|
أكتوبر 21 : ما للجمال مشيها وئيدا .. أجندلا يحملن أم حديدا
|
عندما كنا صغارا كنا (نتابع) بما يكفي من التساؤل عن جغرافيا الأشياء والأحداث حرص النظام المايوي علىالاحتفال الرمزي بأكتوبر 1964 إلى جانب الاحتفال المدوي بمايو 1969 سنوياً تاريخياً كنا نفهم أنه لم يكن هناك قطع بين التاريخين فلم تأت مايو لاستعادة اكتوبر ولكن جأءت لإجهاضها حتى بعض الممارسات غير الديمقراطية التي وقعت إبان ديمقراطية اكتوبر .. لم يكن مجيء المايوين تصحيحا لها .. بحساب أن إجهاض كامل المؤسسات الديمقراطية لا يتجه في اتجاهها أبدا
كعالم ثالث ، يجب علينا أن نعي أنه لا يزال من بين مواطنينا من (لا يعتقد أن صيانة حرياته الشخصية وإرادته السياسية أمرا يستحق الحياة لأجله والموت في سبيله) ولكن هذا العدد من المواطنين ماض في تناقص مع تنامي الوعي ومرور الوقت والسعي الدءووب (المكتوب قضاءا وقدرا)في منازلة الدكتاتوريات الغبية المتعاقبة
والحمد لله الذي جعل تلك الدكتاتوريات الغبية تربط بين هذه الحقوق غير القابلة للإمساك عند بعض المواطنين بحقوق أخرى اقتصادية مرئية وملموسة
فلا تقدر الخدمة التي قدمتها الانقاذ لجهود التحول الديمقراطي المستمرة قبلها وبعدها من ربطها المصادرة الأولى لحق الناس في اختيار من يحكمونهم والطريقة التي يحكمون بها بمصادراتها التالية لحق الناس في التعليم والعمل والعيش الكريم وحتى حقهم في محض الحياة بسياساتها الغبية
ومخطئ من يضع الإنقاذ ومايو وعبود في سلة واحدة ومخطئ أيضا من (يحمد) الشمولييتين السابقتين ويحن إليهما بمقارنة الحال في ظل الإنقاذ بالحال التي كان عليها الوطن في ظل تلك الدكتاتوريتين
فلا يمكن أن نغفل الاختلاف الواضح بين طبيعة الإنقاذ وطبيعة النظامين العسكريين السابقين فقد قضت الأخيرة تماما على (مظلة الرعاية الاجتماعية) ومبدأ كفالة الدولة للمواطن كجزء من سياسات الإفقار المقصودة والتي استهدفت إذلال إنسان الوطن وتركيعه حتى يسهل إخضاعه لحكم عصابة الأراذل للأبد
هذه الحقيقة الناصعة لا يجب أن تعمينا عن الحقيقة الناصعة المجاورة والتي تقول أن سرقة الإرادة لا تعدو أن تكون مقدمة لسلب كل شيء وبالتالي لا خير في الأنظمة العسكرية السابقة واللاحقة حتى وإن أطعمت شعوبها المن والسلوى لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
أقول قولي هذا لألفت الانتباه إلى احتمال قيام نظام جديد أو هذا النظام بالفصل بذكاء بين انتهاك حق الناس في اختيار من يحكمهم وحقهم في ممارسة حيواتهم الاقتصادية في ظل هذا الوعي الذي لا يزال غير تام .
لا سيما وأن المجتمع الدولي لا يزال رأسمالي النزعة وغير حريص على توطين الديمقراطية في بلدان العالم الثالث ... كما يجب
والله المستعان
|
|
|
|
|
|
|
|
|