناً قبمة هذا الوطن القارة ، ومع أن مصر لا تختلف من حيث تركيبة سكانها ومن حيث الثقافة ومن حيث الأديان عن السودان ،وكما يقول مدمنوا الترحال أن مصر هي الوطن الأول / الثاني بالنسبة للسودانيين ، رغم أنني عرفت مصر قبل أن أشد الرحال إليها من خلال أهلنا المصريين الذين عاشوا معنا بالكاملين ومات بعضهم على أرضها إلا أنني لم سريعاً ما قررت العودة إلى وطني الصغير الكاملين وبت أُدير أمري كل حال وأذكر أهلي وهم بالسودان ، ولعل أكثر ما أرقني وزاد من شجوني زكريات ليالي السمر برابطة خريجي وطلاب الكاملين ، وذكرياتنا بنادي الكمال ذلك النادي التاريخي الذي قام بتأسيسه الإمام عبد الرحمن المهدي ـ طيب الله ثراه ـ ومع أن أهلي في الغالب متشيعين لنادي العصمة وهو النادي الثاني من حيث التأسيس ، وقد قام تحالف بين إدارة النادي وبين خلفاء الطريقة الختمية في مرحلة من المراحل وعلى حسب ما سمعت أن الخلفاء كانوا يدعمون هذا النادي وبالمال والبنين ، حيث أن أبناء الأنصار يمارسون رياضة كرة القدم في نادي الكمال ويقيمون فيه الأمسيات الثقافية والبرامج الإجتماعية ، وأبناء الختمية يقومون بذات الأنشطة من خلال نادي العصمة ، ومنذ صغري وجدت ميلاً لنادي الكمال ـ قد يكون بسبب أن والدي كان قائد فريق الكمال في مرحلة من المراحل ، وقد يكون لإرتباطي منذ صغري بجامع الأنصار والذي له في حياتي قصة يطول شرحها ففي هذا المسجد إتصلت بأشياخنا الدكتور / جابر حامد حسين إمام وخطيب المسجد والأستاذ مهدي أحمد يوسف ـ وهو فيلسوف وأديب متمكن ، والأستاذ / إبراهيم عبد الكريم والشيخ / عبد الرحمن جوتار ، ولا أكون قد بالغت أن قلت أنني تلقيت في مسجد الأنصار وفي مدرسة الأفندي الثانوية من العلوم والمعارف ما كان يصعب علي الحصول عليه في مكان آخر ، ولعل أكثر الذكريات التي تجلب الأشواق وتجدد الشجون ذكرياتي في المدرسة الثانوية بالكاملين ، فقد كانت علاقتنا بأساتذتنا فيها متطورة لدرجة لم أجد لها مثيلاً في مثيلاتها من المدارس الثانوية في ذلك العهد ، كانوا يخبروننا عن معنى الوطنية ويخبروننا بتاريخ السودان وجماعاته ، في هذه المدرسة كان الجميع يحبون بعضهم ورغم أن هذه المدرسة كانت تعج بتيارات سياسية وفكرية وجماعات صوفية إلا اننا كنا نحب جميع من فيها وربما كان ذلك بفضل أساتذتنا الذين علمونا أن الإنسان مهما كانت به عيوب فإنه حتماً فيه جوانب مضيئة ،هكذا قال شيخنا الأستاذ / شمس الهدى عرفة الخطيب ناظر المدرسة ذلك الرجل الورع الوقور والمرح المتبسم دوماً ، كان شباب الأنصار هم القوة الضاربة في هيئة التدريس بهذه المدرسة وكانوا يجذبون الناس إليهم بسلوكهم وأخلاقهم ، وكنا ونحن في السنة الأولى بالثانوية مبهورين بمبدأ أن يكون المعلم صديق للتلميذ . المهم أنني سوف أعود وأواصل من هذه النقطة ـ من مدرسة الأفندي الثانوية وأعرج إلى مسجد الأنصار العتيق ثم رابطة الخريجين وغيرها من المنارات .
أخوك رفعت ميرغني
هشام حامد العبيد
|
|
|
|
|
|
|
|
|