ماذا كتب البعض عن سلام الشرق

Quote: تكرار أخطاء أبوجا في أسمرا البدوي يوسف قطار سلام الشرق يوشك على وصول محطته النهائية ، هذا ما تقول به الانباء الواردة من العاصمة الاريترية أسمرا التي تستضيف مفاوضات الحكومة وجبهة الشرق منذ 14يونيو الماضي... ولكن الانباء الصادرة من داخل الاقليم تقول بان السلام سيظل ناقصا ما لم تتسع كراسي القطار (السلطة) لاهل الشرق كافة. ومع اقتراب الطرفين من توقيع بروتوكول قسمة السلطة، رفع المجلس التشريعي بولاية القضارف مذكرة لنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه اثناء زيارته للولاية امس الاول، حوت تحفظات على طريقة التفاوض في ملف قسمة السلطة، وحذر رئيس المجلس كرم الله عباس الشيخ، طرفي التفاوض ـ الحكومة وجبهة الشرق ـ من مغبة تجاوز قسمة السلطة بالولاية للمجموعات القبلية ذات الثقل. ونبه الى ان ما يدور داخل قاعات التفاوض الآن من شأنه ان يفرز واقعاً سيئاً شبيهاً بدارفور. وقدم عباس تنويرا للمجلس امس الاول عن مشاركته مع الوفد الشعبي في مفاوضات الشرق،ابدى فيه تخوفه لما يدور. داخل قاعات التفاوض، واشار الى ان تحديد نسب المشاركة تكرس للجهوية والقبلية وتقوم على اساس حمل السلاح، واضاف: نريد مشاركة جبهة الشرق بعدالة وحسب وزنها وحجمها السياسي بالولاية، وطالب كرم الله بمعالجة هذا الوضع قبل توقيع الاتفاق الثلاثي حتى لا يصبح ملزماً، علماً بان الاتفاق المرتقب يعطي جبهة الشرق (60) منصبا دستوريا وتنفيذيا (10) منها في المركز و(50) في ولايات الشرق الثلاث (القضارف، كسلا، والبحر الاحمر) حسبما ورد في صحف امس. وتزامنت مخاوف المجلس التشريعي لولاية القضارف، مع تهديد شيخ خلاوى همشكوريب سليمان علي بيتاي برفض أي اتفاق تتوصل له الحكومة وجبهة الشرق بحجة ان خلاوي همشكوريب غير ممثلة في المفاوضات، وقال بيتاي: «نحن غير راضين ولن نقبل أي اتفاق، نحن بعيدون منه سواء جاء عبر الوسيط الاريتري او الأوروبي» واضاف لن نقبل أي اتفاق مهما كانت ايجابياته وسلبياته ودعا لضرورة اشراك البجا وخلاوي همشكوريب في المفاوضات والاتفاق حتى تعيش المنطقة في استقرار وسلام، وقال إن الذين يتفاوضون الآن باسم البجا لا يمثلونهم ولم يعطوا أي تفويض محذراً من تمرد اشرس في الاقليم اذا لم يتم الالتفات الى مطالبهم. لكن القيادي البارز بجبهة الشرق عبدالله موسى قال ان جبهة الشرق تمثل كل قبائل الشرق بمختلف قومياتها، وانها طرحت ذلك في طاولة المفاوضات الجارية بأسمرا، واعتبر خطوة المجلس التشريعي للقضارف محاولة من المؤتمر الوطني لذر الرماد في العيون، وانتقد محاولات اقتطاع القضارف من شرق السودان. والمفارقة الواضحة ان جبهة الشرق تصر على انها تمثل الاقليم بأسره وتتحدث باسمه الا انها في الواقع لا تمثل غير ثلاث قبائل تتفاوض الآن باسم الولايات الثلاث وتنادي بدمجها في اقليم واحد وتسعى فى الوقت ذاته لان تستأثر في نهاية المطاف بالسلطة، بدعوى انها رفعت السلاح وحاربت الحكومة ومن ثم يصبح من حقها الفوز بالغنائم بعد ان تضع الحرب اوزارها، اسوة بالحركة الشعبية لتحرير السودان التي حازت على (28%) من السلطة وحركة تحرير السودان ( فصيل مني اركو مناوي ) التي نالت نصيبا من السلطة لا يتناسب ووزنها الحقيقي بموجب اتفاق سلام دارفور الذي انتج (جبهة الخلاص الوطني) وزاد نيران الحرب في الاقليم اشتعالا بدلا من اطفائها. وواقع الامر ان الحكومة ادارت ظهرها لقبائل الشرق يوم ان قبلت بقصر التفاوض على حاملي السلاح واكتفت بتمثيل القبائل ـ التي لم تحمل السلاح بعد ـ بوفد استشاري، ومعروف عن المستشار في السودان انه لا يستشار الا نادرا ، واذا استشير لا يؤخذ باستشارته. ويبقى القول ان الحكومة التي اخطأت من قبل مرتين الاولى في نيفاشا والثانية في ابوجا، توشك ان تقع في الخطأ ذاته للمرة الثالثة في اسمرا وتنتج حركة مسلحة جديدة في وطن لاتعترف حكومته الا بمن يحمل السلاح. نقلا من الرأي العام