بداية ليعلم الجميع ان هذا البوست ليس دعوة للعنصرية ولكن للمحبة ولرد الجميل لهذه المدينة الرائعة بروعة وطيبة اهلها، شايف ناس مدني بهناك وناس فداسي بي هنا والدناقلة بي جاي الخ... فقررت ان يكون لمدينة الكاملين ايضا موطئ قدم هنا. ففي الكاملين كانت صرختي الاولى معلنة ميلادي وانا اقول للدنيا كل الدنيا هنا ولدت وترعرعت وفي مدرستها الابتدائية الغربية نهلت من معينها وتعلمت كيف افك الخط. ومن بعدها ونتيجة لطبيعة عمل الوالد في مؤسسة اعمال الري في ذلك الوقت بدأت هجرتي مع الاسرة داخل السودان من مدينة الى اخرى الى ان استقر بي الحال ومنذ مايزيد عن عشرين سنه خارج السودان.
مدينة الكاملين ياسادة لمن لا يعرفها واشك في ان من مر في طريق مدنى الخرطوم لا يعرفها. أكاد اجزم ان هذا البوست سيجعل الكثيرين من مرتادي هذا المنبر خصوصا من ابناء وبنات المناطق المحيطة بالكاملين ومن الذين نهلو من ينبوع مدارسها (المتوسطة والثانوية – بنين وبنات) ستعود بهم الذكريات ويعود بهم الشوق والحنين الى تلك الايام الخوالي وهم كثر.
فمدينة الكاملين كانت دائما الأم الرءوم لكل من سكنها او جاءها قاصدا الدراسة في مدارسها او طالبا العلاج في مستشفاها او حتى متزوجا من احدى حسناواتها او حتى زائرا لها، فاهلها ذو كرم وخلق نبيل.
الكاملين ونظرا لكثرة عدد مدارسها وداخليات الطلاب والطالبات بها كانت تستقطب معظم ان لم نقل كل الطلاب من المناطق المجاورة لها. وبهذه المناسبة اسمحو لى اذكر لكم هذه القصة التي هزتني من الاعماق وجعلتني افتخر اكثر واكثر باني أحد ابناء هذه المدينة
أذكر في ذلك العام وفي أثناء حفل التخريج الذي أقيم لنا في جامعة الفاتح في ليبيا وكما هي عادة الطلبة السودانيين في الإبداع وحسن الإخراج لمثل هذه الاحتفالات كان وأثناء سير الخريج الى خشبة المسرح مصحوبا بخلفية موسيقية رائعة واحد الطلبة يقرأ من وراء الستار في السيرة الذاتية للطالب فهذا من مدينة الخرطوم وذلك من حلفا واخر من مدني وهكذا ويتم التطرق بسرعة وفي نبذة مختصرة عن الطالب الخريج، أين ولد ، واين تلقى تعليمه من الابتدائي الى ان اكمل دراسته الجامعية.
وبعد انتهاء مراسم الاحتفال اذا باحد الطلبة السودانيين اذكر انه كان يدرس في كلية الطب قام من مقعده وجاء لي هاشا باشا وكأنه عثر على كنز ثمين ومن طريقة تحيته لى وكأنه يراني لاول مرة فسلم على بحرارة وشوق لايمكن وصفهما وقال لي :
- يااخي انت من الكاملين؟؟
-ايوه أنا من الكاملين.
_طيب ماكان تحدثي من زمان، تعرف انا درست في مدرسة الكاملين الثانوية وكنت بسكن في الداخلية كان بدرسني استاذ فلان وأستاذ فلان...... وبداء يذكر لي اسماء المعلمين الذين كانو يقومون بتدريسه في تلك الفترة وحدثني عن اسماء اصدقاءه من الطلبة من مدينة الكاملين وعلامات الفرح والسرور بادية على محياه. حينها شعرت بالفخر وان لمدينتي كل هذا العطاء وهذه الايدي البيضاء فليفرح أهل الكاملين بان مدينتهم كانت ومازالت وستظل تجود بخيرها الى اهلها والى كل من جاءها، فللكاملين الصابرة الصامدة ولكل سكانها التحية والاجلال
ملاحظة / لقراء المنبر من غير الاعضاء فاذا كنت ممن درست في احدى مدارسها او لك ذكرى جميلة في هذه المدينة ما عليك الا ان تكتب عبر الايميل التالي وسادرج رسالتك كاملة هنا. فدعونا نوثق ولو بشي قليل للكاملين فعطاء الكاملين الذي لا تحده حدود يجب علينا ان نذكره فنشكره.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام حامد العبيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست